نبذة تعريفية عن مرض القُراع الذي يصيب الأطفال وكيفية الوقاية منه

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مرض القُراع كيفية الوقاية من مرض القُراع الطب

القُراعُ مَرَضٌ يُصيبُ الأَطْفالَ ويُسبِّبُ لَهُم الإحْساسَ بالحِكَّةِ في الرَّأْسِ وتَساقُطِ الشَّعْرِ.

ولكنْ هلْ يَعنِي ذَلِكَ أنَّ أَيَّ حِكَّةٍ في رَأسِ الطَّفْلِ أو تَساقُطٍ لِشَعرِهِ قُراعٌ؟ أمْ أنَّ هناكَ أسباباً أُخْرَى لِذَلِكَ؟

بَعْضُ الفُطْرِ تَنْمو في بُصَيْلاتِ الشَّعرِ وفي داخِلِ الشَّعْرَةِ نَفْسِها. ولأنَّ الرَّأسَ بِهِ عَدَدٌ كبيرُ جِداً مِنْ البُصَيْلاتِ، فإنَّ الفُطْرَ تُفَضِّلُ هذا المكانَ لِنُمُوِّها. ويَبْقَى الفُطْرُ في داخِلِ الشَّعْرَةِ مُدَّةً طويلَةً قَدْ تَصِلُ إلَى سَنَةٍ كامِلَةٍ.

 

والقُراعُ يُصيبُ الطِّفْلَ عادَةً في مَرْحَلَةِ ما قَبْلَ دُخولِ المَدْرَسَةِ وحتَّى إِتْمامِ مَرحَلَةِ التَّعليمِ الأساسِيِّ.

والشَّعْرَةُ المريضَةُ تَتَكَسَّر ثُمَّ تَسْقُطُ ويَنْتَقِلُ الفِطْرُ من المَريضِ إلَى السَّليمِ عِنْدَما تَسْقُط الشَّعْرَة أو أَجْزاءٌ مِنْها وتَصِلُ إلَى طِفْلٍ سَليمٍ.

 

وفي مَرْحَلَةٍ ما قَبْلَ المَدْرَسَةِ (كرياضِ الأطفالِ مَثَلاً)، يَلْعَبُ الأَطْفالُ مَعاً. وقَدْ تَلْتَصِقُ شَعْرَةُ المَريضِ باليَديْنِ، ثُمَّ يَمْسَحُ الطِّفْلُ رَأسَهُ أو رَأسَ صَديقِهِ بِيَدَيْهِ، وبِذَلِكَ يصَلُ الفُطْرُ إلَى طِفْلٍ سَليم.

كَذَلِكَ قَدْ يَلْعَبُ الأَطْفالُ بِمِشْطٍ أو فُرْشاةِ رَأسٍ واحِدَةٍ، فيَلتَصِقُ بها الشَّعْرُ المُتساقِطُ، ويَنْتَقِل مِنْ رَأسٍ إلَى أُخرَى ويحدثُ هذا أَيضاً عِنْدَما يَضَعُ الأَطْفالُ رَؤوسَهُم علَى وِسادَةٍ نامَ عَلَيْها طِفْلٌ مَريضٌ.

 

والمرضُ يُحْدِثُ بُثوراً واحْمِراراً في جِلْدِ الرَّأسِ مَعَ زِيادَةٍ في قِشرِ الرَّأسِ، مَصْحوبَةً بِمَيلٍ لِحَكِّ الرَّأسِ، ويَتَساقَطُ الشَّعْرُ المُصابُ. وقَدْ لا يَنْمو الشَّعْرُ مَرَّةً أُخْرَى، أو يَنْمُو نُمُوّاً ضَعيفاً، وهذا هو سَبَبُ تَسْمِيَةِ المَرَضِ بالقُراعِ.

ومُعْظَمُ الأَطفالِ الّذينَ يَنْتَقِلُ إِلَيْهم الفُطْر لا يُصابون بالمَرَضِ. ولكنَّ الفُطْرَ يَبْقَى كامِناً في الشَّعْرَةِ المُصابَةِ، وعِنْدَما تَسْقُطُ الشَّعْرَة أو تَتَقَصَّفُ، يَنْتَقِلُ الفُطْرُ إلَى رَأْسٍ سليمٍ، وقَدْ يُسَبِّبُ له مَرَضَ القُراعِ. وهذا يُسَهِّلُ انْتِقالَ الفُطْرِ مِنْ طِفْلِ إلى آخَرَ لأنَّ حامِلَ المَرَضِ لا يُمْكِنُ أَنْ نَكْتَشِفَه مِنْ بَيْنِ الأصِحَّاءِ.

ولكنْ قَدْ يَكونُ تَقَصُّفُ أو تَساقُطُ الشَّعْرِ في الرَّأسِ لأَسْبابٍ أُخْرَى غَيْرِ مَرَضِ القُراعِ فَقِدْ يَتَقَصَّفُ الشَّعْرُ نتيجةً لِجَذْبِه بِشِدَّةٍ، ولكنْ لا توجدُ أَعْراضُ القُراعِ الأُخْرَى. وقَدْ يتساقَطُ الشَّعْرُ نتيجةً لِلصَّلَعِ الوِراثِيِّ أو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَسْبابِ.

 

ويَسْتَخْدِمُ الأَطِبَّاءُ الأَدْويَةَ المضادَّةَ لِلْفُطورِ والّتي تُؤْخَذُ عَنْ طَريقِ الفَمِ، إضافةً إلَى المُسْتَحْضَراتِ الّتي تُسْتَخْدَمُ علَى فَرْوَةِ الرَّأسِ لِعِلاجِ القُراعِ.

وهذه المُضادَّاتُ تَقْضِي علَى الفُطْرِ، ولكنَّها، مِثْلَ المُضادَّاتِ الحَيَوِيَّةِ الأُخْرَى، قَدْ تُسَبِّبُ أضْراراً لِلإنْسانِ إذا اسْتَخْدَمها المَريضُ بِطَريقَةٍ خاطِئَةٍ. فإذا لاحَظْتَ أنَّ هناكَ أيَّةَ قِشْرَةٍ في الرَّأْسِ أو حِكَّةٍ أو بُثورٍ في الرَّأسِ، فعَلَيْكَ باسْتِشارَةِ الطَّبيبِ المُخْتَصِّ. وبالطَّبْعِ لا تَسْتَخْدِم أيَّ دَواءٍ إلا إذا وَصَفَهُ لَكَ الطَّبيبُ.

 

والوِقايَةُ مِنَ المَرَضِ بَسيطَةٌ. فَيَجِبُ عَلَيْكَ ألاَّ تَسْتَخدِمَ مِشْطاً أو فُرْشاةَ شَعرٍ خاصَّةٍ بِغَيْرِكَ، ولا تَستَخْدِم وِسادَةً خاصَّةً بِغَيرِكَ عِندَ النَّومِ. كما يَجبُ عَلَيكَ أن تَغسِلَ يَدَيكَ بالماءِ والصَّابونِ بَعْدَ اللَّعِبِ.

وتَذَكَّرْ أنَّ دَينَنا يُعَلِّمُنا النَّظافَةَ. فنَحْن نَتَوضَّأُ عِدَّةَ مرَّاتٍ في اليَّومِ واللَّيلَةِ قَبْلَ الصَّلاةِ. وفي الوضوءِ نَغْسل أَيْديَنا ووُجوهَنا وأَرْجُلَنا، كما نَمْسَح رُؤوسَنا. فالنَّظافَةُ وَحْدَها مِنْ أهَمِّ أُسُسِ الوِقايَةِ مِنَ الأَمْراضِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]