نبذة عن حياة الجلدكي
1999 تاريخ الكيمياء
صلاح محمد يحياوي
KFAS
الجلدكي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
توفي سنة 1360م
هو "عز الدين أيدمر بن علي الجلدكي" (نسبة إلى جلدك أو جلداق وهي إحدى قرى خراسان"، عاش في مصر في القرن الرابع عشر، وتوفي في القاهرة سنة 1360م (769 هـــ) .
سافر إلى دمشق وألف كتاب "البدر المنير في خواص الإكسير" عام 470هـــ، ثم سافر إلى القاهرة عام 742هـــ وألف كتاب "نتاج الفكر في الفحص عن الحجر".
تحمل مؤلفاته بيانات كثيرة عن الظواهر والتفاعلات ونتائجها. وهو أول من قال: "إن المواد لا تتفاعل إلا بأوزان معينة"، وهذا هو قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيماوي والذي توصل إليه العالم الفرنسي "بروست" سنة 1799م.
يقول "عباس هاني الجراح" في مقالته "خاتم علم الكيمياء العربي" المنشورة في مجلة الخفجي عدد نوفمبر (تشرين الثاني) 1988: "اشتغل الجلداكي بالتدريس وتفسير مؤلفات علماء مدرسة الاسكندرية القديمة.
إضافة إلى كتب العلماء العرب والمسلمين من الذين سبقوه أمثال "جابر بن حيان" و "مسلمة بن أحمد المجريطي" (395 هـــ) وو "محمد بن زكريا الرازي) (313 هـــ) و "محمد بن أحمد البيروني" (442 هــ)، و "محمد بن أميل التميمي" (300 هـــ) و محمد بن أحمد الطغرائي (515 هـــ) وغيره مما يؤكد الأصالة المترسخة في نفسه، والأمانة العلمية في كتاباته.
وهو في آثاره قام بجمع آرائهم واقوالهم، وصنفها تصنيفاً جيداً، مما يسر على الباحثين والمؤرخين مراجعة ما بحث وكتب في علم الكيمياء في عصور النهضة العربية الإسلامية منذ نشاتها الأولية القائمة على الأساطير والخرافات حتى غدت علماً قائماً بنفسه على يد جابر بن حيان والعلماء الذين تبعوه.
حتى عصر الجلدكي نفسه الذي تميز باستكمال علم الكيمياء لمعظم جوانبه وبحوثه، وأصبح علماً يشهد للعرب والمسلمين بقدرتهم الفائقة في دراسة أي علم من العلوم، وأن يبرعوا فيه ويطوروه نحو الأفضل والأجود".
للجلدكي كتابان في الكيمياء يسمى الأول "نهاية الطلب" و الثاني "التقريب في أسرار التركيب"، ويبلغ كل منهما نحو ألف صفحة، وهما أشبه بمؤسسة علمية تضمنت الكيمياء عند العرب بمبادئها ونظرياتها وبحوث علمائها ونتائج تجاربهم مع وصف العمليات المستخدمة فيها كالتقطير والتصعيد والتكليس وغير ذلك.
لقد توصل الجلدكي إلى فصل الذهب عن الفضة باستعمال حمض الآزوت الذي يحل الفضة ويترك الذهب.
وقد كتب الجلدكي عن الزئبق فقال: "إنه سيد الأحجار الموصوفة، لأنه أصلها ومبدؤها وله الفضل عليها كفضل الماء على سائر الأجسام، وقد كونه الله تعالى في بطون أعماق الأرض مثل النطفة في قرار الرحم.
فهو أصل تكوين الأجساد كلها، إلا أن يكون كل جسد منه، إنما يكون تكوينه بحسب ما يغلب عليه من الأعراض التي تحل به، فيتغير مزاجه بحسبها في كمياتها وكيفياتها، والأعراض لها أوزان في الكم المدرك في الكيف، واعلم أن لسان حال الأجساد في أصل تكوينها.
يقول: "إنها ما تكونت إلا لتصير ذهباً، لأنه غايتها، فلما عرضت الأعراض في أصلها الذي هو الزئبق، بعد أن تم جرمه، أقعدت به عن الذهب، فصار للجسد شبه عن الطبيعة الغالبة على ذلك التكوين، على قدر الزمان والمكان. فللزئبق الفضل على جميع الأحجار لأنه أصلها وسببها، وهو روحها…".
ويقول الجلدكي شارحاً الكيفية التي يمكن بواسطتها من وزن المعدن وذلك في أول كتابه "البرهان": "أقول … وبالله المستعان، اعلم بأن أسرار علم الميزان، لا تظهر لعاملها، إلا في الأجزاء الكثيرة، ليصل الكثير إلى القليل. ويقابل الأجزاء بأعمال المقابلة، ثم في المماثلة، والتعديل، وفي بيان ذلك أن تحسب أجزاء الطبائع على الانفراد، على حكم الدراهم والمثاقيل.
وتجمع الطبائع وتقابل بها أصل طبائع القطب المذكور في البياض أو الحمرة، وقد علمت النسبة إما في السواء وإما في الزيادة، وإما في النقص، وقد بلغت المراد، وتدعى حينئذ بالأستاذ. والمثال في ذلك: "في الميزان الطبيعي القمري".
ويستطرد في ذكر الأرقام التي يضعها محاولاً بذلك، إيجاد الناتج التام للوزن المطلوب. ويختتم كلامه بقوله: "وهذا برهان فتحققه، واعمل به، ترشد إن شاء الله تعالى".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]