نبذة عن حياة البحّار “كريستوفر كولمبس”

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

كريستوفر كولمبس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

وُلِدَ كريسْتوفَر كولَمْبَس بمدينةِ جِنْوَا الإيطاليَّةِ، وعَمِلَ مَعَ والِدِهِ، وأَحَبَّ البَحْرَ؛ ثمَّ انْتَقَلَ إلَى البُرْتُغالِ وتَزَوَّجَ مِنْ عائِلَةٍ بُرْتُغاليَّةٍ.

وكانَ كولَمْبَسْ، كَكثيرٍ منْ أَهْلِ زمانِهِ، يَعْرِفُ أَنَّ الأَرْضَ كُرَوِيَّةً. و

كانَ البَحَّارَةُ مُعتادينَ عَلَى الإبْحارِ مَشْرِقًا إلَى «الإنْديزِ» (أي: الأقاليمِ الهِنْدِيَّةِ) في آسْيا، ثمَّ يعودونَ بذخائِرَ مِنَ الذَّهَبِ والتَّوابِلِ وغَيْرِهِما مِنَ الأَشْياءِ النَّفيسَةِ.

 

فَفَكَّرَ كولَمْبَس في أَنَّهُ لَوْ أَبْحَرَ غَرْبًا لَبَلَغَ «الإنديزَ» في وقتٍ أقْصَرَ. واقْتَنَع مَلِكُ ومَلِكَةُ أَسْبانْيا بِفِكْرَتِهِ فَزَوَّداهُ بالسُّفُنِ والمالِ.

وبَدَأَ كولَمْبَس رِحْلَتَهُ الأُولَى في 3 أَغَسْطس 1492، مُسْتَخْدِمًا ثَلاثَ سُفُنٍ صغيرَةٍ. وأَبْحَرَتْ السُّفُنُ نَحْوَ الغَرْبِ ثلاثَةَ أَسابِيعَ، دونَ أَنْ تَلوحَ في الأُفُقِ أَيّةُ معالِمَ لأَرْضٍ يابِسَةٍ، حتَّى دَبَّ الخَوْفُ في قُلوبِ البَحَّارَةِ.

ولكنْ يومَ 12 أُكتوبَرْ بَلَغَتْ السُّفُنُ جزيرةً بينَ ما يُعْرَفُ الآنَ بِجُزُرِ البَهامًا (مقابِلَ السَّاحِلِ الشَّرْقِيِّ الجنوبِيِّ لِفلوريدا) وأَسْماها كولَمْبَس «سانْ سَلْفادور»؛ ولَمَّا عادَ إلَى أَسْبانْيا اسْتُقْبِلَ اسْتِقبالَ الأَبْطالِ.

 

وقامَ كولَمْبَس بِرِحْلَةٍ ثانيةٍ عامَ 1493، اكْتَشَفَ فيها ما يُعْرَفُ الآنَ بأَسماءِ: بورْتِريكو وجامايكا وفِيْرجِنْ أَيْلانْدْز (الجُزُرُ العَذْرَاءُ).

ثُمَّ قامَ كولَمْبَس بِرِحْلَةٍ ثالِثَةٍ عامَ 1498، اكْتَشَفَ فيها مَصَبَّ نَهْرِ الأُورينوكو في فِنْزوِيلا، ولكنَّه عادَ مُقَيَّدًا بالأَغْلالِ لِيُحاكَمَ عَنْ حُكْمِهِ لِمُسْتَعمَرَةِ هايْتِي.

وقامَ كولَمْبَس بِرِحْلَتِهِ الرَّابِعَةِ والأَخيرَةِ عامَ 1502، راجياً أَنْ يَسْتعِيدَ بها مكانَتَهُ، فَبَلَغَ ساحِلَ هِنْدوراسْ، لكنَّ مَشَقَّةَ الرِّحْلَةِ أَرْغَمَتْهُ علَى العَوْدَةِ، وماتَ مَغْموراً في 20 مايو عامَ 1506.

 

والعَجيبُ أَنَّ هذا المُسْتَكْشِفَ العظيمَ كانَ في رحلاتِهِ كُلِّها يَظَنُّ أَنَّهُ بَلَغَ «الإنديز» (أي الأقاليمَ الهِنْديَّة) – الّتي كانَتْ هَدَفَهُ، ولَمْ يَعْرِفْ أنَّه اكْتَشَفَ العالَمَ الجديدَ (الأَمْريكَتَيْن). 

ولِذَلِكَ سمَّى الأَقْوامَ الّذينَ رَآهُم هناكَ «هنودًا حُمْراً»، مَعَ أَنَّهم لَيْسوا هُنودًا علَى الإطْلاقِ. ومَعَ ذَلِكَ ما زَالَتْ الجُزُرُ الّتي اكْتشَفَها تُعْرَفُ باسْمِ «وِسْت إِنْديز»، أي: الهِنْدِ الغَرْبِيَّةِ!

 

ومَعَ ذَلِكَ رحلاتُ كولَمْبَس وكشوفُهُ قَدْ خَلَّدَتْ اسْمَه في التَّاريخِ، وقَدْ أُطْلِقَ اسْمُه علَى عَدَدٍ كبيرٍ مِنَ المَعالِمِ الجُغْرافِيَّةِ، مِنْها: جُمْهورِيَّةُ كولمْبيا، وما يسمَّى مُقاطَعَةَ كولَمْبيا في الوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْريكيَّةِ، وكولَمْبيا عاصِمةِ وِلايةِ جنوبِ كارولَيْنا الأَمْريكيَّةِ، ونَهْرِ كولَمْبيا الّذي يَنْبُع مِنْ بُحَيْرَة كولَمْبيا في مِنْطَقَةِ جبالِ رُوكي في أَمْريكا الشَّمالِيَّةِ.

ولكنَّ قَارَّتَيْ أَمْريكَا الشَّمالِيَّةِ وأَمْريكَا الجَنوبِيَّةِ اكْتَسَبَتا اسْمَيْهِما مِن اسْم مُسْتَكْشِفٍ آخر، هو: أَمْريكو فِسْبوتْشِي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]