نبذة تعريفية عن مفهوم “الفدية” وأحكامها وفقاً للشريعة الإسلامية
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الفدية أحكام الفدية الشريعة الإسلامية إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
نسمع أحيانا أو نقرأ عن جماعة احتجزت فردا أو أكثر، وتعلن أنها لن تطلقهم إلا ببدل، كمبلغ من المال مثلا.
وفي البرامج الدينية بالإذاعة والتلفاز، نسمع عالما يقول في رمضان: للشيخ الكبير، والمرأة العجوز، إذا كان صيام رمضان يرهقهما إرهاقا شديدا، أن يفطرا على أن يقدم كل منهما فدية، وهي طعام مسكين عن كل يوم يفطره.
وفي أعقاب الحروب نسمع عن تبادل الأسرى، أو نقرأ عن إطلاقهم مقابل «مكسب» أو «مطلب» تحدده الدولة الآسرة.
عملية إطلاق الأسرى بمقابل تسمى «فداء الأسرى». فالفدية: هي البدل الذي يتخلص به المكلف من مكروه توجه إليه.
ويحدثنا القرآن الكريم عن فداء مشهور جدا، لأنه يتعلق بأبي الأنبياء: سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما أمر أن يذبح ولده البكر، فأطاع الوالد، وأطاع الابن، ولما استعدا للذبح نادى الله تعالى إبراهيم أن يكف، وأن يذبح كبشا فداء لولده (اقرأ القصة في سورة الصافات، الآيات: 100-107).
وفي الشريعة الإسلامية عدة أحكام تتعلق بالفدية، أشار إليها القرآن الكريم والسنة النبوية، ولها تفصيلات كثيرة في كتب الفقه. ويمكن إجمال هذه الأحكام في الموضوعات الآتية:
أولا: الفدية في الصيام: يقول سبحانه: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) (البقرة 184).
تحدث الفقهاء عن تحديد «الذين يطيقونه»، وهم القادرون على الصوم ولكن بمشقة شديدة، أو يترتب عليه ضرر يصيبهم. ومن هؤلاء:
1- المسنون.
2- الحامل والمرضع إذا خافتا من الصوم على الجنين أو الرضيع.
3- المريض مرضا لا يشفى منه (ويسمى: الزمن).
4- من أفطر لإنقاذ آدمي أو حيوان مشرف على الهلاك (ويدخل في هؤلاء الأطباء الجراحون إذا كان الصوم يقلل من قدرتهم وتركيزهم، أو يؤدي إلى ضرر بالمريض الذي يجرون له الجراحة).
هذه الأصناف يمكنها الإفطار في رمضان، على أن يقدم كل منهم فدية، هي طعام مسكين عن كل يوم يفطره.
ثانيا: الفدية في الحج:
1- المتمتع والقارن عليهما فدية هي شاة أو نحوها، ينحرها في الحرم، ويقدم أكثرها للفقراء والمحتاجين.
2- المحصر، وهو الذي يحرم بحج أو عمرة، ويضطره مرض أو عدو إلى عدم دخول مكة، له أن يفك إحرامه ويذبح شاه أو جملا أو بقرة.
3- من ترك واجبا من واجبات الحج، مثل الإحرام من الميقات، والوقوف بمزدلفة، ورمي الجمرات، وطواف الوداع….
ثالثا: فداء الأسرى:
توجب الشريعة الإسلامية فداء الأسرى، وإذا لم يف مال الدولة بفدائهم، وجب على الأغنياء وذوي اليسار التبرع لفدائهم.
ولكن هناك خطيئة لا يمكن التخلص من عقوبتها بفدية مهما يبلغ قدرها. قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة 36 ).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]