نبذة تعريفية عن فلز “الرصاص”
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الرّصاصُ فِلِزٌ أبيضُ اللون ضاربٌ إلى الزُّرْقةِ، وزنهُ الذريُّ 207,21 وعددهُ الذريُّ 82. ينصهرُ عند 327 سيلزية، ورمزُهُ الكيميائي «~» «Pb».
وقد استخدمَ الإنسانُ الرصاص منذُ زمنٍ بعيدٍ، فقد صنعَ منهُ المصريونَ في مصرَ القديمة عقوداً وأساورَ مختلفةَ الأشكالِ، كذلكَ فعلَ أهلُ بابِلَ وآشورُ.
وقد استخدمَ الرومانُ الرصاصَ بعدَ ذلك في صنعِ أنابيبَ لنقلِ المياهِ، وما زالَ بعضُ هذه الأنابيبِ قائماً حتى اليومِ في مدينةِ «باث» بإنجلترا.
وكانوا يحصلونَ على الفلزِّ من مناجِمِه ِفي أسبانيا. ثم استُخْدِمَ الرّصاصُ بعدَ ذلكَ في تغطيةِ قِبابِ الكنائِس في العُصورِ الوُسْطَى.
ولا يوجَدُ الرّصاصُ حرّا في الطبيعةِ، ولكنَّهُ يوجدُ على هيئةِ كثيٍر من المركّباتِ التي توجدُ في قِشرَةِ الأرضِ بنسبةِ 0,0015% .
وأهمُّ خاماتِهِ هو كبريتيدُ الرّصاصِ المعروفِ باسمِ الجالينا.
ويُحضّرُ منه الرّصاصُ بتحميصِ الخامَةِ في الهواءِ للتخلُّصِ من الكِبريتِ، ثم تتمُّ عمليةُ الصهرِ في فرنٍ لافحٍ صغيرٍ مع فحمِ الكوِك وبعضِ الجيرِ وفي وجوِد تيارٍ من الهواءِ الساخِنِ.
وعادةً ما يحتوي الرّصاُص الناتِجُ على بعضِ الشوائِبِ مثلَ الفِضَّةِ والحديدِ والأنتيمون والزرنيخ والنحاسِ والزنكِ، وهي تجعَلُ الرّصاصَ صُلباً وقصيفاً.
ويمكنُ التخلُّصُ من مُعظَمِ هذهِ الشوائِبِ بتسخينِ الرّصاصِ في فرنٍ خاص. ولكنَّ فصلَ الفِضَّة من الرّصاص يتم بإضافة الزنك إلى مصهور الرّصاص، فيتكوَّنُ مِنَ الزنكِ والفضةِ مركَّبٌ يَطفو على سطحِ الرّصاصِ المنصهرِ ويمكنُ فصلُهُ.
والرصاصُ فِلزٌ لَدْنٌ يتحوَلُ بالضغطِ إلى قضبانٍ وأنابيبِ، ويمكنُ تحويلُهُ إلى صفائحَ. ويتميَّزُ بسطحهِ اللامع عند مقطعهِ، وهو قابلٌ للطّرْقِ والتشكيل، ولكنّ قابليتهُ للسحبِ إلى أسلاكٍ ضعيفةٌ جداً، ولذلك لا تصنع منهُ اسلاكٌ، ولكنّهُ يُستخدم في تغطيةِ بعض الأسلاكِ الكهرَبائية.
وهو لا يتآكلُ عند تعرّضهِ للجوِّ مثل الحديدِ، وذلكَ لأنَّ سطحَهُ يتغطّى بطبقةٍ رقيقة من الأكسيدِ تحميه من التآكُلِ.
وقد استُخدِمَ الرّصاصُ عالي النقاوَةِ في صُنعِ ألواحِ المركمِ في البطارياتِ السائلةِ. كذلكَ استُخدمَ الرّصاصُ في تبطينِ جدرانِ الغرفِ الرصاصيَّةِ في صناعَةِ حمضِ الكبريتيك، وفي صنعِ سواترَ تحمي من الإشعاعاتِ الصادرةِ من الموادِّ المشعةِ، وللحمايةِ من الأشعةِ السينيّةِ.
ويدخلُ الرّصاصُ في تكوينِ كثيرٍ من السبائكِ، فتُصنعُ منه سبائك الخرطوشِ وسبائكُ الرّصاصاتِ وأنواعٌ أخرى من الذَّخيرةِ. كذلك تُصنعُ منهُ سبائِكٌ خاصَّةٌ تُستخدمُ في صُنْعِ حروفِ الطباعَةِ، وسبيكةُ اللحامِ التي تتكوَّنُ منهُ ومن القصديرِ.
ولأن الرّصاصَ فلزٌ لَيِّنٌ إلى حَدٍّ ما، فإنَّ أغلبَ هذه السبائكِ يحتوي على فلزاتٍ أخرى لتعطيهِ قدراً من الصلابَةِ، ومن أمثلتها الأنتيمونُ والزرنيخ والبزموت وغيرها.
ومعظمُ مُركَّباتِ الرّصاصِ سامٌ، وبخاصة ما يذوبُ منها في الماء مثل خلاَّتٍ الرّصاص، أو ما يتطايَرُ منها في الهواءِ مثل رباعيِّ إثيل الرّصاصِ الذي يُضافُ احياناً إلى الجازولين (البنزين) لرفعِ رقمهِ الأوكتاني وزيادَةِ كفاءَةِ محرِّكِ الاحتراقِ الدخليِّ.
ولكنَّنا في الوقتِ الذي نرفعُ فيهِ من كفاءَةِ محرِّكِ السيارةِ نقلِّل ُكثيراً من كفاءَةِ جهازِنا التّنفسيِّ، بل وعملياتِنا الحيويةِ بأكملها. فعند احتراقِ رُباعي إثيل الرّصاصِ مع الجازولين في محرّكِ السيارةِ يخرجُ بروميدُ الرصاصِ المتطايِرُ مع غازاتِ العادمِ ليتلقّاها الناُس في صدورهم.
ولا تظهرُ علاماتُ التّسَمُمِ بالرّصاصِ في الحالِ ولكنها تأخذُ وقتاً طويلاً لأنَّ لها اثراً تراكميّاً يتوقَّفُ على الكميةِ التي امتصّها جسمُ الإنسانِ. ولكنّ كثيراً من بلادِنا، لحسنِ الحظِّ، تحرصُ الآن على أنْ يستعملَ مواطنوها بنزيناً خالياً من الرّصاصِ.
وهناكَ مُرَكَّباتٌ نافِعَةٌ مِنْ مُركَّباتِ الرّصاصِ مثل كربوناتِ الرصاصِ القاعديَّةِ المعروفةِ باسم «الاسفيداج، وهي تُستعملُ في صنعِ الطَّلاءِ الأبيضِ، وكروماتِ الرّصاصِ المستخدَمَةِ في صنعِ الطلاءِ الأصفرِ.
وأكسيدِ الرّصاصِ الأحمرِ المعروفُ باسم «السلقون» والذي يُستخْدَمُ طلاءً لمنعِ الصدأِ. إضافةً إلى بعضِ مركَّباتِ الرصاصِ الأخرى التي تدخلُ في صنعِ زجاجِ الكريستال.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]