نبذة تعريفية عن معدن “الياقوت”
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس
ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
معدن الياقوت علوم الأرض والجيولوجيا
اشتق اسم المعدن من الكلمة اللاتينية (ruber) بمعنى أحمر (red)، أما الزفير فقد جاءت تسميته من الكلمة اللاتينية (sapphirus) بمعنى أزرق.
يتبلور المعدن من فصيلة الثلاثي نظام المثلثات الوجهية الثلاثية المزدوجة. وتبلغ صلادته 9 وفقاً لمقياس موهس، ويوجد به انفصام قاعدي ومعيني الأوجه ويبلغ الوزن النوعي للمعدن 4.02.
والياقوت هو المعدن المعروف باسم: الكورندم (Corundum) وتركيبه أوكسيد الالومينيوم الذي يحتوي على آثار طفيفة من أوكسيد الكروم.
وهو مادة غير عضوية، أي إن أصلها لا يرجع إلى افرازات أو مواد حيوانية أو نباتية، كما هو الحال مع اللؤلؤ والمرجان.
والياقوت كحجر كريم معروف وقد أشار إليه المؤرخ الروماني الشهير «بلينوس» (Plinus) الذي عاش في الفترة من عام 23م إلى 79م في كتابه المعروف باسم: «سر الطبيعة في العلل والمعلولات».
وقد احتل الياقوت منزلة كبيرة في نفوس الأمم القديمة. فصاغوا حوله الأساطير ونسجوا له الحكايات الطريفة. ومن الأسطاير التي حيكت عنه ما زعموا أنه يحفظ على لابسيه عقولهم وأبدانهم.
كما ساد الاعتقاد بأنه يشفي من آلاف الجروح والحروف. بل أنبعضهم بالغ في الاعتقاد أن من يلبس الياقوت لا تصيبه حربة أو يجرحه سيف!
كما أنه يقي صاحبه من المرض! وقد دفع ذلك الكثيرين إلى البحث عن هذا المعدن النفيس. فازدهرت عمليات التعدين، وعرفت أماكن وجوده.
ولعل أول إشارة في كتب التراب إلى استعدان الياقوت ما ذكره العلامة الشهير البيروني (362 – 440 هـ) في كتابه (الجماهير في معرفة الجواهر)، حيث يقول: أنه يحفر في معدنه (أي في الموقع الذي توجد فيه أحجار الياقوت) عن رضراض (أي ما دق من الحصى الناجمة عن تكسر حجارة الجبال) فيوجد خلالها مغلفاً كالرمان في قشرة..
وذكروا في أخبار الصين أن اليواقيت بألوانها ترتفع من سرنديب وأكثر ما يظهر لهم في وقت المدود، يدحرجه الماء عليهم من كهوف ومغارات ومسايل .. ويبلغ أن مستنبطي الياقوت إذا انتهوا في المعدن إلى موضع صلب يتعذر عليهم حفره، صبوا عليه (طبيخ كلت) – ويبدو أنهم يقصدون بذلك الرصاص المصهورة وتركوه مدة يعرفونها، فيسهل عليهم بها كسره وتفتيته".
ومن أعرق وأطرف ما ذكرته كتب التراب العربي الإسلامي عن استعدان الياقوت ما ذكره العلامة العربي الشهير أحمد بن يوسف التيفاشي (580 – 651 هـ) في كتابه القيم: (أزهار الأفكار في جواهر الأحجار).
حيث يقول: «الياقوت يؤتى به من معدن يقال له سخران من جزيرة خلف سرنديب (سيريلانكا حالياً) بنحو من أربعين فرسخا ..، وفيها (أي الجزيرة) جبل عظم يقال له: جبل الراهون، تحدر من الرياح والسيول (الياقوت) فليقط، وهو حجر أبيض…
ويقال أن الشمس إذا أشرقت على هذا الجبل انبثت منه شعاعات كثيرة لوقوع الشمس على حصى الياقوت. فيسمى ذلك برق الراهون»
ويتضمن قول التيفاشي السابق أول إشارة علمية، في تاريخ علم المعادن، إلى نظرية تكون رواسب البرقة التي تعرف في اللغة الانجليزية باسم (Placer Deposits Theory) وذلك حين قال أن الرياح والسيول تحدر من جبل الراهو الياقوت.
فمن المعروف حاليا – وفقاً لهذه النظرية – أن الرياح والسيول تنقل معها بعض حبيبات الصخور وبعض الحصباء، ثم تبدأ في ترسيب الثقيل منها، وتحمل معها ما تستطيع حمله ونقله إلى مسافات بعيدة.
ولما كان الياقوت من المعادن التي تتميز بكثافتها العالية ووزنها الثقيل، لذلك، لا تستطيع الرياح ولا السيول نقلها إلا لمسافات بسيطة، ومن ثم فإنها ترسب الياقوت في سفح الجبل.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]