شخصيّات

نبذة عن حياة الإمام “الخليل بن أحمد الفراهيدي”

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، وكنيته أبو عبد الرحمن. والفراهيدي نسبة إلى فراهيد بن مالك بن الأزد.

أبوه أول من سمي بأحمد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان الخليل من أئمة اللغة والأدب: عاش فقيرا، صابرا، وكان رجلا دينا، ورعا، متواضعا، عاقلا، وقورا.

ومن كلامه: لا يعلم الإنسان خطأ معلمه حتى يجالس غيره. يقول عنه تلميذه النصـر بن شميل: أقام الخليل في خص (أي بيت من شجر أو قصب) من أخصاص البصـرة، لا يقدر عل فلسين، وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال.

أرسل إليه والي الأهواز سليمان بن علي يطلب منه الحضور إليه وتأديب أولاده، فأخرج الخليل إلى رسول سليمان خبزا يابسا وقال: ما عندي غيره، وما دمت أجده فلا حاجة لي في سليمان.

 

فقال الرسول: فماذا أبلغه عنك فقال:

أبلغ سليمان أني عنك في سعة

                                      وفي غنى غير أني لست ذا مال

سخي بنفسي أني لا أرى أحدا

                                      يموت هزلا ولا يبقى على حال

 

كان يقول الشعر، ومن أشعاره:

لو كنت تعلم ما أقول عذرتني

                                      أو كنت تجهل ما أقول عذلتكا

لكن جهلت مقالتي فعذلتني

                                      وعلمت أنك جاهل فعذرتكا

 

كانت لـه معرفة بالإيقاع والنظم، هذه المعرفة جعلته يضع علم العروض، أخذه من الموسيقى وكان عارفا بها. (وعلم العروض هو علم موازين الشعر).

ألف كتاب "العين" المشهور والذي يتهيأ به ضبط اللغة، ورتبه حسب مخارج الحروف.

أراد أن تعرف به العرب في أشعارها وأمثالها ومخاطباتها فلا يشذ عنه شيء من ذلك، فأعمل فكره فيه فلم يمكنه أن يبتدئ التأليف من أول أ، ب، ت، ث، وهو الألف، لأن الألف حرف معتل فلما فاته الحرف الأول كره أن يبتدئ بالثاني – وهو الباء – إلا بعد حجة واستقصاء النظر. 

فدبر ونظر إلى الحروف كلها فوجد مخرج الكلام كله من الحلق، فوضعها على قدر مخرجها من الحلق فكان تأليفه كالتالي:

 ع، ح، ه، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، د، ت، ظ، ث، ذ، ر، ل، ن، ف، ب، م، و، ا، ئ، همزة.

 

كان يتردد إليه شخص ليتعلم العروض، لكنه كان قليل الفهم، وأقام مدة دون أن يفهم منه شيئا فقال له الخليل يوما: قطع هذا البيت

إذا لم تستطع شيئا فدعه

                             وجاوزه إلى ما تستطيع

 

فبدأ معه في تقطيعه على قدر معرفته، ثم نهض ولم يعد، فتعجب الخليل من فطنته لما قصده في البيت، على الرغم من بعد فهمه.

كان من الزهاد في الدنيا، والمنقطعين إلى العلم. وكان يحج سنة، ويغزو سنة، وكثيرا ما ينشد بيت الأخطل:

وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد

                             ذخرا يكون كصالح الأعمال

 

اجتمع الخليل وعبد الله بن المقفع ليلة يتحدثان. فلما تفرقا سألوا الخليل: كيف رأيت ابن المقفع؟ فقال: رأيت رجلا علمه أكثر من عقله. وسألوا ابن المقفع: كيف رأيت الخليل؟ فقال: رأيت رجلا عقله أكثر من علمه.

ألف الخليل إلى جانب كتاب العين، كتاب العروض، والشواهد والنقط والشكل، والجمل، ومعاني الحروف، وتفسير حروف اللغة.

فكر الخليل يوما في ابتكار طريقة في الحساب تسهله على العامة، وتمضـي به الجارية إلى البياع فلا يمكنه ظلمها، فدخل المسجد وهو يعمل فكرة، فصدمته سارية وهو غافل، فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته، وكانت وفاته سنة خمس وسبعين ومئة، وذكرت بعض الكتب أن وفاته كانت في سنة سبعين ومئة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى