نبذة تعريفية عن مهنة التمريض
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التمريض هو العناية بالمريض في أثناء مرضه وحتى يُشفى. فعندما يَمرض أحدنا يقوم الطبيب بفحصه، ويصف له الدواء، ثم يتابعُ التحسُّنَ في صحته على فترات متباعدة.
وفي هذه الأثناء، يحتاج المريض إلى عناية خاصة، فهو يحتاج غالباً إلى من يقدِّم له الطعام والدواء، ويسجل درجةَ حرارة جسمه وسرعةَ نبضه.
وقد يتطلب الأمر أيضاً العنايةَ بنظافة المريض الشخصية، أو تبديل ثيابه، أو غير ذلك من أوجه العناية. وغالباً ما يجد المريض هذه الرعايةَ من أهل بيته، مثل الأم، أو الأخت، او الزوج.
وقد أدرك الإنسان منذ القدم أهميةَ التمريض، بقدر إدراكه لأهمية الطب.
ومهنة التمريض تحتاج إلى الصبر. ويبذل من يقوم بها الكثير من الجهد، ويضحِّي براحته الشخصية، ويعرِّض نفسه لأخطار الإصابة بالمرض إذا كان مرضاً معدياً.
لذلك فقد أحاط الإنسانُ مهنة التمريض منذ القدم بهالة من التقديس، حتى إنه في بعض المجتمعات كانت مهنةُ التمريض مقصورة على الكهنة ورجال الدين تماماً كمهنة الطب.
وعندما تنتشر الأوبئة، في أثناء الحروب، تكون الحاجة ملحة لمن يرعَى المرضى والجَّرْحَى.
وهنا يعتمد التمريض على المتطوعين والمتطوعات مِمَّنْ ليس لهم خبرة كبيرة في هذا المجال.
واشتهرت قديماً أسماء كثيرة في مجال التمريض، منها رُفَيْدَة الأَسْلَمِيَّة، في صدر الإسلام.
وفْلورَنْس نايتنْجيل في بريطانيا، والتي لاحظت أثناء حرب القرم (1854 – 1856) أن أغلب حالات الوفاة بين المصابين كانت نتيجة لعدم العناية بهم بطريقة صحيحة، فطالبت بأن تكون الممرضة مؤهلةً لهذه المُهِمَّة الشاقة.
وقد أنشأت بريطانيا معهداً لإعداد الممرضات المُؤَهَّلَات يحمل اسم هذه السيدة الجليلة.
وبعد أن تقدم الطب في القرن العشرين، أصبح التخصّص في مجال التمريض ضرورياً، وبالتالي تخصصت بعض الممرضات للعناية بالمصابين في الحوادث.
وبعضهن لمعاونة ورعاية الأطفال العاجزين عن السمع والكلام، وبعضهن لمعاونة الجرّاح في غرفة العمليات، وبعضهن لتوليد النساء، وغير ذلك من التخصصات الكثيرة في مجال التمريض.
وقد اقتضَى ذلك ان يتلَقَّى المتخصِّص دراسة مناسبة، تمكنه من أن يُلِمَّ بالقدر المناسب بالعلوم التي يدرسها الأطباء، إضافةً إلى التدريب المستمر لاكتساب الخبرة الضرورية للعمل في مجال التمريض.
إن مهنة التمريض ضرورية للعلاج، ولو تتبعنا جميع مراحل العلاج، لوجدنا أن التمريض لا يمكن الاستغناء عنه. إنها مهنة نبيلة تحتاج إلى الصبر وإلى التضحية، بقدر ما تحتاج إلى العلم وإلى الخبرة. ألست ترى معي أنها مهنة تستحق منَّا التقديرَ والاحترامَ تماماً كمهنة الطب؟.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]