البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن فيروس “الإنفلونزا “

2013 آلات الحياة

د.ديفيد س. جودسل

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

فيروس الإنفلونزا البيولوجيا وعلوم الحياة

لقد تسبب فيروس الإنفلونزا في خسائر فادحة في أرواح البشـر.

فالإنفلونزا خطر نتعرض له كل عام مع انخفاض درجة حرارة الجو وضعف أنظمتنا الدفاعية، ومع كل بضعة عقود قليلة من الزمن، تظهر لنا سلالة فعالة من هذا الفيروس تؤدي إلى تفشـي أوبئة الإنفلونزا على مستوى العالم.

البعض من هذه الأوبئة كان مميتاً للغاية _ مثال ذلك، وفاة أكثر من 40 مليون شخص مع انتشار وباء إنفلونزا في الفترة 1918-1919م .

 

ويُعزى الظهور المتكرر لسلالات فعالة من فيروس الإنفلونزا إلي تركيبها الوراثي.

حيث يختلف جينوم فيروس الإنفلونزا عن جينوم فيروس شلل الأطفال وفيروس الأنف في أنه يكون محمولاً على ثمان سلاسل منفصلة من الرنا، يحمل كل منها شفرة لإنتاج بروتين فيروسي مختلف.

 

وهذا  «الجينوم المجزأ» هو الابتكار الذي يجعل فيروس الإنفلونزا ناجحاً جدا في إصابتنا بالمرض.

حيث أن ذلك يسمح للسلالات المختلفة من الفيروس بأن تتبادل سلاسل ال"رنا" فيما بينها، مع مزج ومواءمة الحينات المختلفة على تلك السلاسل وذلك لتكوين سلالات جديدة تكون ذات قدرة أكبر على الإصابة بالمرض وإحداث الوفاة.

 

تتطور السلالات الجديدة من فيروس الإنفلونزا والتي يمكنها أن تصيب الإنسان بمساعدة حيوانات أخري. فهناك مجموعة من فيروسات الإنفلونزا يمكنها مهاجمة الطيور.

وفي المعتاد، فإن هذه الفيروسات تقوم فقط يالتكاثر في القناة الهضمية للطيور ولا تصيبها بمرض، ولذا فإنه من الممكن أن يظل الطائر كمستودع لهذه الفيروسات لسنوات.

 

ولحسن الحظ، فإن هذه الفيروسات نادراً ما تصيب الإنسان. ولكنها تستطيع بسهولة إصابة الخنازير، ولسوء الحظ، فإن فيروسات إنفلونزا الإنسان يمكنها أيضاً مهاجمة الخنازير.

وهنا قد تحدث المشكلة. فلو قام فيروس إنفلونزا  من الطيور وفيروس إنفلونزا من الإنسان بإصابة الخنزير في نفس الوقت، فإن الفيروسين يعملان على تبادل سلاسل ال"رنا" فيما بينهما مما يؤدي إلى بناء فيروسات جديدة تماماً يكمنها أن تجمع بين أكثر الصفات فتكاً في الفيروسين.

 

ويحدث ذلك كل عقد من الزمان أو نحو ذلك، ويؤدي إلى ظهور سلالة إنفلونزا جديدة.

ونظرا لأن بعضاً من جينات هذه السلالة الجديدة يكون ناتجاً من فيروس إنفلونزا الطيور، فإن جسم الإنسان لا يكون لدية مناعة ضدها، وبالتالي فإن هذه السلالة الفيروسية الجديدة يمكنها أن تنتقل وتسبب العدوى من شخص لآخر.

فيروس الإنفلونزا أكبر حجماً وأكثر تعقيداً من فيروس شلل الأطفال وفيروس الأنف. وهو مغطي بغشاء دهني يحيط بسلاسل ال"رنا" الثمان. ويكون الغشاء مُرصعاً بالبروتينات التي يمكنها التعرف على أسطح الخلايا التي تقوم بإصابتها.

 

والإختلافات بين هذه البروتينات هى التي تحدد أهداف الفيروس: ففيروس إنفلونزا الطيور يقوم بالارتباط بخلايا طائر (وخلايا خنزير أيضاً)، وفيروسات أنفلونزا الإنسان ترتبط بخلايا إنسان (وخلايا خنازير أيضاً).

ولا يقوم الفيروس بصناعة الغشاء الدهني لنفسه، ولكنة يقوم بسرقتة من الخلايا التي يصيبها  وذلك خلال الخطوات الأخيرة في عملية تكوين الفيروسات الجديدة عند سطح الخلية.

حيث يتم تكوين هذه الفيروسات الجديدة بطريقة التبرعم (Budding)، وأثناء ذلك يقوم الفيروس بحمل جزء من الغشاء الدهني للخلية معه ليستخدمه كغلاف له (شكل 3.8).

 

شكل 3.8 تبرعم وانفصال فيروس الإنفلونزا:  يتبرعم وينفصل فيروس الإنفلونزا من سطح الخلايا بدلاً من انفجاره إلى خارجها كما يفعل فيروس شلل الأطفال.

وفي هذا القطاع العرضي المبين بالصورة، نجد أن داخل الخلية يوجد في الجزء الأيسر السفلي بينما يملأ الفيروس المتبرعم أغلب الصورة.

يعمل ال"رنا" الفيروسي الملتف حول بروتينات واقية، على تكوين حزم حلزونية كبيرة داخل الفيروس.

كما تقوم البروتينات المبطنة للسطح الداخلي للغشاء المحيط بالفيروس بالعمل على الإمداد بالطاقة اللازمة لعملية التبرعم، كذلك فإن البروتينات المتشعبة إلى الخارج تقوم بالتعرف على الارتباط بالخلية التي يقوم الفيروس الجديد الناتج من التبرعم بإصابتها (قوة التكبير: مليون مرة).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى