نبذة تعريفية عن نبات البن
1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نبات البن النباتات والزراعة الزراعة
نبات البن موطنه الاصلي الحبشة، ومنها نقل الى الجزيرة العربية منذ حوالي 500 سنة.
وظلت الجزيرة العربية تصدر البن للعالم أجمع زهاء 200 سنة، ثم نقل منها الى بلدان الاقاليم الحارة (إندونيسيا 1690، جزر الهند الغربية 1720، البرازيل 1770، سيلان 1797).
وينتمي البن الى جنس من النباتات الزهرية ذوات الفلقتين يضم 25 نوعا، منها ثلاثة أنواع فقط ذات أهمية تجارية، وهي: البن العربي (واسمه العلمي: كوفيا أرابيكا) والبن الكونغولي (كوفيا روبستا)، والبن اليبيري (كوفيا ليبيريكا).
وكلمة كوفيا «اللاتينية»هذه، وكذلك كلمة «كوفي» الانجليزية و«كافيه» الفرنسية، ومقابلاتها في اللغات الخرى كلها مشتقة من لفظ «قهوة» العربي. وكذلك المقاهي، أو مشارب القهوة، وصالونات القهوة، والكافتيريات.
ويمثل البن العربي حوالي 90% من استهلاك العالم. ونباته شجرة صغيرة أو شجيرة دائمة الخضرة، يتراوح طولها بين 4 إلى 12 مترا، لها أوراق ناعمة متقابلة على الساق، والازهار بيضاء ذات شذى جميل، وتتجمع في آباط الاوراق.
والثمار لبية صغيرة، يضم كل منها بذرتين يحيط بكل منهما لب حلو اصفر عليه غلاف احمر.
وتحمل الشجرة حوالي 2.5 كيلوجرام من حبوب (بذور) البن. ويحتاج البن الى تربة غنية بالمواد العضوية، وجو حار رطب، ولذا فهو ينمو في المناطق المدارية بين خطي عرض 25 شمالا و25 جنوبا، حيث تبلغ كمية المطر السنوي من 1700 الى 2500 مليمتر.
ويزرع من البن العربي حوالي 15 صنفا، وحبوبه ذات قيمة تجارية عالية.
وتنتمي أجود الاصناف التي تزرع في البرازيل وكولومبيا وأمريكا الوسطى ( وهي أهم مناطق إنتاج البن في العالم الان) الى نوع البن العربي.
والبن الكنغولى يقل جودة عن البن العربي ولكنه أوفر محصولا وأكثر تحملا للأجواء المختلفة، ولذا يزرع في كثير من المناطق وخاصة في إندونيسيا. ونباته أضخم من نبات البن العربي.
أما البن الليبيري فموطنه الساحل الغربي لأفريقيا، وهو نوع ضخم (12 – 15 مترا) مقاوم للأمراض ويحمل ثمارا كبيرة، الا أنه قليل الجودة، وقد يخلط بأنواع أخرى أجود منه نظرا لرداءة طعمه ورائحته.
ويزرع البن الافريقي في اوغندة وساحل العاج وأنجولا وزائير، ويستخدم عادة في تحضير منتجات القهوة سريعة الذوبان (مثل النسكافيه).
ويمكن زراعة البن من البذرة أو من شتلات، من مستوى سطح البحر حتى ارتفاع 1800 متر، وأفضله ما زرع بين 1300 و 1500 متر.
وينبغي تظليل النباتات وتنقيتها من الاعشاب، ويثمر النبات منذ السنة الثالثة، ويعطي انتاجا غزيرا منذ السنة الخامسة، ويستمر في الانتاج حتى 30 عاما.
وتعتبر الامراض وتقلبات الجو من أخطر العوامل المؤثرة في انتاج البن. كذلك يتعرض النبات الى الامراض الفطرية والبكتيرية والفيروسية، ولهذا تتطلب زراعته عناية كبيرة.
تجمع ثمار البن يدويا، وتفرز ثم يزال لحمها آليا وقد يستعان في ذلك بعمليات التخمير. ثم تغسل البذور وتجفف وتصنف وتعبأ.
وعرب اليمن هم أول من حمص بذور البن وطحنها، ثم انتقلت هذه الطريقة الى بلاد اخرى قريبة، وانتقلت طريقة صنع القهوة من البن المحمص المطحون من مصر إلى تركيا، ومنها الى أوروبا ولذلك يسمى الغربيون هذا النوع من القهوة بالقهوة التركية.
وتحميص البن يكسبه خصائصه المعروفة المحببة في اللون والطعم والرائحة، وتتفاوت الشعوب في تفضيلها لدرجة التحميص. كما يفضل الأوروبيون خليطا من حبوب البن وجذور الشيكوريا المحمصة، على البن التقي.
ويحتوي البن المحمص على 0.75 – 1.50 % من مادة «الكافيين»، وزيتا طيارا (كافيئول) هو الذي يكسب البن طعمه ورائحته المميزين، كما يحوي ايضا قليلا من سكر الجلوكوز وسكر الديكسترين والبروتينات. والكافيين مادة قلوانية مدرة للبول منبهة للأعصاب، ينبغي عدم الاكثار من استعمالها.
وتحضر القهوة السريعة الذوبان من خليط من عدة أصناف من الحبوب المحمصة بعد طحنها جيدا، واستخلاصها بالماء الحار، ثم تركيز المستخلص بالحرارة أو بالتجميد.
ويبلغ الانتاج العالمي حوالي 5 مليون طن متري. وتتفاوت الكميات التي تستهلكها شعوب العالم.
ولعل أعلى معدلات الاستهلاك هي في السويد، إذ يستهلك الفرد السويدي 6.7 كجم في السنة، تليها كوبا والدنمارك ( 5.8 كجم للفرد في السنة)، امريكا (4.9 -5.8 )، بلجيكا(4.9)، النرويج (4.4)، فرنسا (3.1)، المانيا (1.8)، وتأتي بريطانيا في ذيل القائمة (0.31 كجم للفرد في السنة).
ويستخدم البن أساسا في عمل مشروب القهوة، ويدخل في صنع المثلجات والحلوى.
وتجدر الاشارة الى أن الغربيين كثيرا ما يستعملون كلمة «موكا» للدلالة على البن ومنتجاته المستخدمة في عمل المثلجات والحلوى والفطائر.
والكلمة هي الاسم الاوروبي لمدينة «المكلا» اليمنية المطلة على البحر الاحمر، والتي كانت مركزا لتجارة البن. هذا وتستخدم نواتج تقشير الثمار وتنظيف الحبوب سمادا أو وقودا.
وقد أدى ظهور البن واستخدامه منذ قرون في صنع القهوة الى تغيرات اقتصادية واجتماعية وثقافية في حياة الشعوب.
فقد أنشئت «المقاهي» لهذا الغرض، يؤمها الناس، يحتسون القهوة ويقرءون الصحف ويتجاذبون الحديث ويتناقشون في السياسة والاقتصاد وشتى أمور الحياة، أو يلعبون النرد أو الشطرنج أو الورق للتسلية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]