نبذة تعريفية عن نهر “الجانج”

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نهر الجانج الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

نهر الجانح هو أكبر أنهار القارة الهندية إذ يبلغ طوله أكثر من 2500 كيلو متر. وهذا النهر له منزلة خاصة عند الهنود.

وقد كتب الزعيم الهندي المشهور جواهر لال نهرو في وصيته عام 1964 يقول: «إن نهر الجانج بالذات هو نهرُ الهند الذي يحبُّه شعبها والذي تدور حوله ذكرياتُه المشتركة وآماله ومخاوفه وأناشيدُ انتصاراته وهزائمه».

وهذه الكلمات تعبر عن كثير من المعاني، أهمُّها حبُّ الهنود لهذا النهر حتى إنهم يستحمِون في مياهه «المقدَّسة» تبركاً وعبادة.

 

كذلك يوفِّر هذا النهر كميات عظيمة من المياه طوال السنة، قامت عليها الزراعة منذ آلاف السنين، فكان مصدراً للخير الذي يتمتع به أصحاب البلاد.

لكنه أحياناً يثير مخاوفَ السكان عندما تفيض مياهُه وتُغرقُ البلادَ بفيضانات عارمة تسبِّبُ الكثيرَ من الخسائر البشرية والمادية.

وتنبع معظمُ روافدِ هذا النهر من جبال الهيمالايا الشاهقة الارتفاع والتي تغطِّي قِمَمَها الثلوجُ.

وعندما تذوب هذه الثلوج ابتداء من فَصل الربيع تجري المياه في الروافد تغذِّي النهر الرئيسيَّ. وتساهم الأمطار أيضاً بنصيب وافر في تغذية النهر بالمياه.

 

ويسقط قليل من الأمطار في فصل الشتاء المعتدل الحرارة، ويسقط أغلبها في فصل الصيف الحار ابتداء من أواسط شهر يونيو وحتى شهر أكتوبر، بسبب هبوب الرياح الموسمية المحمَّلة بكميات غزيرة من الأمطار. وتسبب هذه الأمطار أحياناً فيضانات مدمِّرة.

وأهم روافد الجانج في جومنا وتشَامْبَال وجُوجْرَا وجَانْدَاك. ويسير النهر في اتجاه عام من الغرب إلى الشرق، محاذياً لسلال جبال الهيمالايا إلى أن يقترب من خليج البنغالي حيث يتحد مع نهر كبير آخر هو نهر براهما بوترا.

ويشترك النهران في تكوين دلتا كبيرة تسمى دلتا البنغال وتعتبر أوسع دلتا في العالم.

وتقع هذه الدلتا في أراضي دولتين هما الهند وبنجلاديش. أما مجرى النهر الرئيسي وروافده فتقع جميعها في أراضي الهند.

 

ويخترق نهر الجانج سهلاً فيضياً فسيحاً تبلغ مساحته نحو 30 ألف كيلو متر مربع.

وهو يُعَدُّ قلبَ الحياة لشبه القارة الهندية، ففيه نمت الحضارة الهندية وتبلور تاريخها، وهو الآن مركز الثقل السكاني وعصب الاقتصاد الهندي.

فمعظم إنتاج الهند الزراعي يأتي من سهل الجانج ذي التربة الخصبة والمياه الوفيرة، بعدما عمد السكان إلى إزالة معظم الغابات التي كانت تغطي أراضيه قديماً وقاموا بزراعة محاصيل كثيرة أهمها الأرز والقمح والذرة والقطن والجوت وقصب السكر.

 

وهذه الظروف جعلت السكان يتركَّزون في حوض هذا النهر حتى أصبحت المنطقة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم (أكثر من 500 نسمة في كل كيلومتر مربع).

وأغلب هؤلاء السكان يعيشون في القرى، ولكن هناك أيضاً العديد من المدن الضخمة والمهمة التي تقع على ضفاف النهر، مثل دلهي عاصمة الدولة وثالث مدنها من حيث عدد السكان (أكثر من 5 مليون نسمة).

وكلكتا العاصمة القديمة والمدينة الصناعية الضخمة وأكبر مدن الهند سكاناً (أكثر من 10 مليون نسمة). 

 

ومدينة هوارة التي تقع على الضفة الأخرى من النهر في مواجهة كلكتا وهي مدينة صناعية يزيد سكانها على مليون نسمة، ومثلها مدينة كانبور.

وهناك مدينة أجرا المشهورة تاريخياً وسياحياً، لوجود إحدى عجائب الدنيا السبع بها، وهو القصر الرخامي المسمَّى تاج محل، وكذلك مدينة بنارس ذات الأهمية الدينية والثقافية للهنود من ذوي الديانة الهندوسية، وهي أهم الديانات في الهند عموماً وفي منطقة سهل الجانج خصوصاً.

ويتحدث أغلب سكان المنطقة باللغة الهندوستانية، أما سكان دلتا النهر فيتحدثون باللغة البنغالية كما تكثر بهم نسبةُ المسلمين. وهذا التنوّع في الأديان واللغات ليس قاصراً على منطقة سهل الجانج فقط وإنما هي سِمَة غالبة في شبه القارة الهندية عموماً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]