نبذة تعريفية عن مدينة “عمّان” المتواجدة في الأردن
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مدينة عمان الأردن الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية وأكبر مدينة فيها تقع في هضاب البلقاء التي تمتد إلى الشرق من وادي الأردن.
وقد امتازت بجودة المناخ وخصوبة الأرض وجمال الموقع بين إقليمي البحر المتوسط والصحراوي وعلى دائرة عرض 31,57° درجة شمالا وخط طول 35,57° شرقا.
وموقع المدينة يشكل جزءا من هضبة شرقي الأردن التي تنحدر تدريجيا نحو الشرق ويتراوح ارتفاع هضبة عمان بين 725 ـ 1000 متر فوق مستوى سطح البحر، ونتيجة للسيول والانجرافات تعمقت أودية الهضبة.
وتقوم مدينة عمان على عدد من الجبال التي تسمى الجبال السبعة وهي في الحقيقة أكثر من ذلك، وهي عبارة عن نتوءات طبيعية تطلن جانب منها على وادي عمان الكبير ومنها جبل الحسين وجبل عمان والشميساني والأشرفية، وأشهر أودية عمان هي وادي العرايس والملفوف والسلط واليرموك.
يتأثر مناخ عمان بالبحر المتوسط من ناحية الغرب والشمال وبالصحراء من ناحية الشرق والجنوب
ويمتاز بأنه حار جاف في فصل الصيف ومعتدل بارد في فصل الشتاء وتتعرض المدينة أحيانا لموجات حر تأتي من الصحراء، كما تتعرض لموجات برد تأتي من أوروبا وسيبيريا.
تعود إقامة الإنسان في عمان إلى أكثر من ستة آلاف سنة حيث أقام السكان فيها الصوامع والمداميك، كما دلت الآثار على وجود حضارة لعمان في العصر المعدني حيث عثر على الكثير من الأواني الفخارية المستوردة من جزيرة مسينا وقبرص مما يدل على أن عمان كانت تمارس التجارة على نطاق واسع.
وسكن في عمان قبائل من بين عمون (العمونيين) فاستوطنوا في هذا الموقع الذي عرف باسمهم (ربه بني عمون) وكلمة ربة تعني العاصمة أو دار الملك ثم تحولت إلى الاسم الذي نعرفه اليوم وهو عمان.
وقد أقام العمونيون بيوتهم من نسيج شعر الحيوانات ثم من الحجارة في وادي عمان وأقاموا الحصون وشهدت المنطقة قديما نوعا من الاستقرار السياسي والتجاري.
وكانت مملكة (عمون) تمتد من نهر الموجب جنوبا إلى نهر الأردن غربا ونهر الزرقاء شمالا وتمتعت بفترة سلم طويلة واحتفظت باستقلالها وسيادتها أراضيها وارتبطت بعلاقات مع دولة أشور وبابل في العراق.
وقد ازدهرت عمان في عهد الروم البيزنطيين الذي سيطروا على بلاد الشام سنة 395م وأطلقوا عليها اسم (فيلادلفيا) وتقدمت في المجالات الحضارية والعمرانية والتجارية حتى أصبح من حقها ضرب النقود الخاصة بها.
وقد عثر على الكثير من اللوحات والزخارف الجميلة التي تجسد الازدهار الحضاري لتلك المدينة مثل تمثال (الإلهة المحاربة أثينا) وقد انتشرت فيها الديانة المسيحية منذ القرن الأول الميلادي وأنشأت فيها مدارس لتعليم الدين المسيحي وأقيمت الكنائس.
وقد خضعت عمان لنفوذ الدولة الإسلامية وانتشر فيها الإسلام على نطاق واسع وذلك عندما فتحها القائد المسلم يزيد بن أبي سفيان عام 16 هـ 636 م وجعلها قاعدة لمنطقة البلقاء.
وقد ازدهرت في عهد الأمويين وبنوا فيها الكثير من القصور وقد تزوج معاوية من ميسون وهي أعرابية من قبيلة بني كلب، كانت تقيم في أراضي الأردن واحتفظت في تلك الفترة بمكانة عالية وضربت فيها النقود الإسلامية.
وقد عثر في وسط عمان على مجموعة من النقود النحاسية التي ضربت في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وقد ضرب على وجهها رسم الخليفة ونجمة مثمنة الأضلاع وعلى جانب آخر كلمة (عمان) وكتب على الإطار كلمة لا إله إلا الله، وكان فيها مسجد جامع وقال بعض الرحالة بأنه يشبه مسجد مكة في روعة بنائه ويقوم عليه الآن مسجد الحسين الكبير.
وكانت عمان تقع على ملتقى طرق القوافل التجارية التي تنتقل بين شبه الجزيرة العربية والمدن السورية الكبرى وتعتبر سوقا رائجا للبضائع التجارية آنذاك وإحدى محطات طريق الحجاج.
وتمتعت عمان بمكانة عالية طيلة العصور الإسلامية فيما بعد مثل عصر العباسيين والفاطميين والأيوبيين واستمرت كذلك حتى تعرضت لغزوات التتار المدمرة التي أغارت على الأردن ودمرت كل ما صادفته.
والمرجح أن عمان تحولت إلى قرية صغيرة في الفترة الممتدة من أواخر القرن الرابع عشر وسكنها في خلال تلك الفترة مجموعة من البدو ظلت تقيم في منطقة البلقاء بالقرب من جدول ماء في عمان.
وفي العصر الحديث سيطر الإنجليز على الأردن واتخذوا من عمان مقرا للإشراف على المنطقة والمناطق الأخرى القريبة منها.
وقد كبرت عمان وأصبحت العاصمة الكبيرة للأردن وزادت مساحتها واتسع العمران فيها وبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة.
يلتقي في مدينة عمان القديم بالحديث ويطلق عليها اسم (المدينة البيضاء) لأن منازلها وأبنيتها من الحجر الأبيض المصقول.
ويوجد في عمان كثير من المعالم الأثرية البارزة ومنها (هيكل هرقل) الذي يرتفع فوق جبل القلعة ويقوم في الجهة المقابلة له المدرج الروماني الكبير الذي يتسع لخمسة آلاف متفرج و(مسرح الآديوم) المخصص لإلقاء الشعر والموسيقى منذ آلاف السنين.
وفيها العديد من المتاحف الأثرية التي تعكس ملامح مختلفة من حياة الشعب الأردني على مر العصور مثل المتحف الأردني للآثار ومتحف التراث الشعبي الأردني والمتحف الوطني للفنون الجميلة كما يوجد في عمان مركز الحكم والوزارات والبرلمان الأردني.
وتنتشر فيها الفنادق والأندية والمنتزهات والملاعب الرياضية ومراكز الثقافة والمؤتمرات والمطاعم التي تشتهر بتقديم الأكلات الشعبية الأردنية مثل (المنسف).
وتتميز بأسواقها الكبيرة التي تجمع بين المنتجات التقليدية والسلع الحديثة المحلية والمستوردة ويجد الزائر في العاصمة كل ما يريده من الهدايا والتذكارات وتنتشر هذه الأسواق وسط المدينة في جبل الحسين.
وتشتهر عمان بكثر الحدائق والمنتزهات مثل حديقة الطيور في ضاحية الشميساني ومنتزه عمان القومي على طريق المطار وعلى غابة كبيرة مليئة بالأشجار العالية وتتوفر في هذه المنتزهات كل الخدمات والمرافق الضرورية.
وتعتبر طرق المواصلات في عمان سهلة ومريحة حيث توجد فيها الشوارع الفسيحة التي تربط العاصمة سائر المدن الأردنية كما يوجد فيها مطار الملكة علياء الدولي ومطار عمان ومدينة الزرقاء.
كما تطور التعليم في عمان حيث يشمل جميع المراحل التعليمية بالمجان ويوجد فيها الجامعة الأردنية وجامعة عمان وجامعة البلقاء التطبيقية.
وتطورت فيها الخدمات الطبية وانتشرت فيها المستوصفات والمستشفيات مثل مدينة الحسين الطبية ومستشفى عمان الجراحي وغيرها، وقد عمدت الحكومة الأردنية إلى تطوير السياحة لتكون أحد مصادر الدخل القومي.
والشعب في عمان ودود منفتح على العالم ويبتهج لقدوم الزوار إلى مدينتهم ويرحبون بهم مثل أبناء دول الخليج العربي حيث الكرم والأصالة العربية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]