نبذة تعريفية عن “نهر الأمزون” المتواجد في قارة أمريكا الجنوبية
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نهر الأمزون قارة أمريكا الجنوبية علوم الأرض والجيولوجيا
نهر الأمزون من أكبر أنهار قارة أمريكا الجنوبية، وهو أغزر أنهار العالم ماء، حيث أن كمية المياه التي تجرى به أكثر مما يحمل نهر النيل إلى مصر حوالي 50 مرة.
كما أن طول مجراه البالغ 6500 كيلومتر، يجعله في المركز الثاني بعد النيل، الذي يزيد طوله عن الأمزون بنحو مئتي كيلومتر. ويغذي هذا النهر بالماء أكثر من ألف رافد (فرع).
وينبع نهر الأمزون من أعالي جبال الأنديز، ومن مرتفعات جيانا والبرازيل، وتمتد قناته الرئيسية من الغرب إلى الشرق وتصب في المحيط الأطلسي، عند خط الاستواء.
وتمتاز قناة هذا النهر بعظم اتساعها وعمقها. لدرجة أنها تسمح للبواخر الكبرى أن تبحر فيها، فتدخل من المحيط إلى مصبة الواسع، وتتابع سيرها فيه حتى مدينة "مناوس" على بعد 1500 كيلومتر من ساحل المحيط.
أما البواخر الصغيرة، فيمكنها أن تبحر مسافة 2300 كيلومتر، حتى مدينة "إكيتوس" في جمهورية "بيرو" ولذلك فنهر الأمزون طريق ملاحي داخل اليابسة، ليس له نظير في العالم.
كذلك يتفوق هذا النهر من حيث سعة حوضه، (أي الأراضي التي تشمله هو وفروعه). فهو من هذه الناحية يعتبر أكبر حوض لنهر على ظهر الأرض.
وفي حين يجري الجزء الأعظم من الأمازون في أراضي البرازيل، فإن روافده تصل جمهوريات بوليفيا، وبيرو، وإكوادور، وكولمبيا، وفنزويلا.
ويمتد خط الأستواء في الجزء الشمالي من أراضي الأمزون، لذلك فالطقس حار رطب ممطر على مدار شهور السنة، ويكاد يتساوى طول الليل والنهار دائما.
لهذا فإن وفرة الأمطار ارتفاع الحرارة، وضوء النهار، كلها عوامل تساعد على نمو نباتي كثيف جدا، يتمثل في غابات استوائية، تظهر من الطائرة وكأنها بساط أخضـر ممدود فوق آلاف الكيلومترات المربعة. وتتشابك الأشجار حتى أن أشعة الشمس لا تصل سطح الأرض، لذلك تكثر المستنقعات والأوحال.
وتشتمل غابات الأمزون على أشجار متنوعة، لبعضها قيمة اقتصادية كبيرة، وقد قطعت الكثير من هذه الأصناف لأغراض تجارية.
وتجمع ثمار بعض الأشجار لغذاء الإنسان، وبعضها الآخر كعلف للدواجن والحيوانات.
وقد اشتهرت شجرة المطاط في القرن الماضي، عندما كان الأمزون أكبر مصدر للمطاط الطبيعي، إلا أن المطاط الصناعي الذي حل محله، قد أدى إلى تدهور قيمة هذا المورد.
وأول من نزل على أرض الأمزون من الأوروبيين، كان القائد الأسباني "فرانسيسكو دي أورليان" عام 1541م.
وقد تعددت البعوث العلمية والكشفية، ورحلات المغامرين الذين نشـروا مشاهداتهم في عدد كبيرة من الكتب. كما درس العالم الألماني "همبولت" البيئة الطبيعية وأصناف النبات والحيوان في رحلته الشهيرة على امتداد أحد روافد الأمزون، ويسمى "ريونجر".
وفي عام 1848 م قام العالم الإنجليزي "هنري بيتس" برحلة طويلة في أرجاء الأمزون، استغرقت ست سنوات، جمع خلالها آلاف العينات من الحشرات والزواحف والنباتات، وعكف على دراستها.
وبتقدم تكنولوجيا صناعة الورق والبلاستيك والسليولوز، تعتبر غابات الأمزون موردا هائلا لخامات هذه السلع. ولذلك فمن المتوقع إزالة مساحات كبيرة منها في المستقبل. ويعتقد البعض أن إزالة هذه الغابات العظيمة سوف تكون له آثاره السيئة.
فالأشجار تستهلك غاز ثاني أكسيد الكربون في عمليات التمثيل الخضـري، فإذا ما اختفت أشجار الأمازون، فسوف تزداد نسبة هذا الغاز السام في الهواء، حسبما يعتقد بعض الباحثين.
أما فيما يتعلق بالزراعة، فإمكاناتها متوفرة بمساحات كبيرة، خاصة على الأراضي المرتفعة، وإذا كانت التربة قليلة الخصب، فإن الأسمدة الكيماوية ومخلفات الحيوان يمكن أن تعالج هذا النقص.
غير أن استصلاح الأرض، ومد الطرق لنقل المحاصيل، واستخدام الوسائل الآلية في الأعمال الزراعية، كلها أمور تتطلب أموالا قد لا تكون متوفرة لدى الأقطار المشركة في حوض الأمازون، كالبرازيل.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]