نبذة تعريفية عن مرضعة الرسول “حليمة السعدية”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حليمة السعدية مرضعة الرسول إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

هي حليمةُ بنتُ أبي ذؤيب السَّعديةٌ، اسمُ كريمُ وحبيبٌ إلى قلبِ كلَّ مُسلم ومسلمة إنها المرأة التي أرضعت نبيَّنا محمداً، صلى الله عليه وسلم.

فبعدَ أنْ ولدت آمنةُ بنتُ وهبٍ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، في يوم الإثنين في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل (وهذا يُوافق شهر إبريل عام 571 إبريل لميلاد المسيح عليه السلام).

أرسلتْ أُمهُ آمنة إلى جده عبدالمطلب تُبَشَّرُهُ بحفيدِهِ، فجاء إليها ليرى محمداً، صلى الله عليه وسلم، وقد فَرِحَ به فرحاً كثيراً.

وكان من عادةِ العربِ في مكةَ وغيرِها منَ الحَواضرَ أنْ يَبْعَثوا أولادَهم الرُضًّع إلى البوادي، ليتربّوا بعيدا عن بلاد الحضرِ لكثرة ما فيها من أمراض، ولتقوى أجسامُهُم، ويستقيم لسانُهم العربيُّ، فكان محمدُ، صلى الله عليه وسلم، من نصيبِ حليمة السعدية، وهي من قبيلةِ بني سعد بن بكر.

وقد أرضعتْ حليمةُ مع محمدٍ، صلى الله عليه وسلم، عبدالله بن الحارث، وأنيسةُ بنتَ الحارث، وحُذافة بنت الحارث، والتي تُسمى "الشيماء" حاضنةُ محمدٍ، صلى الله عليه وسلم، وأبا سُفيان بن الحارث بن عبدالمطللب، ابن عَمَّ محمد، صلى الله عليه وسلم.

وأرضعت أيضاً، حمزة بنَ عبدالمطلب، عمّ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء كلُّهُم أخوةُ وأخواتُ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، من الرَّضاعةِ، وحليمةُ السعديةُ هي أُمُّهُم التي أرضَعَتهُم جميعا.

وقد أكرمَ الله حليمةَ برضاعِةِ محمدٍ، صلى الله عليه وسلم. فقد وسَّعَ الله عليها في الرِّزق، وبارك لها في مَعيشَتِها وفي غَنَمِها التي كانت تمدُّهُم بلبنٍ وفيرٍ.

وقد مكث محمدُ، صلى الله عليه وسلَّم، عند حليمةِ السعديةِ أربعَ أو خمسَ سنواتٍ، وجدَ منها ومن زوْجِها الرَّعايةَ الكاملة، ووجدا منهُ البرَكَةَ والخيَرَ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ.