نبذة تعريفية عن نبات الشّاي
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نبات الشّاي النباتات والزراعة الزراعة
الشَّايُ من أَشْهَرِ المشروباتِ في العالَمِ، ومن أحبِّها لكثيرٍ من النَّاسِ. وهو مشروبٌ واسعُ الانتشارِ، لا يكادُ يخلو منه بيتٌ في مُعْظَمِ أنحاءِ المَعْمورَةِ.
ونباتُ الشّاي في الطَّبيعَةِ شجرةٌ صغيرَةٌ، ولكنّها عِنْدَما تُزْرَعُ تصبحُ شُجَيْرَةً، يصلُ ارتفاعُها إلى 120 سنتيمترًا.
وأوراقُ الشّايِ رُمْحِيَّةُ الشَّكلِ، جِلْدِيَّةٌ، ذاتُ حافَّةٍ مُسَنَّنَةٍ، وبها عددٌ كبيرٌ من الغُدَدِ الزَّيْتِيَّةِ. ويعطي النباتُ أزهارًا بيضاءَ أو قِرْمِزِيَّةً. وهي تظهرُ في آباطِ الأوراقِ، وتُنْتِجُ ثمارًا عُلْبِيَّةً.
ونباتُ الشّايِ موطنُه الصينُ والهندُ، واسمُهُ باللغة الصِّينِيَّةِ «شَا». وانْتَشَـرَ هذا الاسمُ في معظمِ أنحاءِ العالَمِ،
واستعْمَلَهُ العَرَبُ والمتحدِّثون بلغاتٍ أخرَى مثل الرُّوسِيَّةِ، وهو اسم «شاي». هذا وإنْ كانَتْ اللغةُ الصّينيّةُ الدَّارِجَةَ تسمِّيهِ «شيه» ومنها أُخِذَ الاسمُ الإنجليزِيُّ والفَرَنْسِيُّ والألمانِيُّ للشّاي.
وقد عرفَ الأوروبيُّون الشَّايَ في القرنِ السّادِسَ عَشَـرَ، ولكنه لِم يصبحْ ذا أهَمِيَّةٍ إلاّ في القرنِ السابِع عَشَرَ ومنذُ حوالَيْ قرْنٍ أصبحتْ عادَةُ شُربِ الشَّايِ شائِعَةً في معظمِ أنحاءِ العالَمِ، ومنها البُلْدانُ العَرَبِيَّةُ.
وللشّايِ أصْنافٌ كثيرةٌ تَصِلُ إلى الأَلْفِ، وكلُّها تابِعَةٌ لذاتِ النَّوعِ، ولكنْ تختَلفُ صفاتُها، خاصَّةً من ناحِيَةِ الأوراقِ وشَكْلِها وطَعْمِها، وهي مَصْدَرُ الشَّايِ الّذي نَشْرَبُهُ. ولذلك نجدُ الشَّايَ أصنافًا كثيرة، بل إنّ هناكَ إضافاتٍ للشّاي تُعَدِّلُ من طَعْمِه ورائِحَتِهِ ولَوْنِهِ.
ونباتُ الشَّايِ يُقَلَّمُ دائمًا، أَيْ تُقْطَعُ فروعُه القَديمَةُ، وبذلِكَ تظهرُ نُمُوَّاتٌ حديثَةٌ وفروعٌ جديدةٌ تحملُ أوراقًا طَرِيَّةً.
ويساعِدُ التقليمُ المستَمِرُّ على تكوينِ فروعٍ جديدةٍ وبراعِمَ غَضَّةٍ، هي الّتي تمثِّلُ مَصْدَرَ الإنتاجِ في الشَّايِ.
وتختلِفُ طُرُقُ زراعَةِ الشّاي في المناطِقِ المختلِفَةِ. ويُسْتَكْثَرُ نباتُ الشَّايِ من البِذْرَةِ أو من البادِراتِ الّتي تُنَمَّى في مشاتِلَ قبلَ نَقْلِها للحقولِ.
ويتراوحُ ناتجُ المحصولِ من 200 إلى 1000 رطل للفدّان الواحِدِ. ويستَمِرُّ إنتاجُ نباتُ الشَّايِ خَمْسينَ سَنَةً.
وتُجْمَعُ أوراقُ الشَّايِ يَدَوِيًّا، أو بمِقَصَّاتٍ. وتُجْمَعُ الأوراقُ ثلاثَ أو أَرْبَعَ مَرَّاتٍ سَنَوِيًّا. أما في المناطِقِ الحارَّةِ، فيمكنُ قطفُ أوراقِه أكثرَ من 25 مرةً في السَّنَةِ.
وتبدأُ عمليةُ قَطْفِ الأوراقِ عندَما يبلغُ عمرُ النّبَاتِ خَمْسَ سَنَواتٍ. وكما يُؤَثِّرُ وقتُ القَطْفِ، وطريقَةُ تحضيرِ الشَّايِ، في سِعْرِه، فإنَّ طبيعتَهُ وطَعْمَهُ وسِعْرَه تعتمدُ على عُمْرِ الأوراقِ.
وتَتِمُّ عمليَّةُ تحضيرِ الشَّايِ من الأوراقِ الخضراءِ، بتعريضِها للشّمسِ أو تُدْفَأُ في صينيّاتٍ ضَحْلَةٍ حتَّى تَلينَ، وتصبحَ قابِلَةً للانْثِناءِ.
وتُلَفُّ بعدَ ذلك باليَدِ، وتُجَفَّفُ الأوراقُ المُجَعَّدَةُ والمنْثَنِيَةُ في النِّهايَةِ بالشَّمسِ أو فوقَ النيرانِ أو بتيَّارٍ هوائِيٍّ ساخِنٍ.
والناتجُ النهائِيُّ، وهو ما يُعْرَفُ بالشّايِ الأَخْضَـرِ، أوراقُهُ جَافَّةٌ، دَكْنَاءُ، ذاتُ صِفَاتٍ مُتَماثِلَةٍ. ومعظمُ إنتاجِ الصِّينِ من الشَّايِ الأخضرِ.
ولِتجهيزِ الشّايِ الأَسْوَدِ، الّذي يعطَى لونًا أحمرَ عندَ نَقْعِهِ أو غَلْيِه، تُخَمَّرُ الأوراقُ بعدَ لَفِّها، بأن تُغَطَّى وتحفَظَ دافِئةً، فتفقدَ بذلك لونَها الأَخْضَرَ (وهذا بفضلِ الإنْزِيماتِ والخَمائِرِ، وبخاصّةٍ إنزيمُ الشّاياز) ويتغيَّرُ طَعْمُها.
وتجفَّفُ الأوراقُ بعدَ التَخَمُّرِ بالطُّرُقِ العادِيَّةِ. ومعظمُ إنتاجِ الهندِ من الشَّايِ الأسودِ.
وهناكَ أنواعٌ مُعَطَّرَة من الشَّايِ، وتُحَضَّرُ بتَجْفيفِ الأوراقِ مع أزهارٍ ذاتِ رائحةٍ عِطْرِيَّةٍ، مثل الياسَمِين، ثم تُغَرْبَلُ الأزهارُ الجافَّةُ، وقد تضافُ بعضُ الزُّيوتِ العِطْرِيَّةِ الطيَّارَةِ لتُكْسِبَ الشَّايَ نَكْهَةً خاصَّةً، مثل زَيتِ البِرْجاموت الّذي يستعملُ لِتَحضِيرِ شايِ إيْرل جرايْ.
ويحتوي الشَّايُ على قَلَوَانِيِّ «الشَّايين» بنِسبَةِ 5.2% وهو مادَّةٌ عُضْوِيَّةُ تُناظِرُ الكَافَيين (الذي يوجَدُ بالقَهْوةِ)، ويوجدُ مَعَه زَيْتٌ طيَّارٌ، وكَمِّيَّةٌ من التَّانين أو الدُّبَاغِ (13 – 18%).
والتّانينُ مادَّةٌ قابِضَةَ، ولذَلِكَ فإنَّ كَثْرَةَ غليانِ الشاي تَعْمَلُ على استخلاصِ أكبرِ قدرٍ من هذهِ المادَّةِ، ويصبحُ الشايُ قابضًا مُرًّا، ويوصفُ باللُّغَةِ الدَّارِجَةِ بأنه «شَايٌ ثقيلٌ». وهو مُعَطِّلٌ للهَضْمِ، مُؤْذٍ للغشاءِ المُخاطِيِّ للفمِ والمَعِدَةِ والأمعاءِ.
وعندَ عَمَلِ الشَّايِ بِنَقْعِه في الماءِ السَّاخِنِ، يذوبُ الشَّايينُ والزَّيْتُ ويصبحُ للمشـروبِ الناتِجِ أَثَرٌ مُنَبِّهٌ.
والشّايينُ يساعدُ على تَرابُطِ الأَرْبِطَةِ الّتي تَشُدُّ الهَيكَلَ العَظمِيَّ للإنسانِ؛ ويَعْملُ على تركيزِ الفِكْرِ، وتنشيطِ الجهاز التنفُّسِيِّ. وتشيرُ بعضُ الدراساتِ إلى أنّ الشايَ الأخضـر، على الأخصِّ، يقاومُ ظهورَ الشيخوخَةِ وتكوُّنَ الأورامِ.
وطَعْمُ الشَّايِ ورائحتُه يختلفان بحَسَبِ طريقةِ استخلاصِه سواءٌ بالماءِ السّاخن أو بغَلْيِه، أو باستعمالِ الأكياسِ. ويضافُ للشَّايِ أشياءٌ عديدةٌ لتكسبَه طعمًا خاصًا، مثل الهال (الحَبَّهانِ) والقَرَنْفُلِ، واللَّيمونِ، والنَّعْناعِ، وقد يضافُ إليه الحَليبُ. وعلى أيَّة حالٍ، يحسُنُ الاعتدالُ في تناوُل الشَّايِ (والقهوةِ، أيضا).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]