نبذة تعريفية عن كوكب الزُهرة
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الكواكبُ التي تدورُ حولَ الشمس تِسعةٌ؛ أقربُها إلى الشّمسِ كوكبُ عُطاردِ، ويليهِ من حيثُ البعدِ عن الشمسِ كوكبُ الزّهَرَة.
والزّهَرَةُ أو «ڤِينوسُ» كما سمّاها الرومانُ باسم إلهةِ الجمالِ عندهُمْ، أجملُ الأجرامِ السماويَّةِ منظراً وأشدُّها لمعاناً، بعد الشمسِ والقمرِ.
ويمكنُ رؤيتُها بوضوح بعد الغروبِ بقليلِ أو قُبَيْلَ الشروقِ؛ لذلك يسميَّها البعضُ «نجمةَ المساءِ» أو «نجمة الصباح».
وتكونُ الزّهرة «نجمةَ المساءِ»، عندما تقعُ خلفَ الشمسِ، ويدومُ هذا عشرةَ أشهرٍ. أما في الشهورِ العشرةِ التاليةِ فإنها تقعُ بينَ الشمسِ والأرضِ، فتظهرُ في السماء كلَّ صباحٍ.
وترجعُ سهولةُ ملاحظةِ الزّهرةِ وتعرُّفها في السماء إلى لمعانِها الباهر؛ فهيَ أشدُّ لمعاناً من أي كوكبٍ أو نجمٍ في صفحة السماء.
ويُعزى ذلك لسببين: أوُّلُهما، أنَّها أكثرُ قُرباً من الشّمسِ من بقيةِ الكواكب، فيما عدا كوكبِ عُطارد الضئيلِ بالنسبةِ لها؛ وثانيهما لأنَّ سطحها مُغطّى تماماً بالسُّحُبِ الكثيفةِ التي تعكسُ الضوءَ الساقطَ عليها من الشمسِ.
ومن الظواهرِ الطّريفةِ التي تُبديها الزُهرةُ أنهُ إذا نظرنا إليها من خلالِ المِرْقاب (التلسكوب) نجدْ أنها تمرُّ بدورةٍ كاملةٍ مما يُسمى بالأوجُهِ أو الأطوارِ التي تُشبهُ أوجُهَ العمر أو أطوارهُ.
ففي أثناء دورةٍ كاملةٍ لها حولَ الشمسِ ( أي سنةً من سني الزّهرةِ) تبدو أولاً على هيئة هلالٍ يتطوّرُ إلى أحدبَ ثم يكتملُ الأحدبُ بدراً.
وهذ يعود أحدب إلى أن يختفي بالمحاقِ؛ ثم يطلُعُ في أوّلِ السنةِ الزُهرية التالية هلِالاً، وهكذا.
وتُوصفُ الزّهرة بأنها «أختُ الأرض» وذلك لإنها أقربُ كواكبِ المجموعةِ الشمسيةِ حجماً وكتلةً من حجم وكتلة الأرض، إلا أنّ جوَّها أكثرُ كثافةً. ويبلغُ قطرها 12100 كيلومتر مُقارناً بقُطْرِ الأرض الذي يبلغ 12240 كيلومتراً.
ويدورُ كوكبُ الزهرة حولَ الشمس في مدارٍ يكادُ يكونُ دائرياً تماماً، وتقطعُ دورتها حولها في 225 يوماً أرضياً.
ويقع هذ المدار بين مدار كوكب عُطارد ومدار كوكب الأرضِ، ويبعدُ مدارُ الزُهرةِ عن الشمسِ 108 مليون كيلومتراتٍ مقارناً ببُعدِ مدارِ الأرضِ عن الشمس الذي يبلغُ 150 مليون كيلومتر.
تدورُ الزُّهرة حولَ نفسها، شأنُها في ذلك شأنُ بقيّةِ كواكبِ المجموعةِ الشمسيةِ (فيما عدا عُطارد الذي توقّفَ عن الدوران حول نفسه لشدة قربه نسبياً من الشمسِ).
أما الزُّهَرَةُ فلمْ يحدثْ لها هذا تماماً، غيرَ أن قربها النِّسبيّ من الشمس قد ابطأَ هذه الحركةَ كثيراً مما جعلَ طول اليوم عليها يعادلُ 243 يوماً من أيامِ الأرض.
ولَهذ يُمكننا القولُ بأنَّ «يومَ الزهرة» أطولَ من سَنَتِها (التي تساوي 225 يوماً، كما تقدم).
وهذا يجعلُ درجةَ الحرارةَ عليها في أثناءِ النهارِ (نهارِ الزُّهرة) تصلُ إلى درجة ِ غليان الماء (100ﹾﹾ س)؛ أما في أثناءِ الليلِ فتنخفضُ درجةِ الحرارةِ إلى ما دونَ نقطةِ تجمُّدِ الماءِ بنحوِ عشرينَ درجةً.
ولهذهِ الظروف لا يعتقدُ علماءُ الفلكِ والفضاءِ أن الظروفَ مناسبةٌ لوجودِ الحياة على ظهرِ هذا الكوكبِ الجميلِ القريبِ من الأرضِ، إضافةً إلى أن 95% من جوِّه يتكوَّنُ من غازِ ثاني أكسيد الكربونِ، والباقي تقريباً من غاز النتروجين والقليلُ جداً من بخارِ الماءِ.
وضغطُ الجوِّ في الزهرةِ يساوي تسعين مرة ضغطَ جوِّ الأرضِ على سطحها. ولم تكشفْ مركباتُ الفضاءِ التي اقتربتْ من الزّهرةِ وجودَ أية مغناطيسيّةٍ لهذا الكوكب.
أما عنْ السطحِ الصُّلبِ لكوكب الزهرةِ فقدْ أثبتتْ قياساتُ أجهزةِ اللاندر الفضائيةِ تكوُّنَ السطحِ من صخورٍ صُلبةٍ حادَّةٍ الملامح، مُعظمها جرانيتيةُ التركيبِ، وأقلُّها بازلتيةٌ.
كما أظهرت هذه الأجهزةُ وجودَ أصقاعٍ على الكوكبِ أشْبه بالمحيطاتِ، وأصقاعٍ اشبهَ بالقارات، وكذلك معالمَ مخروطِيَّة الشكل أشبهَ بالبراكينِ، وأيضاً معالمَ أشبهَ بحُفرِ ارتطامٍ كُبرَى.
وهذا كلُّهُ قد أغرى العلماءَ المختصين بالاعتقاد أن قِشرةَ الكوكبِ الصُّلبةَ ربما تكونُ نشيطةً تِكتونياً ( أي حَرَكياً) وهذا يعني أنَّ هناك حركاتٌ تنتابُ القِشرةَ الصخريةَ لكوكبِ الزُهرةِ تشبهُ حركاتِ الزلازلِ، وتصدّعَ الصخورِ، وتَزحزُحَ الكُتلِ القارِّيَّةِ بكوكبِ الأرض.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]