علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن مصطلح “التراكيب الإندفاعية”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التراكيب الإندفاعية علوم الأرض والجيولوجيا

يعد الأستاذ الجيولوجي مرازق (Mrazec) في دراسته لمرتفعات الكربات عام 1910 هو أول من استخدم هذا المصطلح ليصف به الطيات الألتوائية المحدبة (Anticlinal Folds) والتي تندفع تكويناتها الصخرية بشدة إلى أعالي الطية.

ويتكون مثل هذا النمط من التراكيب إذا ما وقعت تكوينات من صخور ملحية أسفل تكوينات صخرية أثقل وزناً.

فعند تعرض هذه التكوينات لحركات الرفع تندفع التكوينات الملحية وتخترق Pierce قبة أو هامة الطية الالتوائية المحدبة (Vault of the anticline)

 

وقد استخدم الأستاذ ويجمان (Wegmann) هذا المصطلح عام 1930 عند دراسته لما اسماه بالالتواءات الاندفاعية أو الاختراقية (Piercenment Folds)

ويتمركز مثل هذا النمط التركيبي في قلب أو لب الطيات الالتوائية المحدبة (Core of the anticlines).

ويستخدم الأستاذ فيليب أوزبرج (Philip H. Osberg p. 159) مصلطح "التراكيب الاختراقية" ليدل على نمط معين من الطيات الالتوائية المحدبة (Anticlines) أو من القباب المرفوعة (Uplifted domes)

بحيث يتمثل في لبها تكوينات صخرية متحركة (Mobile)، وتندفع بشدة إلى أعلى تحت تأثير الأحمال غير المتساوية.

 

ففي حالة تكوين الطيات الالتوائية المتراكزة (Concentric Folds) واندفاع تكويناتها الصخرية إلى أعلى، تحتل الصخور المندفعة حيزاً محدود الأبعاد في منطقة أعالي الطية.

فإذا كانت هذه الصخور لدنة أو طيّعة Plastic فإنها بدورها قد تسبب في انفجار هامة أو أعالي الطية الالتوائية، واندفاع التكوينات الصخرية اللدنة منها إلى أعلى.

وفي هذه الحالة يعرف التركيب الجيولوجي للطية الالتوائية المحدبة بأنه من النوع الاندفاعي أو الاختراقي. (شكل 1).

 

ويؤكد الأستاذ أوزبرج أن مثل هذا النمط من التراكيب الجيولوجية المتميزة باندفاع التكوينات الصخرية عند قمم أو هامات الطيات الالتوائية المحدبة هو نتيجة لتعرض التكوينات الصخرية لأحمال غير متماثلة (Unerqual Loading).

فإذ وقعت صخور لدنه أو مرنة أسفل صخور أخرى أشد منها حملاً وأثقل عنها وزناً فإن تكوينات هذه الصخور تنساب عرضياً صوب الأماكن التي يقل فوقها الحمل أو الضغط الشديد.

وبتوالي زيادة تجمع التكوينات الصخرية اللدنة في مثل هذه الأماكن الأخيرة (كما هو الحال في القباب الملحية) فإنها تندفع إلى أعلى التكوينات الصخرية الأخرى مكونة ما يسمى بالتراكيب الاندفاعية.

 

وفي حالة القباب المحلية (Salt Domes) [مثل تلك التي تنتشر في خليج المكسيك والسهول الوسطى الأمريكية.

وفي بعض مناطق من ألمانيا ورومانيا وجنوب إيران] فإن الملح الصخري (rock salt: Halite) يحتل لب هذه القباب.

وتتكون التراكيب الاختراقية في هذه الحالة نتيجة انسياب الملح أو الطين غير المتماسك تحت ظروف الحمل أو الثقل الشديد إلى أماكن أخرى يكون الملح أو الطين فيها أكثر استقراراً.

 

ويعد الملح الصخري من أشد الصخور قابلية للانسياب خاصة إذا ما وقعت تكويناته على عمق يزيد عن 650 متراً (2000 قدم). فعند هذا العمق على عمق يزيد عن 650 متراً.

فعند هذا العمق تكون الكثافة النوعية للملح أقل من الكثافة النوعية للصخور الصخري إلى أعلى وإلى أماكن أخرى بحيث يصبح عندها أكثر استقراراً ويقل الضغط الليثو – ستاتيكس (Lithostatic Pressure) الواقع عليه.

وعلى ذلك يتجمع الملح الصخري ويؤدي إلى طي الصخور الواقعة فوقه وتشكيلها على هيئة قباب، حتى يصل إلى مرحلة يمكن للملح الصخري فيها أن يخترق هذه الصخور ويندفع إلى أعاليها بشدة.

 

وقد يتخذ الملح عدة أشكال متنوعة، فمنها ما يشبه نتوءاً بسيطاً أو ما يتخذ شكل الوسادة أو شكل العمود الرأسي (ذا مقطع أسطواني أو بيضاوي يتراوح قطره من 1 إلى 5 كيلومتر) وقد يظهر الملح الصخري كذلك على شكل حائط رأسي. (شكل2)

وعند الاستغلال الاقتصادي للملح الصخري من إحدى هذه القباب الواقعة في شرق ولاية تكساس الأمريكية، تعرف الجيولوجيون على أنماط التراكيب الداخلية التي تؤثر في تشكيل تكوينات الملح.

فقد عثر الباحثون على طيات تغطس بزاوية كبيرة، وأحياناً تكاد تكون رأسية وذلك نتيجة لانسياب الملح الصخري من ثقوب أو فتحات ضيقة نسبياً أثناء عملية اندفاعه واختراقه للصخور العلوية الواقعة فوقه.

 

ويمكن تشبيه هذه الطيات إذا أتينا بقطعة من القماش ودفعنا بها داخل حلقة معدنية صغيرة، فنجد أنها تنثني على شكل طيات رأسية تقريباً.

هذا وقد يستمر انسياب الملح إلى أعلى في القباب الملحية الاختراقية حتى يصل إلى سطح الأرض وهنا ينساب في بطون الأودية مكوناً ما يسمى بالمثالج الملحية، وتشاهد مثل هذه الظاهرة في جنوب إيران.

وبالنسبة للتراكيب الاختراقية في التكوينات الطينية فإنها تحدث عند إنسياب الطين اللدن غير المتماسك عند الأطراف الخارجية للكتل المتأثرة بالصدوع المتزامنة حيث يسبب هبوط هذه الكتل دورانها على السطح المقوس للصدع،

دفع كتل الطين غير المتماسك والموجود في جزئها الأسفل فتتحرك جانبياً للخارج وإلى أعلى مخترقة التكوينات الصخرية التي تقع فوقها.

 

وقد يتسبب عدم توزيع الأحمال بانتظام فوق طبقة من الطين في تكوين أنماط من التراكيب الاختراقية الطينية، وقد يتجمع الطين على شكل قباب أو طيات التوائية محدبة دون أن يخترق التكوينات الصخرية التي تقع فوقه.

ونشاهد مثل هذه الحالة في التراكيب الطينية في دلتا نهر المسيسبي. وهنا تبين أن الطين قد اخترق رواسب البلايستوسين الأعلى وكذلك الرواسب الحديثة (الهولوسين) والتي يصل سمكها إلى نحو 150 متراً.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض الجيولوجيين استخدم هذا المصطلح عند دراستهم لأنماط من التراكيب الاندفاعية (الاختراقية) في التكوينات النارية الداخلية، ومن بين هؤلاء الباحثين ويلش (Welsh, 1948) والعقاد (Akaad, 1956) وراينولد (Reynolds, 1958).

 

فقد درس ويلش أنماط التراكيب الاندفاعية في الطين البركاني (لاهار) (Volcanic mud) عند تعرضه لأحمال غير متساوية.

كما أشار العقاد إلى مثل هذه التراكيب في التكوينات الجرانيتية لمنطقة أرادار Ardara حول أقليم خليج دونجال Donegal في حين وصف راينولد بعض أنماط التراكيب الاختراقية في التكوينات النارية الداخلية في الصخور الرسوبية في الطيات الالتوائية المحدبة المعروفة باسم كينجزوود (King's wood anticline) في بريطانيا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى