شخصيّات

نبذة عن حياة الأمين “محمد بن هارون الرشيد”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

محمد بن هارون الرشيد شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

الأمين هو محمد بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور سادس خلفاء بني العباس. وأمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور. ولد في رصافة بغداد سنة 170 هـ.

وكان هارون الرشيد في حياته قد جعل ولاية العهد لأولاده الثلاثة: محمد الأمين، وعبد الله المأمون، والقاسم المؤتمن، على التوالي.

ورغم أن المأمون كان أكبر أولاده سنا إلا الرشيد قدم الأمين عليه في ولاية العهد بسبب تدخل زوجته زبيدة في الأمر.

 

وقسم الدولة بينهم، فجعل خراسان والمشـرق للمأمون، وجعل العراق والمغرب للأمين، وجعل الجزيرة للمؤتمن.

والأمين عربي خالص: من ناحية أبيه وأمه. ولقد عني أبوه بتثقيفه وتربيته.

فنال قسطا وافرا من التهذيب واكتسب مقدرة على الخطابة، كما أنه كان يقرض الشعر.

 

وكان الأمين حسن الهيئة شجاعا، إلا أنه كان ميالا إلى اللهو والجلوس مع الندماء ليؤنسوه ويسامروه، كما كان مولعا بالصيد والموسيقى.

وكانت تنقصه الخبرة بالشئون الإدارية والكفاية السياسية فكان سيئ التدبير مسرفا في إنفاق الأموال.

آلت الخلافة للأمين بعد وفاة والده هارون الرشيد سنة 193 هـ. ولكنه قضى سنوات حكمه الخمس خليفة بالاسم دون الفعل. لأن سلطته لم تكن تامة على أقاليم الدولة الإسلامية.

 

واتسم عصـر الأمين بأحداث رهيبة، واضطرابات جسيمة، ونزاع سألـت فيه دماء عزيزة على الأخوين المتنازعين، وعلى المسلمين جميعا.

فقد دب الخلاف بينه وبين أخيه المأمون منذ اعتلائه العرش، وسرعان ما وجدت الدولة نفسها أمام فتنة داخلية صدعت وحدة الخلافة لبضع سنوات.

وكانت البداية حين خرج الأمين على وصية والده هارون الرشيد وأراد خلع أخيه المأمون من ولاية عهده بإيعاز من وزيره الفضل ابن الربيع.

 

فقام بعزل أخويه المأمون والقاسم وجعل البيعة بولاية العهد لابنه الطفل موسى ولقبه "الناطق بالحق" ومن بعده لابنه الثاني ولقبه "القائم بالحق". وأرسل إلى الكعبة من أتاه بوثيقة ولاية العهد التي كتبها أبوه فأمر بتمزيقها.

واعتصم المأمون بخراسان، والتف حوله أهلها الذين أغضبهم نكث الأمين لعهد أبيه.

وتطورت الفتنة وأصبحت نزاعا بين الفرس أنصار المأمون وبين العرب أنصار الأمين. وكان الأمين هو البادئ بالعدوان فقد سير قائده علي بن عيسـى بن ماهان إلى خراسان على رأس جيش قوي.

 

ولكن هذا الجيش مني بهزيمة ساحقة على يد طاهر بن الحسن قائد جيش المأمون في شوال سنة 195هـ.

وبعد هذا النصـر زحف طاهر بن الحسن بجيشه إلى بغداد فحاصرها من الجنوب. كما وجه المأمون إلى بغداد القائد هرثمة بن أعين، بجيش آخر حاصرها من الشمال.

واستمر الحصار اثنى عشـر شهرا حتى سقطت بغداد وقتل الأمين سنة 198هـ. وكان عمره ثمانية وعشـرين عاما، ودامت مدة حكمة خمس سنوات ثم آلت الخلافة من بعده إلى المأمون.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى