شخصيّات

نبذة تعريفية عن عمّ الرسول “أبو طالب”

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عم الرسول أبو طالب شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

اسمُه عبدُ مَنَاف بنُ عبد المطَّلِب. وُلِدَ سنَة خمس وثمانين قبلَ الهجرة، وتوفي في السنة الثالثة قبل الهجرة.

وهو عَمُّ النبي، صلى الله عليه وسلم، وأبو عليَّ بن أبي طالب، رضي الله عنه. وكان النبيُ، صلى الله عليه وسلم، يتيماً فَكَفَلَه عبدُ المطلب والدُ أبي طالب، فلما توفي عبدُ المطلب كَفَلَه عَمه أبو طالب.

وكان أبو طالب يحب النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، حباً كثيراً. وكان يأخذه معه في كل مكان حتى في أسفاره للتجارة.

 

فسافر معه إلى الشام، وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، شاباً صغيراً، لَمْ يأمره الله تعالى بالرسالة ودعوة الإسلام بَعْدُ، فَلَمَّا بلغ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أربعين سنةً بَعَثَه الله تعالى نبياً ورسولاً، وأخذ يُبَلِّغُ الناسَ دعوةَ الله، دعوةَ التوحيد.

وكان المشركون الكفار لا يستطيعون أن يؤذوا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، أو يضروه بشيء، احتراماً وخوفاً من عَمِّه أبي طالب.

وفي مرة اشتكَوْا إلى أبي طالب، وقالوا: إن ابنَ أخيك محمداً آذانا فهو يعيب آلهتنا ويدعو إلى نَبْذِ وتَرْكِ دينِ آبائنا وأجدادنا. فدعا أبو طالب النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، وقال له ما يقوله قومُه.

 

فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: "يا عم لو وُضِعَتْ الشمسُ في يميني والقمرُ في يساري، ما تركتُ هذا الأمرَ حتى يظهرَه الله أو أَهْلِكَ في طلبِه".

فلما سمع أبو طالب إجابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، علم أنه لا يمكن أن يَسْكتَ عن دعوةِ الناس إلى ترك الشِّرك، والدخولِ في الإسلام، وأن النبي، صلى الله عليه وسلم، مُصِرٌّ على الدعوة وإنْ وقفَ المشركون كلُّهم أمامَه.

فوافق أبو طالب أن يستمرَّ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، في دعوته ووقفَ إلى جانبه، وقال له: امْضِ إلى ما أَنْتَ فيه. ومنع المشركين من إيذائِه، فخرج المشركون من بيتِ أبي طالب وهم غاضبون.

 

وظل النبي، صلى الله عليه وسلم، يدعو إلى الله ولا يستطيع المشـركون أن يمنعوه أو يضروه حتى تُوُفِيَّ أبو طالب.

فبدأ المشـركون في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا يقول صلوات الله وسلامه عليه: "ما نالَتْ قريش مني شيئاً أكرهُه حتى ماتَ أبو طالب".

وكان النبي، صلوات الله وسلامه عليه، حريصاً على إسلام عَمه أبي طالب، فكان يدعوه إلى الإيمان بالله، ونَبْذِ الشِّرك وما عليه آباؤه وأجداده.

 

ولكنَّه لم يَسْتَجِبْ لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وحين حضرت الوفاةُ عَمَّه، دخل عليه محمد صلى الله عليه وسلم، وقال له: "يا عم، قل لا إله إلا الله".

فقال أبو طالب: "يا ابنَ أخي، والله، والله، لولا أن تكونَ سُبَّةً عليَّ وعلى أهلي مِنْ بَعْدِي، يرون أني قلتُ لا إله إلا الله خوفاً وجَزَعاً عندَ الموت لقلتُها".

فكان أبو طالب يُصَدِّق النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولكنه لا يريد أن يقولَ الناسُ عنه إنه لم يَجْرُؤْ على قولِ لا إله إلا الله إلا عند وفاتِه خوفاً من الموت، فمات دون أن يُسْلِم.

 

ولشدة حب النبي صلى الله عليه وسلم لعمِّه ورغبته أن يموتَ على الإسلام، قال بعد أن مات عَمُّه على الكفر ودونَ أن ينطقَ بكلمةِ التوحيد: "لاستغفرَنَّ لَكَ".

فنزل قول الله تعالى يُبَيِّن أنه لا يجوزُ الاستغفارُ عن المشركين، قال تعالى(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) التوبة: 113، ونزل قولُ الله تعالى ليبينَ للنبي صلى الله عليه وسلم أن الهداية والإيمانَ من الله وحدَه، فقال(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) القصص: 56.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى