نبذة تعريفية عن نبات قصب السّكر والإجراءات الاحترازية المتبعة عند زراعته
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نبات قصب السّكر إجراءات رعاية قصب السكر عند زراعته النباتات والزراعة الزراعة
السُّكَّرُ مادَّةٌ غِذِائيَّةٌ مُهِمَّةٌ يَسْتَهْلِكُها جميعُ أفْرادِ المُجْتَمَعِ في الدُّوَلِ المُتَقَدَّمَةِ والنَّامِيَةِ ، وهو أَرْخَصُ مَصادِرِ الطَّاقَةِ الّتي يحتاجُ إِلَيْها الإنْسانُ.
ويُعَدُّ قَصَبُ السُّكَّرِ الَمْصَدَرَ الأَوَّلَ لاسْتِخْراجِ السُّكَّرِ، إِذْ يَنْتُجُ مِنْهُ، علَى مُسْتَوَى العالَمِ، نحوُ 90 مليون طُنًّ من السُّكَّرِ ؛ وهذا يُمَثَّلُ 70% من الإنْتاجِ العالَمِيَّ.
وتَحْتَلُّ البرازيلُ والهِنْدُ المَرْتَبَةَ الأُولى بَيْنَ الدُّوَلِ الُمْنِتجَةِ لِلْقَصَبِ، يليها في ذَلِكَ: كُوبا، والصَّينُ، وباكِسْتَانُ، والمِكْسيكُ، وأُسْترالْيا، والوِلاياتُ المُتَّحِدَّةُ، وجَنوبُ أَفْريقْيا، علَى التَّرْتيبِ.
وقَصَبً السًّكَّرِ مِنَ النَّباتاتِ الاسْتِوائِيَّةِ وتَحْتَ الاسْتِوائِيَّةِ.
وتَنْتَشِرُ زِراعَتُه بينَ خَطَّيْ عَرْضِ37˚ شمالآ في اَسْبانيا و35˚ جنوبًا في جَنوبِ أَفْريقْيا، وهو يُزْرَعُ في نَحْوِ83 دولةً في العالَمِ.
وبَدَأَتْ زِراعَةُ القَصَبِ في إِيرانَ وبَعْضِ الدُّوَلِ العَرَيِيَّةِ، منها مِصْرُ والعِراقُ والسُّودانُ والمَغْرِبُ، عامَ 600 ميلادِيَّة، ثُمَّ انْتَقَلَتْ إلَى حَوْضِ البَحْرِ المُتَوَسَّطِ في بِدايَةِ القَرْنِ الثّالِثَ عَشَرَ فيه أثناءِ الفُتوحاتِ الإسْلامِيَّةِ.
والمُنْتَجُ الرَّئيسِيُّ من القَصَبِ هو السُّكَّرُ، ولكنْ إضافةً إلَى ذَلِكَ هناكَ نَواتِجُ ثَانَوِيُّةٌ، وهي:
1- الزَّعْزوعُ (القِمَّةُ الطَّرَفِيَّةُ): وتَشْمَلْ العُقَلَ الطَّرَفِيَّةَ الصَّغيرَةَ وما عَلَيْها من أَوْراقٍ خَضْراءَ، وتَسْتَخْدَمُ عَلَفًا جَيَّدًا لِلْحيواناتِ، كما يُصْنَع مِنْها السَّيلاجُ الّذي يُسْتَخْدَم عَلَفًا للحيواناتِ.
2- المُصاصُ ( الباجاسُ): وهو ما يَتَبَقَّى من نباتاتِ القَصَبِ بَعْدَ اسْتِخلاصِ العصِيرِ منها.
ويُسْتَخْدَم المُصاصُ وَقودًا في مَصانِعِ السُّكَّرِ، أو يُسْتَخْدَم عَلَفًا للحيواناتِ، كما يَدْخُلُ في كثيرٍ من الصَّناعاتِ الثّانَوِيَّةِ، مثل صِناعَةِ الوَرَقِ والوَرَقِ المُقوَّى(الكَرْتونِ)، والحريرِ الصَّناعِيَّ، وأَلْواحِ الخَشَبِ العازِلِ لِلْحَرارَةِ.
3- المُولاسُ: و يَتَخَلَّفُ في أثناءِ عَمَلِيَّةِ تَصْنيعِ السُّكَّرِ ، وهو سائِل لَزِجٌ أَسْمَرُ يَصْعُبُ اسْتِخراجُ السُّكَّرِ مِنْه.
ويُسْتَخْدَم المولاسُ في صِناعَةِ الكُحولِ و صِناعَةِ الخَلَّ تَغْذِيَةِ الإنْسانِ و الحَيوانِ، و اسْتِخراجِ خَميرَةِ الخُبْزِ.
وتَتَكَوَّنُ ساقُ نَباتِ القَصَبِ مِنْ عَدَدٍ مِنَ «العُقَلِ» الّتي يَخْتَلِفُ طولُها بِحَسَبِ مَوْقِعِها علَى السَّاقِ.
فالعُقَلُ القَاعِدِيَّةُ قصيرَةٌ وتَزْدادُ طُولاً كُلَّما اتَّجَهْنا إلَى قِمَّةِ النَّباتِ ، ثمَّ تَأْخُذُ في القِصَرِ ثانِيَةً قُرْبَ نِهايَةِ السَّاقِ . ويَتَروحُ طولُ السَّاقِ بَينَ 2 و 5 أَمتارٍ. والسَّاقُ مُصْمَتَةٌ مُمْتَلِئِةٌ بِعَصيرٍ سُكَّريَّ. ويَخْتَلِف لونُ السَّاقِ باخْتِلافِ الأصْنافِ.
يَزْرَعُ قصبَ السُّكَّرِ في موسمين : زِراعَةٍ رَبيعِيَّةٍ في شَهْرَيْ فبراير ومارِسَ ، وزِراعَةٍ خَريفِيَّةٍ في شَهْرَيْ سِبتمْبر وأُكْتوبَر.
ولِزراعَةِ القَصَبِ يَجِبُ اخْتيارُ الأَراضِي المُرْتَفِعَةِ الخُصوبَةِ ، الخالِيَةِ من الأمْلاحِ ، والجَّيَّدَةِ الصَّرْفِ. ولا يُنْصَحُ بِزِراعَتِه في الأراضِي الشَّديدَةِ التَّماسُكِ ، كما لا تجودُ زِراعَتُه في الأَراضِي الرَّمْلِيَّةِ لِقِلَّةِ احْتِفاظِها بالماءِ.
و يُزْرَعُ القَصَبُ بِعُقَلٍ تُؤْخَذُ من السَّيقانِ النَّاضِجَةِ ، وذَلِكَ بِتَقْطيعِ السَّيقانِ الكامِلَةِ إلَى عُقَلٍ تَحْتِوِي الواحِدَةُ منها بُرْعُمَيْن أو ثلاثَة بَراعِمَ . و يَجِبُ رَيَّ الأرْضِ بَعْدَ الزِّراعَةِ مُباشَرَةً الإنْباتِ التَّقاوِي.
وتَتَطلَّب زِراعَةُ هِكْتارٍ من القَصَبِ من 12 إلَى 14 طنًّا من السَّيقانِ. ويَجِبُ أن تؤْخَذَ التَّقاوِي مِنْ حُقولٍ سَليمَةٍ غَيْرِ مُصابَةٍ بالأمْراضِ أو الحَشَراتِ ، ويَتِمَّ تَقْشيرُها قَبْلَ الزِراعَةِ.
وتَتَطَلَّبُ زِراعَةُ القَصَبِ رِعايَةً خاصَّةً. وأَهَمُّ اِجرائاتِ هذه الرَّعايَةِ ما يَلِي:
1- تّنْظيفُ حُقولِ القَصَبِ بإِزالَةِ الحَشائِشِ الّتي تُنَافِسُ النَباتاتِ القَصَبِ في الغِذاءِ والضَّوْءِ.
2- مِنَ المَعْروفِ أنَّ القَصَبَ يَمْتَصُّ كَمَّيَّاتٍ كبيرَةً من العَناصِرِ الغِذائِيَّةِ لِطُولِ مُدَّةِ بقائِهِ في الأَرْضِ ولِمَحْصولِهِ الكَبير .
علَى ذَلِكَ يجبُ تَسْميدُ القَصَبِ بإِضافَةِ العَناصِرِ الغِذائِيَّةِ الأَساسِيَّةِ في خلالِ الشُّهورِ الثّلاثَةِ الأُولَى مِنْ عُمْرِ النَّباتِ.
3- القَصَبُ مِنْ أَكْثَرِ المحاصيلِ اسْتِهْلاكًا لِلْمياهِ ، نظرًا لأَنَّه يَقْضِي حياتَهُ خِلالَ أَشْهُرِ الصَّيْفِ الحارَّةِ ، ولأَنَّه يَمْكُثُ في الأَرْضِ مُدًّةً لا تَقِلُّ عَنْ عامٍ ولهذا يَجِبُ مُوالاةُ القَصَبِ بالرَّيَّ. ولكن يجِبُ مَنْعُ الرَّيَّ قَبْلَ الحَصادِ بِحَوالَيْ شَهْرٍ، لأَنَّ ذَلِكَ يُساعِدُ علَى تَرْكيزِ السُّكَّرِ في النَّباتِ.
4- أمًّا عن الحصادِ فالمعروفُ أَنَّ القَصَبَ يَمْكُثُ مِنْ عام إلَى عامَيْنِ مِنْ زِراعَتِهِ حتَّى حصادهِ. ويَتَوَقَّفُ ذَلِكَ علَى المِنْطَقَةِ المَزروع بها ، والظُّروفِ المُناخِيَّةِ السَّائِدَةِ فيها.
ويَتِمُّ الحصادُ بَعْدَ التَأَكُّدِ مِنْ تمامِ نُضْجِ القَصَبِ ، أَيْ أَنْ تَصِلَ نِسْبَةُ السُّكَّرِ في السَّيقانِ إلَى أَقْصاها.
ويَتِمُّ الحَصادُ بِتَقْطيعِ النَّباتاتِ تَحْتَ سَطْحٍ الأَرْضِ مُباشَرَةً باسْتِخْدام آلاتٍ حادَّةٍ. وبَعْدَ ذَلِكَ يقومُ العُمَّالُ بِتَقْشيرِ الَقَصَبِ بإِزالَةِ الأَوْراقِ والنَّوْراتِ الخَضْراءِ. وقَدْ يَتِمُّ الحَصادُ باسْتِخدامِ الآلاتِ المِيكانِيكِيَّةِ. وبَعْدَ الحَصادِ يُنْقَلُ القَصَبِ إلَى المَصْنَعِ لاسْتِخراجِ السُّكَّرِ
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]