نبذة تعريفية عن مكونات وأهمية”طبقة الجِلد ” لدى الإنسان والحيوان
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مكونات طبقة الجلد أهمية طبقة الجلد طبقة الجلد البيولوجيا وعلوم الحياة الطب
لا توجد الأعضاء الجسمية في الكائنات الحية مكشوفةً، فلا بد من وجود طبقة أو غلاف يضم أعضاءها ويحميها.
وقد يكون هذا الغلاف غِشاء خَلَويا رقيقا (غلاف أو غشاء الخلية) في الحيوانات اللاخلوية، أي التي يكون جسمها من مادة غير متميزة إلى خلايا مثل الأميبا والباراميسيوم.
ومن خلال هذا الغشاء يحصل الحيوان على حاجته من الأكسجين والغذاء، ويتخلص من الفضلات وثاني أكسيد الكربون.
أما في معظم الحيوانات عديدة الخلايا فتوجد طبقة جلدية تحيط بالحيوان، وقد لا يوجد بها خلايا متميزةً كما في بعض الديدان، أو تتكون من طبقة أو أكثر من الخلايا المتميزة.
ويتمايز الجلد في الحيوانات الفقارية إلى طبقتين: واحدة خارجية هي البشرة وأخرى داخلية هي الأدمة. كذلك قد توجد طبقة تصل بين الجلد والعضلات وغالبا ما تتكون من نسيج دهني.
وتتكون البَشَرة عادة من عدة صفوف من الخلايا، الصف الداخلي الأول منها يتكون من خلايا عمودية الشكل تقريبا، يليها طبقة أو أكثر من الخلايا متعددة الأضلاع.
أما في الحيوانات البرية فإن الخلايا الخارجية لهذه الطبقة عادة ما تكون نسيجا قَرَنيا من خلايا ميتة تسمى أحيانا بالطبقة القرنية، وهي جزء من البشرة.
أما طبقة الجلد الداخلية، وهي الأدمة، فتتكون من نسيجٍ خام متموج، تنتشر فيه الألياف البيضاء والألياف الصفراء.
وتنتشر في هذه الطبقة أيضا الأوعية الدموية التي تغذي الجلد، ويوجد بها الغدد العَرَقية والشعر أو الريش والغدد الدهنية. وقد توجد بها أيضا غدد مُفرزة للمخاط على سطح الجلد، وغدد مُفرزة لمواد مُنفِّرة للأعداء، وقد تكون سامة أيضاً كما في الضفادع.
كذلك توجد خلايا صَبْغية تشكل ألوان الجلد كما في الأسماك، والبرمائيات والزواحف.
والجلد غني بالأعصاب، ويرتبط العديد منها بمستقبِلات حِسية متخصصة تنقل إحساس الجلد باللمس والضغط والألم، والإحساس بالحرارة والبرودة والبَلَل.
وسُمْك أي من طبقتي البشرة والأدمة يختلف من مكان إلى آخر في الجسم الواحد فطبقة البشرة تكون أسمك في راحة اليد والقدم وباطن الأصابع. أما الأدمة فتتكون أكثر سمكا في منطقة الظهر قرب الأكتاف والرقبة.
وهناك تحوُّرات جلدية تؤدي وظائف متعددة للحيوان. فالبشرة قد تحتوي على خلايا مفرزة للمخاط كما في الأسماك، خاصة الأنواع الخالية من القشور، وبعض هذه الغدد في الأسماك التي تعيش في الأعماق تتحول إلى أعضاء مُصدِّرة للضوء، حيث تتحول الغدة إلى خلايا مضيئة يعلوها خلايا مخاطية تقوم بوظيفة العدسة المكبرة.
وتحيط بالغدة من الداخل خلايا صبغية تمنع تسرب الضوء إلى الداخل.
والغدد العَرقَية تتكون من طبقة البشرة، وكذلك الغدد الدهنية والغدد اللبنية أو الثديية.
ويَنقل الطائر إفراز الغدة الدهنية الموجودة في ذيله إلى الريش أثناء تنظيفه فيكسبه لمعانا، وكذلك فَرْو الحيوانات الثديية يزداد تألقا لانشار الزيت فيه أثناء تنظيفه. وهذه المواد الزيتية والدهنية تقي الحيوان من البلل.
وتوجد في الجلد خلايا مفرزة للميلانين الذي يعطي اللون الأسود كلما زادت كميته في الجلد. وعلى الرغم من أن عدد الخلايا المفزرة لهذه المادة واحدة تقريبا في الإنسان الأبيض والأسود، يرجع اختلاف اللون إلى نشاط هذه الخلايا في إفراز هذه الحبيبات الملونة.
فإذا تعرض الإنسان للشمس تزداد هذه الحبيبات دَكْنَه أو قتامة خلال ساعات قليلة. أما إذا طالب فترة تعرضه للشمس فإن نشاط هذه المواد يزداد أيضا.
وتُفرِز غدة في قناة الأذن الخارجية مادة شمعية تلتصق بها الأتربة والحشرات التي قد تدخل الأذن فلا تصل إلى طبلة الأذن الحساسة. وتسمى هذه المادة «الصِّملاخ». كذلك توجد غدد دهنية مفزرة لمادة زيتية على السطح الخارجي لمقلة العين.
ومن الغدد الجلدية غدد الرائحة التي تميز نوعا من الحيوان عن غيره. وهي قد توجد على القدم كما في الماعز ،أو قرب الشَّرج في اللواحم (آكلات اللحم) والقوارض.
وبعض هذه الروائح يحبه الإنسان ويستخدمه عطرا مثل غدة المسك في ظبي المسك التي يبلغ حجمها حجمة بيضة الدجاج، وتوجد مَطّمورة في أدمة البطن.
والبعض الآخر لا يطيقه الإنسان مثل تلك التي تفرزها بعض القوارض وحيوان الظربان. والروائح التي نشمها عند زيارة حديقة الحيوان أغلبها من غدد الرائحة.
ومن تحورات الطبقة الخارجية للأدمة، وهي الطبقة القرنية، الأشواك الجلدية والحراشف والقشور والمخالب، التي توجد في الحيوانات البرمائية التي تعيش على الأرض، وفي الزواحف والطيور والثدييات.
والقشور (أو الفلوس) من التحورات الجلدية المهمة، وتوجد في الأسماك. أما القشور التي توجد على الأرجل والأقدام في الطيور والثدييات وعلى قواعد المناقير في الطيور وعلى الذيل في القوارض فهي من طبقة البَشرة.
وتغطي الحراشف جسم حيوان المدرع، وهو حيوان ثَدْي. وتوجد الحراشف التي تغطي جسم الثعابين في صفوف وأعداد وأحجام تميز نوع ثعبان عن آخر.
ودَرَقة السلحفاة ايضا تتكون من حراشف ملتحمة. وكذلك المخالب والأظافر والحوافر وبعض القرون هي أيضا تحورات من الطبقة القرنية للجلد.
وقشور آكل النمل وقرون بعض أنواع الظباء ووحيد القرن تتكون أصلا من الشعر، ويُكوِّن الجلد طبقة كيتينية صلبة تشكل ما يطلق عليه الهيكل الخارجي في الحيوانات المفصلية مثل الحشرات والقِشريات مثل الربيان والعناكب والعقرب وغيرها.
وتتصل العضلات التي تُحرك الجسم بهذا الهيكل. ولكي يتحرك الحيوان فإن هذه الطبقة الخارجية الصلبة تكون لينة في مناطق معينة حتى تسمح بحركة أجزاء الحيوان. ولذلك فعادة ما ينسلخ هذا الجزء عَلى فترات مختلفة حتى يسمح بنمو الحيوان وكَبر حجمه.
ووظائف الجلد عديدة، فإضافة إلى ما سبق ذكره من حماية للجسم وأعضائه الداخلية، فهو يساعد على التنفس في بعض الحيوانات المائية، وهو يساعد ايضا في حفظ الماء والأملاح داخل الجسم ويمنع دخولها إذا نزل الحيوان إلى الماء.
كما يساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم ففي الحَرَّ يزداد العرق الذي يساعد على خفض درجة الحرارة المرتفقة في الجسم كما أن الجسم يتخلص عن طريق العرق من بعض الفضلات والمواد الضارة
وفي البرد يُقَلُل الشعر والريش الذي يغطي جسم الحيوان من فُقْدان درجة حرارته.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]