نبذة تعريفية عن مرض التراكوما
1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نعمة الإبصار من أغلى نعم الله علينا، فنحن نرى بعينينا والدينا وأهلنا وأصدقاءنا والجمال الذي خلقه الله من حولنا. وبهما نهتدي إلى طريقنا ونرى الأرض التي نجري عليها ونلعب ونقود سياراتنا.
وبهما نكتشف الأشياء التي قد تؤذينا وتهددنا، كما أننا نقرأ بهما ونتعلم ونتسلى بالكتب والصحف والتلفاز.
فحمدا لله عل هذه النعمة، التي يجب أن نحافظ عليها من كل أذى ومرض.
والتراكوما من الأمراض التي قد تصيب عيون الأطفال، على الأخص. وأول ما يظهر من هذا المرض احمرار «بياض» العين. ويرجع هذا إلى التهاب «ملتحمة» العين وامتلاء أوعيتها بالدم.
والملتحمة هي غشاء رقيق يكسو الجزء الأبيض الجامد من كرة العين (الذي يسمى «الصلبة») ويمتد إلى باطن الجفنين اللذين يتورمان.
ويزداد جريان الدموع، وتتكون إفرازات من المخاط والصديد. ثم تظهر حبيبات ممتلئة في باطن الجفن الأعلى، على الأخض.
وتجف هذه الحبيبات مع مرور الأيام حتى تصبح كحبات صغيرة من الرمل، ولهذا يعرف مرض التراكوما باسم «الرمد الحبيبي».
وباطن الجفن الذي كان طريا، تظهر فيه ألياف خشنة بيضاء. وعندما تنكمش هذه الألياف تتجه اهداب الرموش إلى الداخل، بل قد ينثني الجفن نفسه إلى الداخل أيضا.
ويشكو المريض أولا من الدموع، ولزوجة في الجفون وخاصة في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم، مع شعوره بالحرقة ووجود أجسام غريبة في العين، مما يدعوه إلى دعكها بيده. وكذلك تصبح العينان مجهدتين لا تستطيعان مواجهة الضوء.
وإذا لم يعالج المرض انتقلت آثاره إلى «قرنية» العين، وهي الغلاف الشفاف الصافي الذي يغطي قزحية العين الملونة وإنسان العين الذي يتوسطها، وهو فتحة مرور الضوء إلى داخل العين حتى نبصر الأشياء. واحتكاك الجفن الخشن الجاف بالعين، يفقدها شفافيتها.
كما أن انتقال المرض إلى القرنية، وظهور جروح صغيرة وقرح بها يزيد من عتامتها وتكوين ما يسمى «سحابة» عليها، فتقل كثيرا قدرة العين على الإبصار.
بل إن المرض قد يرفع الضغط الداخلي للعين، وهذا يؤذي الإبصار، فتفقد العين قدرتها على الإبصار تماما. وإذا لم يعالج المرض استمر زمنا طويلا. ولذلك توصف التراكوما بأنها مرض "مزمن".
ولكن هذه الصورة البائسة من المستطاع تجنبها. فمن لطف الله بنا أن التراكوما مرض يمكن علاجه.
فإذا ذهب المريض إلى طبيب العيون في بداية المرض، عالجه الطبيب ببعض القطرات والمراهم والأدوية، مع تنظيف العين من إفرازاتها، فتشفى العين دون أن يترك المرض بها أية آثار ضارة.
أما إذا تقدم المرض، فقد يعالج الطبيب العين بتنظيف الحبيبات أو إزالتها، أو ببعض الجراحات البسيطة أيضا.
أما الأفضل من هذا كله فهو أن نتجنب الإصابة بالمرض، بأن نقي انفسنا منه، والوقاية دائما خير من العلاج.
فالتراكوما مرض معد، يسببه فيروس معين، وينتقل من العين المصابة إلى العين السليمة، وينتشر على الأخص في البلاد الحارة.
وتتلخص الوقاية في كلمة واحدة، هي «النظافة». فيجب على الأطفال ألا يمدوا أيديهم إذا كانت قذرة إلى عيونهم، ويجب عليهم أن يهتموا بنظافة أيديهم وغسلها بالماء والصابون.
وأن يحرصوا على أن يتجنبوا الذباب والغبار لأنهما يساعدان على نقل الفيروسات، كذلك ينبغي عليهم أن يحرصوا على أن يحسنوا وضوءهم ويستخدموا مناشف خاصة بهم. أما إذا لاحظنا التهابا في عينينا فعلينا ان نسرع إلى زيارة طبيب العيون واستشارته.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]