نبذة تعريفية عن عيدي “الفطر والأضحى” والآداب التي شرعها الإسلام لتحلي المسلم بها خلالهما
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
عيد الفطر عيد الأضحى إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
لكل أمة أعياد تلتقي فيها مشاعر الناس بالفرح والبهجة. وللأمة الإسلامية عيدان – ارتبطا بدينها وعقيدتها – هما: عيد الفطر وعيد الأضحى. يأتي الأول بعد صيام رمضان، والثاني بعد مناسك الحج.
وقد بشر النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، المسلمين بهذين العيدين عندما قدم إلى المدينة المنورة مهاجرا من مكة المكرمة.
ويحل عيد الفطر بعد ثبوت رؤية هلال شهر شوال، أو إكمال صيام شهر رمضان ثلاثين يوما عملا بقول الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة 185).
ويبين النبي، صلى الله عليه وسلم، أن فرح المسلم بهذا العيد ليس فقط لأنه يأتي بعد صيام رمضان، ولكن أيضا لأن المسلم الذي أدى فريضة الصوم يرجو أن ينال ثوابها عند لقاء ربه. وفي هذا يقول، عليه الصلاة والسلام: «للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه».
أما عيد الأضحى فمقرون بأيام الحج. وقد سمي بذلك لأن الإسلام شرع للأمة الإسلامية أن يضحوا في هذه الأيام إحياء لسنة أبيهم إبراهيم ونبيهم محمد، صلوات الله عليهما، بما يذبحونه من الإبل والبقر والغنم يوم النحر وأيام التشريق بعد أداء صلاة العيد، استجابة لقول المولى، سبحانه وتعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر 1 – 2).
وينحر المسلمون الأضحية بقصد التقرب إلى الله تعالى، وهي سنة مؤكدة إذ يتفق جمهور الفقهاء على أن النبي محمدا، صلى الله عليه وسلم، كان ينحر الضحية إحياء لسنة إبراهيم عليه السلام.
ويقول الفقهاء إنه يفضل أن يذبح المسلم أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذبح، ومن كان لا يحسن الذبح فليحضر ذبحها.
وعلى من يقوم بالذبح أن يسمي عند الذبح، فيقول: «بسم الله، الله أكبر، اللهم إن هذا منك ولك». وتكون الأضحية عن المسلم وأهل بيته، ولهم أن يأكلوا منها الثلث، ويتصدقوا بثلث، ويهدوا ثلثا.
وهناك آداب – شرعها الإسلام – يستحب التحلي بها في العيدين، ومنها:
1 – يفضل إحياء ليلتي العيدين بالذكر والتكبير والدعاء والاستغفار والعطاء للمحتاجين (ويجب ألا ننسى زكاة الفطر). وصيغة التكبير: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد»، أو بالصيغ المأثورة الأخرى. وعلى المسلم أن يكبر في ليلة عيد الأضحى وباقي أيام التشريق (وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم العيد).
2 – استحباب الغسل والتطيب وارتداء أجمل الثياب. وقيل إن رسول الله، صلوات الله عليه، كان يلبس للعيدين أجمل ثيابه.
3 – الخروج إلى المصلى لصلاة العيد في جماعة ويجوز أن يصلى العيدان بالمسجد. والسنة أن يصليا خارج المسجد في خلاء واسع، إلا في مكة المكرمة فالصلاة في المسجد الحرام أفضل.
4 – مخالفة الطريق: فالسنة أن يذهب الناس إلى الصلاة في العيدين من طريق ويرجعون من طريق آخر إن أمكن ذلك من غير مشقة، وإلا فالرجوع من الطريق نفسه جائز.
5 – مراعاة الأمور التالية في صلاة العيدين:
– تبدأ صلاة العيد من ارتفاع الشمس قدر ثلاثة أمتار من مشرقها، وتمتد إلى وقت زوال الشمس (أي إلى ما قبل الظهر). ويستحب تأخير صلاة عيد الفطر، وتعجيل صلاة عيد الأضحى.
– يشرع خروج الصبيان والنساء لصلاة العيدين من غير فرق بين الصغير والكبير، والشاب والعجوز.
– لا يسن الأذان ولا الإقامة لصلاة العيدين.
– لم يثبت أن لصلاة العيد سنة قبلها ولا بعدها.
– صلاة العيد ركعتان كغيرها من النوافل، إلا أنه في الركعة الأولى، وبعد تكبير الإحرام ودعاء الاستفتاح، يكبر سبع تكبيرات «الله أكبر» مع رفع اليدين مع كل تكبيرة.
يفصل بين كل تكبيرتين بفاصل قصير. وفي الركعة الثانية – بعد تكبيرة القيام – يكبر خمس تكبيرات مع رفع اليدين مع كل تكبيرة. والتكبير سنة، والزيادة والنقص فيه لا يضر، ولو نسيه الإمام كله فالصلاة صحيحة.
– تسن الخطبة بعد صلاة العيد، ويسن الاستماع إليها، ويكره تقديمها على صلاة العيد. وهي كخطبة الجمعة تبدأ بحمد الله والثناء عليه والشهادتين والصلاة والسلام على رسول الله.
6 – إشاعة الفرحة والبهجة بالعيد بين المسلمين. ومن الأمور المستحبة التي تساعد على تحقيق ذلك:
– التهنئة بالعيد، فيهنئ المسلمون بعضهم بعضا بالعيد المبارك.
– التصدق ومساعدة المحتاجين ومواساتهم وتفريج كربهم. يقول صلى الله عليه وسلم: «أغنوهم في هذا اليوم»، وفي رواية أخرى: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم».
– التوسعة على الأهل بالمال، والتواصل والتراحم، وزيارة الأقارب والأصدقاء، وترك المخاصمة والتباعد.
– اللعب المباح، واللهو البريء، والغناء البعيد عن الفحش ترويحا للنفس، وإظهارا لنعمة الله.
وهكذا نرى أن عيد المسلمين يجمع ولا يفرق، وهو ذكرى جميلة، وفرصة كبيرة للقاء الأهل والأصدقاء، وتقوية العلاقات، وصلة الرحم، ومساعدة المحتاج. وقبل كل شيء فيه تدبر وتعقل بحكمة الله، سبحانه وتعالى، في خلقه، وشكر لنعمته.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]