الكيمياء

نبذة عن إنجازات العالم “لويس باستور” الكيميائية

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

العالم لويس باستور الكيمياء

قد نجد من لا يعرف لويس باستور  (L . Pasteur)، ولكننا لن نجد في عالمنا هذا من لم يستفد من اكتشافاته وإنجازاته العلمية .

 فمن هو لويس باستور .. وماذا قدم للإنسانية ؟ إنه كيميائي وعالم احياء دقيقة فرنسي حقق من الاكتشافات وقدم من الإنجازات أكثرها تنوعاً وأهمية في تاريخ العلم والصناعة معاً . 

فهو من اكتشف أن الأحياء الدقيقة والجراثيم التي تسبب عمليات التخمر والأمراض ، وهو أول من اكتشف واستخدم الطعوم ضد داء الكلب وداء الجمرة الخبيثة وكوليرا الدجاج ، وهو الذي أنقذ الصناعات المعتمدة على عمليات التخمير في أوروبا لإنتاج البيرة والنبيذ وأنقذ كذلك صناعة الحرير.

 

وهو أول من قام بدراسات في مجال الكيمياء الفراغية وأسس عمليات البسترة أو التعقيم للحليب وغيره من المنتجات الغذائية لقتل ما بها من جراثيم .

وفي عام  1848، وكان عمره 26 عاماً قدم بحثاً أمام أكاديمية باريس للعلوم حول اكتشاف مهم حققه لتوه ، أفاد فيه أن بعض المركبات الكيميائية يمكن تقسيمها إلى مركب "يميني" وآخر "يساري" وان كلا منهما يشكل صورة مرآوية للآخر . 

وقد اعتمد اكتشافه هذا على فصله لحمض الطرطير وهو حمض يتكون بتخمر العنب ويستخدم في الصناعة ، وفصله كذلك لحمض آخر، يماثل حمض الطرطير ، من إحدى العمليات الصناعية في منطقة الألزاس الفرنسية . 

 

ولقد لاحظ باستور أن حمض الطرطير يظهر نشاطاً ضوئياً ويستطيع أن يحرف اتجاه الضوء باستخدام جهاز الاستقطاب الضوئي ، في حين أن الحمض الآخر ليس له نشاط ضوئي . 

وبعد البحث والدراسة توصل باستور إلى أن الحمض الراسيمي الذي لا يظهر نشاطاً ضوئياً هو في الحقيقة خليط من حمضين متشابهين من الناحية الكيميائية تماماً ولكنهما يختلفان عن بعضهما في أن أحدهما يحرف الضوء المستقطب  إلى جهة اليمين في حين يحرف الحمض الآخر الضوء المستقطب إلى جهة اليمين في حين يحرف الحمض الآخر الضوء المستقطب إلى جهة اليسار وبالمقدار نفسه . 

 

ووجد باستور كذلك  أحد هذين الحمضين يشبه تماماً حمض الطرطير ، ويمكن أن تتغذى عليه الأحياء الدقيقة في حين أن الحمض الآخر وهو نقيضه الضوئي ، لا يصلح لغذاء هذه الأحياء . 

وقد استخلص باستور من هذه التجارب نظرية عدم التناظر الجزيئي ، وأوضح أن الخواص البيولوجية للمواد الكيميائية لا تعتمد على نوع الذرات التي تشكل جزيئاتها فقط ، بل أيضاً على طريقة ترتيبها في الفراغ أو تركيبها الفراغي .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى