نبذة تعريفية عن غاز الكلور واستخداماته المختلفة
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
غاز الكلور استخدامات غاز الكلور الكيمياء
الكُلُورُ أَحَدُ العَناصِرِ اللاَّفِلِزِّيَّةِ ويُوجدُ ضِمْن مجموعةٍ من العَناصِرِ يُطْلَقُ عَلَيْها اسمُ «الهالوجينات»، وهي: الفلورُ والكُلُورُ، والبُرومُ، واليودُ.
والكُلُورُ عنصرٌ غازِيٌّ لونُهُ أخْضَرُ. لا يوجَدُ حُرّاً في الطَّبيعَةِ، ولكنْ مُتَّحِداً مع غيرِهِ مِنَ العَناصِرِ في صورَةِ مُرَكَّباتٍ أكْثَرُها شُيوعاً مِلْحُ الطَّعامِ. والرَّمزُ الكيميائِيُّ العربِيُّ للكلورِ (كل) والرَّمزُ اللاَّتينيُّ (CI).
ويُحَضَّر غازُ الكُلورِ صِناعيّاً بالتَّحْليلِ الكَهرَبائِيِّ لِمُرَكَّبِ كُلوريدِ الصَودْيومِ (مِلْحِ الطَّعامِ).
والكلورُ غازٌ سامٌّ، أَثقَلُ من الهَواءِ، سريعُ الانْتِشارِ مَعَ الرَّياحِ، لِذَا اسْتَخْدَمَه الألمانُ في الحَرْبِ العالَمِيَّةِ الأُولَى كغازِ حَرْبٍ ضِدَّ جُيوشِ الحُلفَاءِ.
ففي ربيعِ عامِ 1915 وضعَ الأَلْمانُ سِتَّةَ آلافِ أُسْطوانَةٍ مَمْلوءَةٍ بغازِ الكُلورِ في مُواجَهَةِ جُيوشِ الحُلَفاءِ انْتِظاراً لِهُبوبِ الرِّياحِ. وفي يوم 22 أبريل عام 1915 هَبَّتْ الرِّياحُ عابِرَةً خُطوطَ الجَيْشِ الأَلْمانِيِّ في اتِّجاهِ جيوشِ الحُلَفاءِ.
فَقامَ أَفْرادٌ مِنَ الجَيْشِ الأَلْمانِيِّ مُزَوَّدِينَ بِأَقْنِعَةٍ واقِيَةٍ بِفَتْحِ جميعِ أُسْطواناتِ الغَازِ.
حَمَلَتْ الرِّياحُ غازَ الكلورِ المُنْطَلِقِ إلَى خَلْفِ خطوطِ الحُلَفاءِ، فأثَّرَ الغازُ على أداءِ ويَقَظَةِ جُنودِ الحلفاءِ، وشَعِروا بآلامٍ في العَيْنِ والأَنْفِ، تَبْعَها سُعالٌ شديدٌ مصحوبٌ بِدِماءٍ.
بَدَأتْ جيوشُ الألمانِ في الزَّحْفِ والهُجومِ علَى جنودِ الحُلَفاءِ الّذين أَنْهَكَهُم الغازُ السَّامُ، وانْتَصر الأَلْمانُ في هذه المَعْرَكَةِ انْتِصاراً ساحِقاً.
ولكنَّ الألْمانَ لم يَسْعَدُوا كثيراً بالسِّلاحِ الجَديدِ، لأَنَّه يَعْتَمِدُ علَى اتِّجاهِ هُبوبِ الرِّياحِ الّتي تَهُبُّ غالِباً من الغَرْبِ إلَى الشَّرْقِ، أَيْ مِنْ جانِبِ خُطوطِ الحُلَفاءِ إلى الخُطوطِ الأَلْمانِيَّةِ، لِذا رُبَّما يَنْقَلِبُ هذا السِّلاحُ ضِدَّهُم فَقَرَّروا إيقافَه.
هذا وقَدْ وَقَّعَتْ الدُّوَلُ علَى مُعاهَدَةِ حَظْرِ اسْتِخْدَامِ غازاتِ الحَرْبِ، ومْنْها غازُ الكلورِ، في الحُروبِ.
ومَعَ أنَّ غازَ الكُلورِ غازٌ سامٌّ إلاَّ أنَّ له اسْتِخْداماتٍ كثيرَةً لِصالِحِ البَشَرِيَّةٍ:
– فَيُسْتَخْدَمُ غاُ الكُلورُ في تَعْقيمِ مياهِ الشُّرْبِ مِنَ المَيْكروباتِ وتَطْهيرِ مِياهِ حَمَّاماتِ السِّباحَةِ.
– ويُسْتَخَدمُ في صِناعَةِ كثيرِ مِنَ الموادِّ العُضْوِيَّةِ الّتي لَها اسْتِخداماتٌ مُهِمَّةٌ، مثل: الكُلوروفورمِ الّذي يُسْتَخْدَمُ مخدِّراً، ورابِعِ كلوريدِ الكَرْبونِ الّذي يُسْتَخْدَمُ في إطْفاءِ الحَرائِقِ.
– يُسْتَخْدَمُ الكلورُ في صِناعَةِ اللَّدائِنِ، مثل الپولي كُلوريد الڨينيل (PVC) وبَعْضِ أَنْواعِ المطَّاطِ الصِّناعِيِّ.
– ويُسْتَخْدَمُ في صِناعَةِ المُبيداتِ، والمُطَهِّراتِ، كما يُسْتَخْدَمُ في تَبييضِ الأَقْمِشَةِ.
– كذَلِكَ يُسْتَخْدَمُ مِلْحُ الطَّعامِ (كلوريدُ الصُّوديومِ) في تَحْضيرِ غازِ الكلورِ، والصُّودا الكاوِيَةِ.
ويَتَّحِدُ غازُ الكلورِ مع غَازِ الهَيدروجينِ ليكوِّنَ غازَ كلوريدِ الهَيْدروجين الّذي يذوبُ في الماءِ ليُكَوِّن حَمْض الهَيْدروكلوريك الّذي يُسْتَخْدَمْ في تَفاعُلاتٍ كثيرَةٍ، أَهَمُّها تكوينُ الأَمْلاحِ بالتَّعادُلِ والكَشْفِ عَنْها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]