نبذة تعريفية عن فوائد النَّوْم المتعددة
2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
النَّوْمُ فَتْرَةٌ من الراحَةِ يَفقدُ النَّائِمُ خِلالَها إِدْراكَهُ بِما يُحيطُ بِهِ من مُثيراتٍ. ويختلفُ النَّوْمُ عن الغَيْبوبَةِ في إمكانِ إنهائِهِ بِسُهولَةٍ.
فَمَثلاً يمكنُ إيقاظُ إنسانٍ نائمٍ أو حيوانٍ نائمٍ بفعلِ ضَوْضاءٍ عاليةٍ أو وَمْضَةِ ضَوْءٍ ساطِعَةٍ، ولا يتحققُ ذلكَ مع الشَّخْصِ المُصابِ بِغَيْبُوبَةٍ.
ولا بُدَّ أن يَحْصُلَ كُلُّ البَشَرِ، وأنواعٌ عديدةٌ مِنَ الحيواناتِ، على قَدْرٍ مُعَيَّنٍ مِنَ النَّوْمِ يَوميّاً على فَتراتٍ مُنْتَظَمَةٍ.
ويَنامُ مُعْظَمُ البالغينَ من بَني البشرِ ما بَيْنَ سبعٍ وثماني ساعاتٍ كُلَّ ليلةٍ، ونِسْبَةٌ ضَئيلةٌ منهم تَنامُ أَقلَّ من أربعِ ساعاتٍ أو أكثرَ من عشرِ ساعاتٍ.
وينامُ بعضُ الناسِ – خاصَّةً الَّذينَ يَعْمَلونَ لَيْلاً – في أَثْناءِ النَّهارِ، وقَدْ يَحتاجُ بعضُ البالغينَ إلى ستِّ ساعاتٍ من النَّومِ لَيْلاً أو أَقَلَّ، بَيْنَما يحتاجُ بعضهم الآخَرُ إلى نَحْوِ تِسْعِ ساعاتٍ أو يزيدُ.
وعُموماً كُلَّما تَقَدَّمَ بالنَّاسِ العُمرُ تَقُلُّ حاجَتُهم إلى النَّوْمِ. فالشَّخْصُ الَّذي كانَ يَنامُ لِمُدَّةِ ثماني ساعاتٍ عندما كانَ في الثلاثينَ من عُمرِهِ قَدْ يَحتاجُ إلى سَبْعِ ساعاتٍ فَقَطْ عِنْدَما يبلغُ سِنَّ الستينَ.
ويُلاحَظُ أَنَّ أَدْنى مُعَدَّلٍ للوَفياتِ يَكونُ عندَ النَّاسِ الذينَ تمتدُّ فترةُ نومِهِم بينَ سَبعِ وثماني ساعاتٍ، ثم يزدادُ المُعَدَّلُ بالتَّدريجِ في الفتراتِ الأقصرِ والفتراتِ الأطولِ.
وتتطوَّرُ أنماطُ النومِ لدى الإنسانِ تدريجياً. فالأطفالُ حَديثو الوِلادَةِ يَنامُونَ فَتراتٍ قصيرةً متقطِّعَةً في أثناءِ النَّهارِ واللَّيْلِ متضمِّنَةً نوماً حالماً.
وبِبلوغِ الأطفالِ سِنَّ شَهرين أو ثلاثةٍ يكونونَ قد تعلَّموا النومَ في اللَّيْلِ رَغْمَ أنَّهُم قَدْ يَغْفونَ فتراتٍ مُتقطعةٍ في أثناءِ النَّهارِ.
وبوصولِهِمْ إلى سنِّ السَّادِسَةِ يتخلَّى مُعْظَمُهم عن غَفواتِ النَّهارِ، حيثُ كُلَّما تَقَدَّمَ العمرُ بالأطفالِ يقتصرُ نومُهُم بالتَّدريجِ في أثناءِ الليلِ فقطْ.
وهناكَ بَشَرٌ قد يُحْرَمونَ من النَّوْمِ يوماً أو بعضَ يَوْمٍ، وهؤلاءَ يَفقدونَ طاقَتَهم، ويُصْبِحونَ سَريعي الانْفِعالِ.
وبعدَ مُضِيِّ يومينِ على حِرمانِهِمْ من النَّوْمِ تقلُّ قدرتُهم كثيراً على التَّركيز. ويمرُّ كُلُّ إنسانٍ يُحْرَمُ من النومِ بفتراتٍ مِنَ النُّعاسِ الوَقْتِيِّ لِثَوانٍ قليلةٍ ورُبَّما لِمُدّةٍ أطولَ.
وقد يَغُطُّ الفردُ في نومٍ تامٍّ إلَّا إذا تمَّ الحِفاظُ على نَشاطِهِ بصِفَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ.
وأَمَّا الأَفْرادُ الَّذينَ يستمرونَ بلا نومٍ فترةً تَزيدُ على ثلاثةِ أيامٍ، فإنَّهُم يجدونَ صُعوبَةً كبيرةً في التَّفكيرِ والرُّؤْيَةِ والسَّماعِ بوضوحٍ.
ويُعاني بعضُهُمْ من فتراتِ هَلْوَسَةٍ يُشاهدونَ في أثنائها أَشْياءَ وَهْميةً ويَخْلِطونُ بينَ أحلامِ اليَقظةِ والحَياةِ الحقيقيَّةِ.
ويُذْكَرُ أنَّ بعضَ البَشَرِ تَمَكَّنُوا من الحياةِ دونَ نومٍ لِمُدَّةِ أَحَدَ عَشَرَ يَوْماً متواصلةً!
وهؤلاءِ يَفْقِدونَ صِلَتِهم بالواقع. فعلى سبيلِ المثالِ يَعْتَقِدونَ بأنَّ الطبيبَ لَيْسَ سِوى حانوتيٍّ جاءَ لِيَدْفِنهم، أو أنَّ الطعامَ الذي يَتَناوَلونَهُ قَدْ سُمِّمَ لَهُم!
وعندما ينامُ الإنسانُ تَتَضاءَلُ جميعُ أنشطتِهِ وتَرْتَخي عَضَلاتُهُ وتَتَباطَأُ ضرباتُ قلبِهِ وينخفِضُ مُعَدَّلُ تَنَفُّسِهِ. ويُصْبِحُ الفردُ – كُلَّما تَعَمَّقَ في نَوْمِهِ – أَقَلَّ إدراكاً لِما يَجْري حَولَه.
والشَّخْصُ النَّائِمُ يُغَيِّرُ مَوْضِعَ جِسْمِهِ بالكاملِ نَحْوَ اثنتيْ عَشْرَةَ مَرَّةً عَلى الأقلِّ، خِلالَ فترةٍ نومٍ تستغرقُ ثماني ساعاتٍ. ويتحرَّك الرأسُ أو الأذرُعُ السِّيقانُ بعددِ أكبر من المرَّاتِ.
ويُستخدَمُ جِهازٌ يُسمَّى مِخْطاطَ كَهربائيَّةِ الدِّماغِ لدراسَةِ النَّوْمِ. ويُطْلِقُ الدماغُ مَوجاتٍ كهربائيَّةٍ في حالتَيْ اليَقظةِ والنومِ، ويَقومُ الجهازُ بقياسِ تلكَ المموجاتِ وتَسجيلِها.
ويُطلِقُ دِماغُ الشَّخصِ المستيقظِ المُسْترخِي نَحْوَ عَشْرِ مَوجاتٍ قصيرةٍ في الثَّانيةِ. ولكنْ مَعَ انْغِماسِ الشَّخْصِ في نومٍ عميقٍ، فإنَّ الدماغَ يُطْلِقُ موجاتٍ أَبْطَأَ إلَّا أَنَّها أَوْسَعُ.
وفي أَثْناءِ الساعتينِ أو الثلاثِ الأُوَلِ مِنْ فترةِ النومِ تَنْطَلِقُ موجاتُ الدماغُ بصورةٍ أَبْطَأَ وأَوْسَعَ. وفي أثناءِ النومِ ذِي الموجَةِ البَطيئَةِ، يَتَباطأُ النَّشاطُ العقليَّ إلَّا أنه لا يتوقفُ.
وتحدُ الموجاتُ السَّريعةُ القصيرةُ، الشَّبيهةُ بتلكَ الَّتي تحدثُ للشَّخصِ في أَثْناءِ يَقَظتِهِ، على فتراتٍ في أَثْناءِ النومِ.
وفي أَثناءِ هذهِ الفتراتِ الَّتي تَتَّسِمُ بنشاطٍ مَوْجيٍّ سَريعٍ للدِّماغِ، تتحرَّكُ عَيْنا النَّائِمِ بِسُرْعَةٍ كَما لَوْ أَنَّهُ يَقومُ بمراقَبَةِ أحداثِ حُلمٍ أَمامَهُ.
والنائِمُ الَّذي يَتمُّ إيقاظُهُ في أثناءِ هذهِ الفترةِ، قد يُعيدُ الحلمَ إلى الذَّاكِرَةِ ويتذكَّرُ تفاصيلُه. ويُطلقُ على النَّوْمِ في أَثناءِ هذه الفترةِ اسْمَ النَّومِ الحالِمِ أو النَّومِ ذي حَرَكَةِ العَيْنِ السَّريعةِ.
وتتضمَّنُ فترةُ النَّومِ البالغةُ ثماني ساعاتٍ ما بَيْنَ ثلاثٍ وخَمْسِ فتراتِ من النَّوْمِ الحالمِ.
وتَستغرِقُ فتراتُ النومِ الحالِمِ ما بَيْنَ خمسٍ إلى ثلاثينَ دقيقةً لكلٍّ منها، وتحدُثُ في المدةِ بينَ تِسْعينَ إلى مائةِ دقيقة. ويُطْلَقُ على النَّومِ في أثناءِ فترةِ ما قبلَ النَّومِ الحالِمِ أو نومِ الحَرَكاتِ السَّريعَةِ للعَيْنِ اسْمَ نومِ انعِدامِ الحركاتِ السَّريعَةِ للعينِ.
وهناك أربع مراحل أو «سلالم» للنومَ في أثناءِ السَّاعاتِ الثلاثِ الأُوَلِ منَ اللَّيلِ. وكُلُّ دَرَجَةٍ من درجاتِ السُّلَمِ تُماثِلُ أَحَدَ مُستوياتِ النَّومِ.
فبَعْدَ أن يَسْتَسْلِمَ الفردُ للنُّعاسِ فإنَّهُ «يهبطُ» من المرحلة (2) إلى النَّومِ العَميقِ (المرحلتان 3 و 4).
والمراحلُ الأربعُ هذه مُجتمعةً تشكِّلُ معاً فترةَ نوم انْعِدامِ الحَرَكاتِ السَّريعَةِ للعَيْنِ. وكُلَّما ازْدادَ عُمْقُ نومِ هذهِ الفترةِ (من المرحلةِ 1 إلى المرحلة 4) أصبحتِ التَّموجاتُ الكهربائيَّةُ التي يُصدِرُها المخُّ أكبرَ .
وأَبطأَ كما يتدنَّى مُسْتوى التوتُّرِ العَضَليِّ في الوقتِ نفسِهِ للنَّائِمِ. ثمَّ تقعُ الفترةُ الأولى من فتراتِ نومِ الحركاتِ السريعةِ للعينِ بعدَ ذلكَ بنحوِ ساعةٍ.
ولأنَّ نومَ الحركاتِ السَّريعةِ للعينِ يختلفُ أساساً عَنْ نومِ انعدامِ الحركاتِ السَّريعةِ لها، فقد تمَّ تمثيلُهُ في الرسْمِ على هَيْئَةٍ أعمِدَةٍ. ونَومُ انعدامِ الحركاتِ السريعةِ للعَيْنِ ونَوْمُ الحركاتِ السَّريعةِ لها يَعْقُبُ أَحَدُهما الآخر في نَمَطٍ دَوْرِيّ مُتَتابِعٍ.
وفي الرَّسْمِ تَمَّ الاكْتِفاءُ بِتَمْثِيلِ دَوْرَتينِ اثنتينِ كاملَتَيْنِ فَقَطْ.
كما يُبَيِّنُ (شكلُ 5) بروفِيلَ النومِ في ليلةٍ كاملةٍ (من 10 – 11 مساءً إلى 6:30 صباحاً). وفي أَسْفلِ الشَّكلِ نَجِدُ «سَلالمَ» نومٍ شبيهةٍ بتلكَ الَّتي نجدُها في (شكل 4).
وفي أعلى شكلِ 5 نُلاحِظُ أربعَ دَوْراتٍ كامِلَةٍ من نومِ انْعِدامِ الحركاتِ السريعَةِ للعينِ ونومِ الحركاتِ السَّريعةِ لها، وقد تمَّ الفَصْلُ بينها بخطوطٍ رَأْسيَّةٍ مُنَقَّطَةٍ. كَما نُلاحظُ كذلكَ أن النومَ العميقَ (المرحلتانِ الثالثة والرابعة) يحدثُ فقط في الدَّوْرتين الأُولى والثانية.
وأمَّا زيادَةُ طولِ فتراتِ نومِ الحركاتِ السَّريعةِ للعينِ في النّصْفِ الثاني من اللَّيلِ فهو أمرٌ شائِعٌ وطبيعيٌّ.
وبالنسبةِ لنوباتِ النومِ أو دوراتِهِ فهيَ تَتَكَرَّر بِتَرتيبٍ مُعَيَّنٍ هو: المرحلةُ الأولى فالثانيةُ فالثالثةُ فالرابعةُ ثمَّ الثــالثــةُ فـالثـانيــة (1 – 2 – 3 – 4 – 3 – 2).
وكَما يَنامُ الإنسانُ فالحيواناتُ أيضاً تَنامُ وخُصوصاً الحيوانات الفِقاريةَ (أي التي لها عمودٌ فِقاريٌّ) وبالذّاتِ الزَّواحِف والطُّيور والثّدْييات حيثُ إنَّها فقطْ الَّتي تَنامُ نَوْماً حقيقيًّاً، مع حُدوثِ تغيُّراتٍ في الأَنماطِ الموجِيَّةِ للدِّماغِ.
ولا تَتَمَتَّعُ مُعظمُ أنواعِ الزَّواحِفِ بفتراتِ نومٍ حالمةٍ، في حينِ أنَّ مُعظمَ أنواعِ الطُّيورِ تتمتعُ فقط بفتراتٍ قصيرةٍ جدّاً مِنْها.
وأَمَّا كُلُّ الثَّدْيياتِ فتتمتعُ بفتراتِ نَوْمٍ حالمةٍ، وكذلكَ بفتراتٍ مِنَ النَّوْمِ ذِي الموجَةِ البَطيئةِ. وتَنامُ الحيواناتُ اللَّيليَّةُ (التي تَنْشُطُ لَيْلاً) في أَثْناءِ النَّهارِ، وبِإِمْكانِ بعضِ الثَّدْيياتِ مِثْل الماشِيَةِ أَنْ تَنامَ وهيَ واقِفَةٌ!
وأمَّا المجموعتانِ الأُخريانِ من الفقارياتِ – وهما الأسماكُ والبَرْمائياتُ – فَتَتَمَتَّعانِ بفتراتٍ يُمكنُ اعتبارُها فتراتِ نومٍ، ففي أثنائِها تُصْبِحُ أقلَّ إدْراكاً لِما يَجري حَوْلَها عَمّا تُدْرِكُهُ في الأوقاتِ الأُخْرى. ولكنْ لا يُوجَدُ دليلٌ على وُجودِ تغيُّراتٍ في مَوْجةِ الدِّماغِ تُوحي بالنومِ الحقيقيِّ بَيْنَ مِثْلِ هذهِ الحيواناتِ.
وأمّا الحيواناتُ اللَّافقاريَّةُ (أي الَّتي ليسَ لها عمودٌ فقاريٌّ) – كالحَشَراتِ والعَناكِبِ – فتتمتَّعُ هي الأُخْرى بفتراتٍ يوميَّةٍ من النَّشاطِ المُنْخَفِضِ، ولكنَّها لا تُبدي أيَّ انخفاضٍ مفاجِئٍ في استجابتِها لما يُحيطُ بها. ولم يَكْتَشِفِ العُلماءُ حُدوثَ أيِّ تغيُّراتٍ دِماغيةٍ في أثناءِ فتراتِ راحتِها.
هذا وهُناكَ مِنَ العواملِ ما يسهِّلُ حدوثَ النَّومِ ومنها ما يُؤديِ إلى حدوثِهِ فِعْلاً.
ويُلاحَظُ أنَّ العوامِلَ المُسهِّلَةَ للنومِ مُعْظَمُها عوامِلُ خارجيَّةٍ مثلُ وجودِ جوٍّ هادِئٍ خافِتِ الأضواءِ وتناولُ الطَّعامِ، أمّا العوامِلُ المُحدِثَةُ للنومِ فكلُّها عواملُ داخليَّةٌ مثلُ الموادِ الكيميائيةِ التي تعملُ كموَصِّلاتٍ للنشاطِ الكهربائيِّ بَيْنَ الخلايا العصبيَّةِ ومن أهمِّها مادَّةُ السِّيروتونين.
كذلكَ تمكَّنَ العلماءُ من التعرُّفِ إلى العَوامِلِ المؤدَّيَةِ للأحْلامِ، والَّتي من أهمِّها ما يَمرُّ على الإنسانِ من أحداثٍ في اليومِ السّابقِ، لدرجةِ أنَّ اسْتِخْدامَ نظَّارَةٍ حَمْراءَ مثلاً لِعِدَّةِ أيامٍ يُمكنُ أن يَصْبغَ أحلامَ الحالِمِ باللَّونِ الأحمر!
كما تبيَّنَ أنَّ نقصَ تركيزِ الجُلوكوزِ في الدَّمِ يُؤدِّي إلى حدوثِ أحلامٍ بالرَّغْبَةِ في الأَكلِ. كَما أنَّ تغيُّرَ درجةِ الحرارةِ الَّتي تمرُّ بالحالمِ تجعلُهُ يحلُمُ بأنَّهُ في جوٍّ حارٍّ أو بارِدٍ.
ولكنَّ الغريبَ أنَّ الحِرْمانَ من النشاطِ الجِنْسيِّ لَمْ يُؤَدِّ إلى ظهورِ أيِّ أحلامٍ جِنْسية!
وقد وُجِدَ أنَّ مُعَدَّلَ إفرازاتِ بعضِ الهرموناتِ، مثل هرمونِ النُّضْجِ من الغُدَّةِ النُّخامِيَّةِ وهرمونِ الكورتيزولِ من الغُدَّةِ الكَظَرِيَّةِ، لَهُما عَلاقَةٌ كَبيرةٌ بِنَوْباتِ النومِ أو دَوْراتِهِ.
وهكذا يَتَبَيَّنُ لَنا أنَّ النومَ ضروريٌّ للإنسانِ ولكثيرٍ من الحيوانِ، حيثُ يُعيدُ الطاقةَ لجسمِ الكائِنِ الحيِّ وخُصوصاً الدِّماغَ والجهازَ العصبيَّ بصفةٍ عامَّةٍ. ويحتاجُ الناسُ للنومِ ذي الموجةِ البطيئةِ وكذلك النومِ الحالمِ، والنومُ الزائدُ من أحدِهِما لا يُعَوِّضُ عن نَقْصِ الآخَر.
فالأَوَّلُ يُساعِدُ على بِناءِ البروتينِ واسْتِعادَةِ تحكُّمِ الدِّماغِ والجهازِ العصبيِّ في أجهزةِ الجسمِ المُختلفَةِ، بينَما يُحافِظُ الثاني على أوجهِ النشاطِ العقليِّ المختلفةِ كالتَّعلُّمِ والتعقُّلِ والتكيُّفِ العاطفيّ.
ومع كُلِّ ما تقدَّمَ لا يزالُ العلماءُ يبحثونَ عن إجاباتٍ شافيةٍ لأسئلةٍ كثيرةٍ حولَ حاجةِ الإنسانِ للنومِ. فهُمْ لا يعرفونَ مثلاً على وجهِ الدِّقَّةِ كيفَ يُمكنُ للنومِ أن يُعيدُ الحيويةَ للجسمِ؟! كما لا يَعرفونَ لماذا لا يستطيعُ الإنسانُ الراحةَ، لمجردِ الراحةِ، كما تفعلُ الحشراتُ والعَناكِبُ؟!
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]