نبذة تعريفية عن نبات “الرُّمان”

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نبات الرمان النباتات والزراعة الزراعة

ذكرَ اللهُ – سبحانهُ وتعالى – نباتَ الرُّمانِ في ثلاثِ آياتٍ في كتابهِ الحكيم. ويتبعُ الرُّمانُ الفصيلةَ الرمّانيّةَ ولهُ نوعان. نوعٌ يُزرَعُ للزينةِ في الحدائِق ولا يُستفادُ بثمرتهِ، ونوعٌ يُزْرَعُ للاستفادةِ منه اقتصادياً.

والرّمانُ موطنُهُ الأصليّ إيرانُ، وزُرعَ منذُ قرونٍ، وانتشرَ في منطقةِ البحرِ المُتَوَسِّطِ وجنوبِ آسيا. وكان مزروعاً في الحدائقِ العامّةِ المعلّقَةِ المشهورة في بابلَ، وعرفهُ قُدماءُ المصريين.

والرُّمان شُجَيْرةٌ منخفضةٌ، لَها أوراقٌ مَتقابلَةُ الوَضْعِ على السّاقِ. الأوراقُ مَلساءُ ناعِمةٌ قصيرةُ الأعناقِ. الأزهارُ حَمراءُ بُرتقالِيَّةُ اللونِ. والثمرةُ لُبيَّةٌ جلديةُ المَلْمَسِ، صُلبةٌ ومستديرةُ الشكلِ.

يَتَرَاوَحُ لونُها بين البُنيِّ الأصفرِ إلى الأَحمرِ، ويبقى كأسُ الزهرةٍ عليها وتحتوي على بذورٍ قِرمزيّةِ اللَّوْنِ ومُحاطةٍ ومُنْغَمِسَةٍ في لُبٍّ عصيريٍّ.

ويتكاثَرُ الرُّمانُ في العادَةِ تكاثراً خَضَرِياً بِقَطَعِ مِنَ الفروعِ السُّفْلَى للساقِ والتي يبلغُ عمرُها سنةً واحدةً. وتجودُ زراعَتُهُ في المناطقِ ذاتِ الشتاءِ الباردِ والصيفِ الحارِّ الجافِّ.

وللرمّانِ فوائِدٌ عظيمةٌ، والجزءُ الذي يُؤْكلُ هو الطبقةُ الخارجيةُ من قصرةِ (غلافِ) البذرةِ لأنها تحتوي على عصيرٍ حُلوِ المذاقِ ويُعْمَلُ منها شرابٌ.

ويحتوي قلفُ الشجرةِ على مُركباتٍ تُسْتَخْدمُ في صناعةِ الأدويةِ التي تقتلُ الديدانَ الشريطيَّةَ، كَما أن به موادَ قابضةً تستخدمُ لعلاجِ الزُّحار (الدوسنتاريا) والإسهالِ المزمنِ. وتباعُ القشورُ الجافَّةُ لثمرةِ الرّمانِ في حوانيتِ العطارةِ لاستعمالها في الطبّ الشعبيّ لهذهِ الأغراضِ.

وقد وردَ ذكرُ الرّمان في المؤلِّفاتِ الطبيَّةِ القديمةِ مثلما وردَ في المؤلّف المعروفِ باسم «تذكرةِ داود» لمؤلفِهِ داود الانطاكي.

وفي كتاب ابنِ البيْطارِ المسمَّى «الجامعَ لمفرداتِ الأدويةِ والأغذيةِ» وغيرها من المؤلفاتِ العربيةِ القديمةِ. وقد ثبتَتْ فوائدُ الرُّمانِ في ضوءِ المعارفِ العلميّةِ الحديثةِ.