نبذة تعريفية عن مرض “الروماتزم”
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
«الرُّماتِزْم» اسمٌ شائِع يشملُ عدداً كبيراً من الأمراضِ التي تصيبُ المفاصِلَ أو العضلاتِ، وتجعلُها مؤلمَةً صعبةَ الحركةِ.
بعضُ هذه الأمراضِ يكونُ مفاجئاً وحاداً، مثلُ الحمّى الرُّوماتزميَّة، وبعضُها الآخرُ يكونُ مُزْمِناً طويلَ المدةِ مثلُ النِّقرِسِ، والتهاب المفاصل العَظميِّ، والرّوماتُويد (التهابُ المفاصِلِ الرَّثَيانِي).
الحمّى الروماتزميّةُ تُحدثُ ارتفاعاً في درجةِ حرارةِ الجسمِ، والتهاباً في المفاصِلِ، فتتورّمُ وتحمرُّ وتصبِحُ مُؤلمةً تمنعُ الحركة.
وسبَبُها إصابَةُ المريضِ بميكروبٍ بكتيريٍّ عِقَديٍّ (سُبْحِيِّ) في الحَلْقِ، ويكونُ عادةً في الأطفالِ والشبابِ.
وأهمُّ مُضاعفاتها التهابُ القلبِ وخصوصاً صماماتهِ، ولذلك يُعالَجُ مريضُ الحمَّى الروماتزميَّةِ بالبنسلين بانتظامٍ لوقايَتِهِ من إصابةِ القلبِ.
أمّا مَرَضُ الروماتُويد فهو نوعٌ من التهابِ المَفاصِلِ المزمنِ الذي يصيبُ عِدَّةَ مفاصِلَ، وبخاصَّةِ اليدانِ والقدمانِ. وينتجُ عَنْ ذلكَ تشوُّهٌ فيها فتؤلمُ ويصعبُ تحريكُها. سببهُ غيرُ معروفٍ، ولكنّهُ يتعلقُ باضطرابٍ في جهازِ المناعةِ بالجسمِ.
ولذلكَ يُعالجُ أحياناً بدواءِ الكورتيزون، أو بأدويةِ الإلتهابِ مثل الأسبرينِ، كما أنّ العلاجَ الطبيعيَّ لَهُ دورٌ هامٌ.
والصعوبَةُ في مرضِ الروماتويد أنَّهُ قد يكونُ حاداً فيشبهُ الحمّى الروماتزمية، أو مُزمناً فيشبهُ مرض النِّقرِسِ أو التهاب المفاصِلِ العَظْمِيِّ، ولكنَّ وسائِلَ الفحصِ المعمليّة والفحصِ بالأشعة يُساعدُ في التمييز بينها.
وأمّا النِّقرسُ فيسميهِ الناسُ أحياناً «داءَ الملوكِ» لأنهُ كثيراً ما يصيبُ الأغنياءَ الذين يُفرطونَ في أَكْلِ اللحمِ وشُربِ الخمرِ. إلا أنّ هذا المرضَ قد يُصيبُ أيضاً عامَّةَ الناس والذينَ لا يشربونَ الخمرَ.
وهو عُموماً أكثرُ انتشاراً بين الذكورِ عن الإناث. وسببهُ الرئيسيُّ ارتفاعٌ في تركيزِ حمضِ البَوليكِ (اليوريك) في الدَّمِ، فتترسَّبُ أملاحُهُ في المفاصِلِ وأوتارِ العضلاتِ.
ممّا يُسببُ التهابَها وألمَها ويعوقُ حركَتَها. وهذهِ الأملاحُ تترسّبُ أحياناً في المسالِكِ البوليَّةِ وتُكوّنُ حصى فيها ومرضُ النّقرسِ قد يكونُ حاداً ومفاجِئاً، وخصوصاً في إبهامِ القدمِ، أو مُتكرراً ومُزمناً.
أما التهابُ المفاصِلِ العَظْميُّ فهوَ أكثرُ أمراضِ المفاصِلِ انتشاراً بينَ الناسِ وخصوصاً كبارَ السنِّ. وأسبابُهُ كثيرةٌ ومتشابكةٌ، منها ما هوَ خِلقيُّ أو وِراثيٌّ، ومنها ما سببهُ اختلالٌ في كيمياءِ الجسمِ (الأَيْض)، أو الإصابَةُ بعدوى ميكروبيَّةٍ، أو التّعرّضُ لحادثِ ما مثل كَسْرِ العَظْمِ، أو الإرهاقِ المستمرِّ لمفاصِلَ معينةٍ من الجِسْمِ بحكمِ المهْنَةِ.
والتَّغَيُّرُ المشترَكُ في كُلِّ هذه الأسبابِ هو الخَللُ الذي يَحْدُثُ في غَضاريفِ المفاصِلِ وما تحتَها مِنْ عِظام، فتتضخَّمُ هي وما حولَها من أنسجةٍ، فتعوقُ الحركةَ وتُحدثُ الألمَ.
وهذا المَرَضُ قد يُصيبُ صِغارَ المَفاصِلِ أو كبارَها، في أطرافِ الجسمِ أو العَمودِ الفَقْرِيِّ وبخاصّةٍ الرقبةُ والقَطَنُ، وعلاجُهُ يعتمدُ على توجيهٍ المريضِ إلى الرياضةِ المنتظمةِ والعلاجِ الطبيعيِّ أكثرَ من اعتمادِهِ على الأدويةِ وأحياناً نلجأُ إلى الجراحَةِ أو إلى المفاصِلِ الاصطناعِيَّةِ في الحالاتِ المستعصيَةِ.
أخيراً هناك نوعٌ من الروماتزم غيرِ المِفصليّ يصيبُ الأنسجةَ الرِّخْوَةِ كالعضلاتِ والأوتارِ وأغشيةِ النسيجِ الضَّامِّ، خصوصاً في مناطِقِ الرقبةِ والكتفِ والظهرِ والألْيَةِ.
وهو يتميزُ بالألم والتقلُّصِ وتصلُّبِ الحركةِ، ويرتبطُ أحياناً بالمجهودِ المُفْرطِ أو بالتعرُّضِ للبرودةِ والرُّطوبةِ.
وهذا النوعُ قَدْ يُصاحِبُ أمراضَ المَفاصِلِ الأُخرى التي ذكرناها، مثلَ الإصابَةِ بغضاريفِ الرقبةِ أو غضاريفِ الفقراتِ القَطَنيةِ («عِرْق النَّسَا» و«اللَّمباجُو»).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]