نبذة تعريفية عن مجموعة من العادات والتقاليد المتعارف عليها
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العادات والتقاليد العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
العاداتُ هي سلوكٌ اعْتادَه الفَرْدُ. أمَّا التقاليدُ فهي جزءٌ من الثَّقافَةِ المُشْتَرَكَةِ بَيْنَ أفرادِ مَجموعَةٍ اجْتِماعِيَّةٍ بِعَيْنِها.
والعاداتُ والتَّقاليدُ، شَأنُها شَأنُ كلِّ السِّماتِ الحضارِيَّةِ، ضَرْبٌ من ضروبِ السُّلوكِ المُكْتسَبِ بالتَّعَلُّمِ، يختلفُ باختلافِ الشُّعوبِ.
لهذا نستطيعُ أَنْ نقولَ إِنَّ عُنْصُرَ «الاكْتِسابِ» هو الّذي يجعلُ العاداتِ والتقاليدَ شيئًا متمَيِّزًا عن الغَريزَةِ الّتي لا تَعْدو أنْ تكونَ نَمَطًا مَوْروثًا من الاسْتِجابَةِ الآلِيَّةِ غيرَ مُكْتَسَبٍ بالتَّعَلُّمِ.
فالأَكْلُ، علَى سبيلِ المِثالِ، حاجَةٌ بيولوجِيَّةٌ لِكلِّ النَّاسِ، وهي غريزيَّة غيرُ مُكْتَسَبَة. أمَّا التَّصَرُّفاتُ في أثناءِ تَناوُلِ الطّعامِ فتَخْتَلِفُ من جماعَةٍ إلَى أُخْرَى ومِنْ مُجْتَمَعٍ إلَى مجتمعٍ آخَرَ.
فمثلاً في الشُّعوبِ مَنْ يَسْتَخْدِمُ يَدَيْهِ في تَناوُلِ الطَّعامِ، ومِنْهُم من يَسْتَخْدِم المِلْعَقَةَ والسِّكِّينَ والشَّوْكَةَ، ومِنْهُم مَنْ يَسْتَخْدِم العِصِيَّ في تناوُلِ الطَّعامِ.
والعاداتُ المُهِمَّةُ الّتي تَعْكِسُ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ للْخَطَأ والصَّوابِ تُسَمَّى الأَعْرافَ أو التقاليدَ. ويعتقدُ عَدَدٌ كبيرٌ منَ النَّاسِ أَنَّ رَفاهِيَةَ المُجْتَمَعِ تَعْتَمِدُ علَى مُراعاةِ هذهِ الأَعْرافِ واتِّباعِها.
ولهذا فإنَّ كلَّ مجتمعٍ منَ المُجْتمعاتِ يَسُنُّ قوانينَ تَعْكِسُ الأَعْرافَ السَّائِدَةَ أو تَهْدُفُ إلَى تَرْسيخِ أَعْرافٍ جَديدَةٍ.
وقَدْ أَبْقَى الإسْلامُ علَى كثيرٍ من العاداتِ والتَّقاليدِ الحَسَنَةِ في الطَّعامِ والشَّـرابِ واللِّباسِ، وحارَبَ العاداتِ الضَّارَّة، مثلَ القِمارِ وشُرْبِ الخَمْر. وفي المُجْتَمعاتِ البُدَائِيَّةِ المَعزولَةِ، تَظَلُّ مُعْظَمُ التَّقاليدِ دونَ تَغَيُّرٍ عَبْرَ الأَجْيالِ.
ويعتقدُ أَغْلَبُ النَّاسِ في مِثْلِ هذهِ المجتمعاتِ أنَّ التَّقاليدَ القديمَةَ هي الأَفْضَلُ وأنَّ ما صَلَح به الآباءُ يَصْلُح به الأَبْناءُ.
أمَّا في المُجْتمعاتِ الصِّناعِيَّةِ الحديثَةِ فإنَّ العاداتِ والتَّقاليدَ قَدْ تَتَغَيَّرُ بِسهولَةٍ، أو قَدْ تُؤَدِّي بعضُ وسائِل الإعْلامِ والتَّواصُلِ الحديثَةِ، والاحتكاكُ مع الثَّقافاتِ الأُخْرَى إلَى مِثلِ هذه التَّغَيُّراتِ.
ويُطْلَقُ علَى المُمارَساتِ الّتي تَتَغَيَّرُ كثيرًا اسمُ أَنْماطِ أو أَساليبِ الحَيَاةِ. ومن هذه المُمارَساتِ التَّعابيرُ العامِّيَّةُ المُسْتَخْدَمَةُ وأَساليبُ الزِّيِّ والرَّقْصِ ورُبَّما يصبحُ ذَلِكَ الأُسْلوبُ تقليدًا بمرورِ الزَّمَنِ.
فمثلاً كانَ اسْتِخدامُ شَوْكَةِ الطَّعامِ نَمَطًا جديدًا في أوروبا خِلالَ القَرْنِ السّادِسَ عَشَرَ الميلادِيِّ، أمَّا الآنَ فهو عادة وتقليدٌ معروفٌ في كُلِّ أنْحاءِ العالَمِ تقريبًا.
وكَذَلِكَ الأَزْيَاءُ فَلِكُلِّ مجتمعٍ أو حضارَةٍ ملابِسُ خاصَّةٌ اعْتادَ علَى لُبْسِها أَفرادُ هذا المجتمعِ. وقَدْ يستمِرُّ أفرادُ المجتمعِ علَى لُبْسِ هذه الملابِسِ معَ تَغَيُّرِ الزَّمَنِ.
فمنَ المَلابِسِ التقليدِيَّةِ الّتي ما زالَتْ مُسْتَمِرَّةً في مُجْتَمَعِنا الخَليجِيِّ، المَلابِسُ الرِجالِيَّةُ المُتَمَثِّلَةُ في الدِّشْداشَةِ (ثوبِ الرَّجُلِ) والغُتْرَةِ (غِطاءِ الرَّأْسِ) والعِقَالِ.
وكذلِكَ الملابِسُ النِّسائِيَّةُ كالعَباءَةِ (غطاءٍ تغطِّي به المَرْأَةُ كلَّ جِسْمِها ولونُهُ أسودُ) والملفَعُ (وهو غِطاءُ الرَّأْسِ). فجَميعُ تِلْكَ الملابِسِ التقليدِيَّةِ ما زالَتْ موجودةً وإنْ حَدَث لها بعضُ التَّغَيُّر في الشَّكْلِ أو نَوْعِ القِماشِ.
كذلِكَ ما زالَ كثيرٌ من الرَّقَصَاتِ الشَّعْبِيَّةِ يُزَاوَلُ إلَى يَوْمِنا هذا، مثلُ رَقْصَةِ العَرْضَةِ (رَقْصَةِ الحَرْبِ)، الّتي كانَتْ تُمَارَسُ، وما زَالَتْ، رمزًا لعاداتِ المجتمعِ وتقاليدِهِ.
كذلِكَ تَشْمَلُ العاداتُ والتَّقاليدُ لدَى الشُّعوبِ ممارساتٍ خاصَّةً في الزواجِ والمآتِمِ والأَعيادِ والمُنَاسَباتِ. وتَخْتَلِفُ هذه التقاليدُ تبعًا لثقافَةِ هذا المجتمعِ ودِيانَتِهِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]