نبذة تعريفية عن نبات السعدان
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نبات السعدان النباتات والزراعة الزراعة
السَّعْدَانُ نباتُ عُشْبِيٌّ حَوْلِيٌّ، أي إنه يُتمُّ دورةَ حياتِهِ في سنةٍ واحدةٍ، يُكَوِّنُ خلالها أجزاءَهُ الخضراءَ من فروع وأوراقٍ، ثم بعد ذلك أزهارَهُ وثمارَهُ، ثم يَذْبُلُ ويَنْتهي.
وفي العام التالي تنبتُ البذورُ التي بداخِلِ الثمارِ مكوِّنَةً نباتات جديدةً. هذه النباتاتُ تنمو في الأراضِي الرَّمْلِيَّة في صحاري الوَطَنِ العّرّبِيِّ (بالمملكة العربيّةِ السَّعودِيَّةِ، ودَوْلَةِ الكُوَيْتِ، ودولة قَطَرَ، وفِلَسْطينَ، ومصرَ، وغيرِها).
وتنمو نباتاتُ السَّعْدانِ منبطحةً على الأرضِ، مُفْتَرِشَةً سطحَ الرَّمْلِ، وتخرجُ سيقانُ النباتاتِ عادةً من نقطةٍ واحدةٍ مركزيّةٍ وتمتدُّ مُنْتَشِرَةً في اتِّجاهاتٍ مختلِفَةٍ قد تبلغُ نحوَ 30 سنتيمتراً.
وفروعُ السَّعدانِ لَيِّنَةٌ عصيرِيّةٌ خاليَةٌ من الأشواكِ، وأوراقُه خالِيَةٌ من الأشواكِ أيضاً ولكنْ يغطِّيها زَغَبٌ كثيفٌ شبيهٌ بالصوفِ. وهي مُفَصَّصَةٌ، وطولُ الواحدَةِ نحو 2.5 سنتيمتر فقط.
والسَّعْدَانُ نباتُ جَيِّدٌ كغذاءٍ للماشيَةِ حيثُ ترعاهُ الإبلُ والماعِزُ والأغنامُ والأبقارُ. ويبدأ ظهورُ الأزهارِ في أواخِرِ الشِّتاءِ وأَوئِلِ الرَّبيعِ (من فبراير إلى أبريل).
والأزهارُ عادةً بيضاءُ مُصْفَرَّةٌ، ولكنَّها تكونُ قَرَنْفُلِيَّةَ الَّلونِ. ويحمل النباتُ الواحدُ عشراتٍ من الأزهارِ، وهي ليستْ متجمِّعَةً ولكنْ توجدُ زهرةٌ واحدَةٌ في إِبِطِ الورَقَةِ.
والثِّمارُ قُرْصِيَّةُ الشَّكْلِ مُبَطَّطَةٌ ومُنْبَطِحَةٌ على الرَّمْلِ، وقطرُ الواحدةِ من سنتيمترٍ واحدٍ إلى سنتميتريْن.
وسطحُ الثَّمرةِ السُّفْلِيِّ ناعمٌ ليس به شَوْكٌ بينما سطحُها العُلْوِيُّ مغطّىً بأشواكِ كالخَطاطيفِ. كذلك توجدُ أشواكٌ حادَّة صغيرَةٌ على حافاتِ الثَّمَرَةِ وتبدو الثمرة كأنَّها كفٌّ به مخالِبُ ولذلك يُسمَّى النباتُ «كَفَّ السَّبْعِ» في بَعْضِ المناطِقِ (في الجزائر).
ولذلك أيضا، يتعرَّضُ مَنْ يَمشِي حافياً على رملٍ ينمو به السَّعدانُ المُثْمِرُ لأنْ تنغرِسَ في قدمَيْهِ تلك الأشواكُ فتلتصقِ الثمارُ بقدمَيْهِ التصاقاً وثيقاً. ولذلك يسمَّى النباتُ في بعض المناطِقِ (في مصرَ) اللُّصِّيقَ أو اللُّصَّاقَ. وإخراجُ الثمارِ من القَدَم يجعلُها تَنْزِفُ دَماً ويسبِّبُ ألماً شديداً.
وأحياناً كثيرةً تلتصقُ الثمارُ بُخفِّ الجملِ عندما يدوسُ فوقَها في أثناءِ مَشْيِهِ بالصحراءِ، ثم تسقطُ من خُفِّه الجملِ عندما يدوسُ فوقَها في أثناءِ مَشْيِهِ بالصحراءِ، ثم تسقطُ من خُفِّهِ بعدَ فترةٍ في مكانِ بعيدٍ، ثم يأتي مَوْسِمُ الشِّتاءِ وينزلُ المطرُ فتنبتُ البذورُ التي بداخِلِ الثِّمارِ في هذا المكانِ البعيدِ، وبذلك ينتشرُ نباتُ السَّعدانِ في مواطِنَ جديدةٍ.
ويُقْبِلُ أطفالُ البَدْوِ على أَكْلِ ثمارِ السَّعدانِ وهي غّضَّةٌ طَرِيَّةُ. أما عِنْدَما تنضجُ فإنها تصبحُ شوكيَّةً خشبيَّةً صُلْبَةً وتَحْبِسُ بداخِلها عادةً عَشْرَ بذورٍ.
وعند إنباتِ البذورِ لا تنفتحُ الثمرةُ وتَظَلُّ محيطة ببداياتِ النباتَاتِ الجديدةِ التي تنمو في اتِّجاهاتٍ مختَلِفَةٍ، مبتعدةً عن الثمرةِ التي تصبحُ بعد فترةٍ من النمو في مركزِ تلك النباتاتِ الجديدةِ، كأنَّها مصدرُ ضوءٍ وحَوْلَهُ أَشِعَتُّهُ.
ونُمُوُّ عِدَّةِ نباتاتٍ في اتِّجاهاتٍ مختلِفَةٍ بينما تبقَى كلُّها مُتَّصِلَةً بجدارِ ثَمَرَةٍ واحدةٍ يعملُ على تثبيتِ النباتاتِ في رمالِ الصحراءِ بقُوَّةٍ فلا تقتلعُها رياح الصحراءِ الشديدةُ.
ولكَيْ يَحُثَّ رسولُ الله، صلّى الله عليه وسلّمَ، الناسَ على الإيمانِ بالله، ويُبَغِّضَهم في الكفرِ بِه سبحانَه وتعالَى فإنه يُذَكِّرُهُم في حديثٍ شريفٍ لَهُ بأنَّ النارَ التي أَعَدَّها اللَّهُ للكافرينَ بها خطاطِيفُ وكلاليبُ مثلُ شوكِ السَّعدانِ ولكنَّها أعظمُ منها حَجْماً؛ صَدَقَ رسولُ اللَّهِ عليه وسلّمَ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]