نبذة تعريفية عن نبات الشَعِير

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نبات الشَعِير النباتات والزراعة الزراعة

الشَّعيرُ من الغِلالِ الّتي زُرِعَتْ منذُ القِدَم، واستُعْمِلَ في الخبْزِ قَبْلَ القَمْحِ. لذلك يَعْتَقِدُ بعضُ العلماءِ أنَّه أقدمُ مادَّةِ غذاءٍ للإنسانِ.

وكان الشعيرُ معروفاً للحضاراتِ القديمَةِ كُلِّها، الفرعونيَّةِ، والصِّينيَّةِ، والهِندِيَّةِ، وحضارَةِ بينَ النَّهْرَينِ (دجْلَةَ والفُرَاتِ بالعراق).

ويُعتقد أنه نَشَأ بالأراضي الجافَّةِ بجنوبِ آسْيا، غَرْبِها وشَرْقِها، وبشمالِ أفريقيا، ووصَلَ إلى نِصْــفِ الــكُــرَةِ الغــربيِّ (أوروبا) في القَرْنِ السادسَ عَشَر أو السابِعَ عَشَر.

 

ويضُمُّ جنسُ الشَّعيرِ حوالَيْ عشرينَ نوعًا، مُعْظَمُها أعشابٌ في المناطِقِ المعتدِلَةِ. وتوجدُ أعدادٌ كبيرةٌ من الطُّرُزِ المُنْزَرِعَةِ في الوَقْتِ الحاضِرِ، وتقسيمُها على درجةٍ كبيرةٍ من الصُّعوبَةِ.

ولكن يبدو، على وَجْهِ العُمُومِ، أن هناك مجموعتَيْن محدودَتَيْن جدا: مجموعةَ الشَّعيرِ ذي الصفوفِ السِّتَّةِ، وتحملُ سُنْبُلَتُه (نَوْرَتُه) سِتَّةَ صفوفٍ من السُّنَيْبلاَتِ، ومجموعةَ الشَّعيرُ ذي الصَّفَيْن.

وفيه يَكون كثيرٌ من السُّنَيْبِلاتِ عقيما لا يُنتجُ حبوبًا وتترتَّب بَقيَّةُ السُّنَيْبِلاتِ الخِصْبِةِ في صَفَّيْن. وربما كانَتْ أسلافُ الشَّعيرِ تَنْتَمي إلى أَحَدِ هَذَيْن الطِّرازَيْن.

 

والشَّعيرُ من النَّجِيليَّاتِ أو الحَشَائِشِ وهو نباتٌ حَوْلِيٌّ قد يصبحُ مُعَمَّرًا. وهو قريبُ الشَّبَه بالقَمْح إلاَّ أنَّ ساقَه أَقْصَرُ وتكادُ تَصِلُ إلى ثلاثَةِ أقدامٍ في الارْتِفَاعِ (أي نحو 90 سنتيمترًا).

مجموعُه الجِذْرِيُّ عَرَضِيٌّ ليفِيٌّ ساقُه عُشْبِيَّةٌ جَوْفَاءُ غَيْرُ مُتَفَرِّعَةِ، وتحملُ أوراقًا شريطيَّةَ الشَّكْلِ، لها قواعِدُ غِمْدِيَّةٌ تُغَلِّفُ السَّاقَ.

وتسمَّى نورةُ النباتِ سُنْبُلَة، وتحملُ أزهارًا صغيرةً في داخِلِ سُنَيْبِلاتٍ، ثلاثِ سنيبلاتٍ علَى كلِّ عُقْدَةٍ من مِحْوَرِ النَّوْرَةِ المُستَقِيمِ. للسُّنَيْبِلَةِ سَفَاةٌ ظاهِرَةٌ. والسَّفَاةُ هي امتدادُ العِرْقِ الأَوْسَطِ لأحدِ الحَراشِفِ يَجِفُّ في الهواءِ ويصبحُ خَشِنَ المَلْمَسِ.

 

وتخلو سنيبلاتُ بعضُ الأصنافِ من السَّفَّاة. وعندَ النُّضْجِ تَجِفُّ الحراشِفُ الخارجيَّةُ وتلتصقُ على الثَّمَرَةِ (الحَبَّةِ). وتُزَالُ هذه الحراشف الحراشِفُ بآلاتٍ خاصَّةٍ عِنْدَ تصنيعِهِ إلى دَقيقٍ.

وينمو نباتُ الشَّعيرِ في المناطِقِ المُعْتِدِلَةِ من آسْيا الصُّغْرَى، وشمالِ أفريقْيا، والهِندِ، وغيرِها.

كما يُزرعُ في بَعْضِ المناطِقِ البارِدَةِ مثل النُّرْوَيْجِ وشَمالِ فِنْلَنْدَة وأَيسْلاندة وشِيلي وسِويسْرا. والشَّعيرُ ذو مُقاوَمَةٍ عالِيَةٍ للجَفَافِ، كما أنه يَتَحَمَّلُ مُلوحَةَ التُّرْبَةِ غيرَ العالِيَةِ، ومَوْسِمُ نُمُوِّه قَصيرٌ.

 

ويُستعملُ الشعيرُ لإنتاجِ دقيقِ الخُبْزِ الّذي يتناوَلُه كثيرٌ من فُقَراءِ القُرَى، إلا أنَّ نَقْصَ الجلوتِينِ به يَجْعَلُه مادَّةً غيرَ جَيِّدَةٍ للخَبْزِ، لأنّه يصبحُ هشًّا سَهْلَ الكَسْرِ.

وقد استعملَه قدماءُ المِصْريينَ في صناعَةِ الخُبْزِ بعدَ إضافَةِ الخَميرَةِ إليه. وهم بذلكَ أوّلُ من عَرَفوا الخَمِيرَةَ.

أما الطبقاتُ الأكثرُ رخاءً فإنها تَلْجَأ إلى خُبْزِ القَمْحِ. وما زَالَتْ فطائرُ الشَّعيرِ غيرُ المُخَمَّرَةِ طعامًا محبوبًا للطبقاتِ الرِّيفِيَّةِ في سكوتلانده وبلادٍ شمالِيَّةٍ أُخْرَى.

 

أمَّا الشَّعيرُ اللُّؤْلُؤيُّ فينتجُ من طَحْنِ جزءٍ كبيرٍ من الحبوبِ، ويُستعمل كثيرًا في الحِسَاءِ، وفي أَطْعِمَةِ الإفْطَارِ وطَعَام الأَطْفالِ. وتُستعملُ الحبوبُ بعد تخميرِها في صناعَةِ المُولْت،

وهو مادَّةٌ أسَاسِيَّةٌ لإنتاجِ الكُحُولِ. كما أنّ الشعيرَ غذاءٌ جَيِّدٌ لبعضِ الحيواناتِ، الخَيْلِ والحَمِيرِ والبِغَالِ؛ فتغتذِي هذه الحيواناتُ إمّا علَى حُبوبِهِ أو على خليطٍ من «التِّبْنِ» والحبوبِ. والتِّبْنُ هو السُّوقُ الجافَّةِ الّتي تَمّ تكسيرُها بالآلاتِ عِنْدَ عَمَلِيَّةِ فَصْلِ حُبوبِهِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]