نبذة عن حياة ابن سينا
1999 تاريخ الكيمياء
صلاح محمد يحياوي
KFAS
ابن سينا شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
أبو علي الحسين بن عبدالله بن سينا من كبار فلاسفة العرب وأئمة مفكريهم، وُلِدَ في بلدة أخشنة القريبة من بخارى عام 980م، وقد اشتهر بلقب الرئيس وأرسطو العرب.
كانت دائرة اختصاص ابن سينا – شأنه شأن علماء العصور الوسطى العظام – كلَّ المعرفة البشرية..، وقد تفوق في هذا على نحو عظيم بحيث يُعَدُّ عموماً أعظم مفكر منذ ارسطو الذي كان لما كتبه هذا الأخير تأثير كبير فيه.
تربى ابن سينا عندما كان صبياً على النحو المتعارف عليه، فحفظ القرآن والنصوص العربية الأصيلة، وتفقه في القرآن والحديث والشريعة، وأتقن الشعر، وتعلم الحساب من بائع خُضرٍ، وتلقى الهندسة والمنطق على أحد العلماء المتجولين أقام في منزل ابن سينا لهذا الغرض.
كان ابن سينا فائق الذكاء، وقد تَفَوّق على أساتذته، ولجأ إلى الاطلاع الشخصي.. ونحا بعد ذلك إلى الفلك والرياضيات.
وتمكَّن من أعمال الإغريق في هذه المواضيع، كما برع أيضاً في المعرفة الطبية لعصره، ونبغ فيها، ثم اشتغل بالفلسفة وقال:
– "إنها أصعب منالاً من الطب.
وكان طبيباً لعديد من الحكام المحليين.
كان ابن سينا دائم التنقل نتيجة للنزاع الدائم بين الأمراء المتحاربين، وكان كلما حل في بلد لقي فيه ما يستحق من إجلال وتقدير، واتصل به عظماؤها، وقد تقلد الوزارة لشمس الدولة في همذان.
اشتهر ابن سينا بكتابه "القانون" في الطب الذي يعد موسوعة المعرفة الطبية، والذي يحتوي على نحو مليون كلمة.. ويعود إليه الفضل بعودة الكثير من المعرفة الطبية الإغريقية التقليدية إلى أوروبة، وقد عرفه الإفرنج باسم AVICENNA
من مؤلفات ابن سينا المطبوعة أيضاً "الشفاء" في الفلسفة، وقد وضعه سنة 1022م تقريباً، و"الإشارات" و "التنبيهات" في المنطق، وكتاب "النجاة".
كان ابن سيناعلى اطلاع بالمعرفة السيمائية لعصره، وخاصة سيمياء جابر بن حيان،
وكان يميل إلى الاعتقاد بأن المعادن تنشأ في الطبيعة من اتحاد الزئبق والكبريت على أن يكونا قد بلغا الدرجة القصوى من النقاء.
وهذا هو المبدأ الذي قال به جابر من قبل، ولكن ابن سينا اردفه برأيه في استحالة تحويل المعادن بعضها إلى بعض قائلاً بأن الكيميائيين عاجزون عن تغيير طبيعة المعدن، وليس في مقدورهم إلا أن يصبغوه، ولكنه لا يتحول إذ ذاك إلى معدن آخر. فهو يقول:
– "يمكن صبغ النحاس بلون أبيض فيتخذ شكل الفضة، وصبغ الفضة بلون أحمر فتظهر كالذهب، ولكنهما يظلان نحاساً وفضة".
ويضيف: "تستخلص الصبغة البيضاء من الزرنيخ والزئبق والفضة، والحمراء من الكبريت والذهب وملح النشادر. وقد يبلغ التقليد بالصباغة حداً يُخْدَعُ به حتى العلماء، ولكنه لا يتجاوز التقليد لأن كل معدن يحتفظ بصفاته الذاتية التي تميزه عن غيره، ولا يطرأ عليه سوى تغير اللون".
كان ابن سينا قوي المزاج يغلب عليه حب الملذات والإسراف فيها، وكثيراً ما كان يُصاب بالصرع.. علماً بأنه هو القائل :
اجعل غـــذاءك كل يوم مـــرة واحـــذر طعاماً قبل هضم طعام
واحفظ منيك ما استطعت فــإنه مـــاء الحيـــاة يصب في الأرحـــام