النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن نبات “الزعفران”

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نبات الزعفران النباتات والزراعة الزراعة

الزّعفرانُ اسمٌ مشهورٌ لنبات عُرفَ بأسماءَ أخرى مثل الجاري والقمحان والرّيْهقانِ.

وهو نباتٌ عُشبيٌّ معمّرٌ، من الفصيلةِ السَّوسنيَّة له كورماتٌ متشحمّةٌ تحت سطح الأرض، يتراوح قطرُها بين 2 و 3 سنتيمترات. أوراقُهُ ضّيقةُ النّصلِ ورفيعةٌ. لونُها أخضرُ من أعلى وأبيضُ من أسفل.

ويُعطي النباتُ أزهاراً حمراءَ أو بنفْسَجيةً جميلةً، تبرز منها مياسمُ حمراءُ طويلةٌ لامعةٌ.

 

وهذهِ المياسِمُ التي تُشبهُ الخيوطَ جزءٌ من أعضاءِ التأنيث في الزَّهرة، وهي التي تتلقى حبوبَ اللِّقاحِ التي تنبتُ وتُعطي أنابيبَ تخترق القلم لتُخصِبَ البُويضات في المبيض.

وترجعُ زراعةُ الزعفران إلى عهد الإغريقِ والعبرانيين، والمصريين القدماء، وما زالت قائمةً حتى الآنَ، وخاصة في أسبانيا وإيران.

والجزءُ الذي نشتريه من الأسواق تحتَ اسم الزعفران، هو عبارةٌ عن الأجزاء المجفّفة من المياسم والأقلام، وهي خيوطٌ رفيعة.

 

والمياسمُ بعد تجفيفها يصبحُ لونُها أحمرَ طوبياً، وإذا كان معها أقلامُ الأزهار فإنها تظهرُ بلونٍ برتقاليِّ. وللعَقَّارِ رائحةٌ عِطريةٌ قويةٌ وطعمٌ حُلوٌ.

وإذا مُضِغَتْ فإنها تُعطي اللعابَ لوناً برتقالياً يميل إلى الاصفرار. وتُقدَّرُ درجةُ نقاوةِ الزعفران بدرجة خلوّهِ من باقي أجزاء الزهرة.

وتُعطي كلُّ مئة ألفِ زهرةٍ حوالي كيلوجرام واحد من المياسم، ويتراوحُ محصولُ الهكتارِ ما بين 4 و5 كيلوجرامات فقط من المياسم، كما أن جمعهُ يحتاج إلى أيدٍ عاملةٍ كثيرةٍ، وهذا ما يجعلُ أسعارَ الزعفران مرتفعةً جداً.

 

ولذلك فإنهُ يُغَشُّ تجارياً، إما بإضافة أجزاءَ أخرى من زهرةِ الزعفران غير المياسم والأقلام، أو أجزاء من أزهارٍ أخرى ذاتِ لونٍ أصفرَ مثلَ الأُقحوانِ، أو العُصفر، أو شواشي الذُّرةِ، التي هي في الحقيقةِ مياسمُ الذُرةِ، وذلكَ بعد تجفيفها وتلوينها.

وقد يضافُ الجليسرينُ ليُكسبَها لمعاناً يشبهُ لمعانَ مياسم الزعفران، ويزيد من وزنهِ كذلك.

والمياسمُ والأقلامُ الخيطيةُ ذاتُ اللونِ الأحمر، تحتوي على نوعين من مُركباتٍ تُعرفُ باسمِ الجليكوسيدات.

 

المادة الأُولى تُعرفُ باسم الكُروكين، ويُعزى إليها اللونُ الأصفرُ الذي يُمثِّلُ صبغةً نباتيةً قويةً جداً، إلى حدِّ أنَّ جراماً من هذه المادة يعطي لوناً أصفر واضحاً لمئة لتر من الماء.

وقد أتى اسمُ كروكين لهذه المادة من الاسم العلمي للنبات وهو جنس الزعفران الذي يعرف باسم «كروكَسْ»، وهو اسم إغريقيٌ قديمٌ للنبات. أما المادة الثانية فهي البَكْروكروكين، وتحلُّلُ هذه المادة يُعطي زيتاً طياراً، ويُعزى إليها طعم الزعفرانِ ورائحتُهُ.

وتحتوي المياسمُ كذلك على زيتٍ ثابتٍ، أي لا يتطايرُ في درجة الحرارةِ العاديّةِ، تتراوح نسبتهُ فيها بين 8 و13%، وزيتٍ طيارَ بنسبةِ 1,3%.

 

ولقدْ شغلَ الزعفرانُ مكانةً معروفةً في الطِّبِّ الشعبيِّ الشرقيِّ، فاستعمل مُقوِّياً للمعدة، وفاتحاً للشهية، ومقوّياً عاماً، كما استُعمِلَ تابلاً، ومادةً للأصباغ، بل في كتابة التعاويذِ والأُحجِيَة وأعمالِ الشعوذةِ.

والعطّارون المُحدثون، يقدمونَة في وصْفاتٍ ويستعمل مُفرحاً للقلب وفاتحاً الشهيّة للطعام. ومن الوصفاتِ التي يُؤخذُ فيها الزعفرانُ، أن تُنقعَ المياسمُ في ماءِ الوردِ لمدةِ أسبوع، ثم يوضعُ منهُ عشرُ نُقطٍ على أيِّ مشروب.

ويُستعملُ الزعفرانُ في كثيرٍ من دُولِ الخليج العربيِّ لتطييب الأطعمة مثل الأرز، والمشروبات مثل القهوة العربية التي يدخلُ فيها الهالُ (الحبَّهان).

 

وقد ورد ذكرُ الزعفرانِ في عديد من مؤلفات العلماءِ المسلمين في كتبِ الطّبِّ والتداوي بالأعشاب، مثل كتاب القانون لابن سينا، والمعتمد للملِك المظفّر، والجامعِ لابن البيطار والتّذكرةِ لداودِ الأنطاكيِّ.

ويذكر ابنُ البيطار، وكذلك ابنُ جَزلةَ في كتبهما: أنَّ الزعفران يُسهِّلُ الولادةَ، إذا سُقيت المرأةُ منهُ مع مُحِّ بيضٍ، ويُدِرُّ البولَ، ويقوّي القلبَ ويفرحُهُ، والإسراف فيه قاتلٌ.

ويُستعمل الزعفرانُ مُليّناً، ومُدراً للبولِ، وفاتحاً للشهيةِ، ويفيد في أمراض الكُليتينِ والكبدِ والطُّحالِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى