نبذة تعريفية عن نار جَهَنَّم
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نار جَهَنَّم إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
جهنم اسمٌ لنار الآخرة، المُعدَّة لعذاب الكفار والفُجَّار. ولها أسماء أخرى سيأتي بعضها.
وفي القرآن الكريم، والأحاديث النبوية وْصف لها، ولأنواع العذاب الذي تحتويه وللملائكة الموكلين بها. وهو وصف ترتاع له القلوب، ويَشيب من هَوْله الوليد.
فهي عميقة بما يفوق التصور، يُطلق على أبعْد أعماقها اسم «الهاوية»، وفوق سقر «السعير»، وفوق السعير «الحُطَمة»، وفوق الحطمة «لَظَى»، وفوق لظى «جهنم».
ولكل طبقة من هذه الطبقات باب، قال تعالى( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ) (الحجر: 44)
وهي نار لا تُطفأ أبدا (وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ) (الإسراء: 97)، ( فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة:24)، عليها خَزَنة من الملائكة، ورئيسهم اسمه «مالك» (الزخرف:77)، وقد وصفهم الله بأنهم (غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6)، ( وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) (الحج:21) أي سياط وأعمدة من الحديد رؤوسها مُعْوجَّة يَضربون بها المعذبين.
ولأصحاب جهنم في التصوير القرآني صور بشعة، فوجوهم ذليلة خاشعة مُسوَّدة، كأنما غُطيت بالغبار، وهم «كالِحُون» قد تقلصت شفاههم، وبرزت اسنانهم، أما ملابسهم فَمَادَّتها القطران والنار.
طعامهم الضَّرِيعَ، والغِسْلِين، والزَّقُّوم، والغسلين هو غسالة أبدان الكفار في جهنم. أما الضريع والزقوم فهما طعامان لا شبيه لهما في الدنيا، أُعِدا خِصيصا للكافرين الآثمين:
– (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ (6) لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ) (الغاشية: 6-7)
– (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ) (الدخان: 43-46)
وأماشرابهم فهو نوعان: «الحميم» أي: الماء الحار، الذي ينبعث من عين آنية، أي: شديد الحرارة، والنوع الثاني: «الغُساق» وهو السوائل المُنتِنة الخارجة من أجساد المعذَبين.
ومن خصائص عذاب جهنم انه لا يُفضي إلى الموت، كما يحدث من نار الدنيا، ولا يَقتل الإحساس بالألم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ) (فاطر: 36)
لقد تكرر ذكر جهنم بهذا الاسم في القرآن 77 مرة، ويستطيع كل منها أن يراجع «المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ويراجع الفاظاً أخرى مثل: عذاب، نار، جحيم، سعير، سقر.
والمقصود من التذكير بالعذاب: التخويف والإنذار، وَزَرْع الخشية في القلوب، والفرار من عذاب جهنم، والطَّمَعُ في نعيم الجنة، كما قال سبحان(لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) (الزمر: 16).
ولكن قارئ القرآن الكريم، إذا تأمل آيات العذاب، يخرج بمجموعة من الحقائق أهمُّها:
1- أن العذاب والنعيم في الآخرة، جُعِلا لتحقيق العدل الإلهي، حتى يُوفِّي الله عز وجل كلَّ مخلوقً جزاءه، المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، وحتى يَستوفيِ العبادُ حقوقَهم التي لم يحصلوا عليها في الدنيا. (اقرأ الآية 47 من سورة الأنبياء).
2- يقرر القرآن في وضوح أن عذاب العصاة في الآخرة لا يزيد في سلطان الله، والمطلوب من العباد هو الإيمان به سبحانه، والشكر على نَعْمائه. (اقرأ الآية 147 من سورة النساء).
3- فتَح الله باب التوبة على مصراعيه لكل العاصين الذي يندمون على تقصيرهم وذنوبهم، ويرجعون إلى الله طالبين غفرانه. (اقرأ الآية 53 من سورة المزمر).
4- يستطيع كل الناس أن يجتنبوا جهنم وعذابها، ويمكن تلخيص وسائلهم لذلك فيما يأتي
أ- الإيمان.
ب – البعد عن الذنوب، خاصة الكبائر.
ج- ترك الإصرار على الذنوب، وتجديد التوبة والاستغفار.
د- التقرب إلى الله بأمور كثيرة أهمها: أداء الفرائض، وحسن الخلق، والإحسان إلى الناس.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]