نبذة عن حياة “ابنُ الفَارِض”
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ابن القارض شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
في أواخر القرنِ السادسِ الهجري رَحَلَ أحدُ العلماء من مَوْطِنِه (مدينة حماة بسورية) واستوطن القاهرة.
وقد اتخذ مِهْنةً يعيش منها وهي كتابة العقود في مجالس القضاء، وكانت له خبرة جيدة بكتابة ما يفرضه الحكامُ للنساء على أزواجهن من حُقوق، ولذا سَمَّوْه (الفارض)، ثم ارتقى إلى وظيفة نائبٍ للقاضي.
وفي عام 566هـ وُلِدَ له مولودٌ أسماه عُمَر، واشتهر فيما بعد بلقب (ابن الفارض). وقد ربّاه أبوه على الأخلاق الحميدة والاستقامة فأقبل على دراسة الفقهِ والحديثِ واللغةِ والأدب، ونشأ زاهداً في مَتَاع الدنيا عازفاً عن مظاهر الشُّهرة، ثم مال إلى التَصَوُّف، وهو مِنْهَجٌ تربوي يقوم على الزهد والعُزلة والإكثار من العبادة.
سافر ابن الفارض إلى مكة واختار الإقامة بأحد الوديان القريبة منها وكان يُصَلَّى بمكة ثم يعود إلى الوادي، للعبادة والتأمل، وفي تلك الأثناء نَظَم أكثرَ شِعْرِه طيلةَ خمسةَ عشـرةَ عاماً.
وعندما رجع ابنُ الفارض إلى القاهرة أقام في قاعةٍ بالجامع الأزهر، وكان يزوره فيها أصحابه والمعجبون به، وكان يتردد عليه "المَلكُ الكامل"، ويسأله إذا كان يرغَبُ في شيء، لكنَّ ابنَ الفارض كان عفّ النفس بعيداً عن الطمع، وكان جَواداً بكلِّ ما يصل إلى يدِه من مال.
ولابن الفارض شعرٌ جيد، ومعظم قصائده في مناجاةِ الله تعالى، ومِنْ ذلك قولُه:
وحياةِ أشواقي إليكَ
وحرمةِ الصَّبْرِ الجميل
ما أبصرَتْ عيني سِواكَ
ولا صَبَوْتُ إلى جميل
وقال في مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم:
وعَلى تَفَنُّنِ واصِفِيه بِحُسْنِه
يُغَنَّى الزمانُ، وفيه مَالَمْ يُوصَفِ
وتُوُفيَ ابنُ الفارض عام 632هـ ودفن عند سفح جبل المقطم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]