نبذة عن حياة الحاكم “إِسْماعِيلُ بَاشَا”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

إِسْماعِيلُ بَاشَا شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

اسماعيلُ باشَا هو حفيدُ محمّد عليِّ باشا مُؤسِّسِ مِصـْرَ الحديثةِ وابنُ القائدِ المُظَفَّرِ إبراهيمَ باشا. وُلِدَ في عام 1830 وتَوَلَّى حُكْمَ مِصْـرَ عام 1863م.

ومنذُ بدايةِ حُكْمِه شَرَعَ في تخليصِ البلادِ من قُيُودِ التَبَعِيَّةِ للدَّوْلَةِ العُثْمَانِيَّةِ، وفي عـــــامِ 1866 حَصَل على فَرَمَانٍ (أيْ مرسومٍ سلطانيٍّ) نَصَّ على انتقالِ حُكْم البلادِ إلى أكبرِ أَبْنَاءِ الحاكِم بعدَ أن كانَ ينتقلُ إلى أكبر أبناءِ أُسْرَةِ محمّد عليٍّ.

وفي عام 1867 حَصَلَ على لَقَبِ "خدِيوِي" الذي مَيَّزه على سائرِ الوُلاةِ العُثْمانِيِّين، كَمَا حَصَل على بعضِ الامتيازاتِ التّي تُطْلِقُ يَدَيْه في إدارةِ مِصْـرَ.

وفي عامِ 1873 حَصَل على فَرَمَان شَامِل ضَمَّ كُلَّ المزايَا التي حَصَلَتْ عَلَيْها مِصْـرُ في عَهْدِه، وبذلك حَقَّقَ للبلادِ الاستقلالَ الذاتيَّ التَّامَ.

ولقد قامَ إسماعيلُ بسِلْسِلَةٍ من الإصلاحاتِ التّي كان يستهدفُ منها جَعْلَ مصـرَ قطعةً من أُورُوبا، ومن ذلكَ إجراءُ كثيرٍ من التَّحْسِينَاتِ على مدينةِ القَاهرَة فأنشأَ بها داراً للأوبرا بمناسبةِ الاحتفالِ الذي جَرَى في عام 1869 لافتتاحِ قناةِ السُّويسِ.

كَمَا طَوَّر نِظَامَ القَضَاءِ ونَهَضَ بالتَّعْلِيمِ وتوسَّعَ في إرسَالِ البَعَثَاتِ إلى الخارجِ وأمرَ بشَقِّ قنواتٍ للرَيِّ، ومدِّ خطٍّ للسكةِ الحديديةِ إلى جنوبِ مصـرَ. كذلك وَسَّعَ رُقْعَةً أملاكِ مصـرَ في أفريقيَا مِمَّا أدَّى إلى اكتشافِ منابعِ النِّيلِ.

وفي عهدِه ازدَهَرَتْ الصِّحَافَةُ والحركةُ الثقافيَّةُ وبدأَتْ تجربةُ الحياةِ النيابِيَّةِ بافتتاحِ مَجْلِسِ النُوَّابِ عامِ 1869.

ولكنَّ نشاطاتِ إسماعيلَ هذِهِ وعدمَ خِبْرَتِه بالشُّئونِ المالِيَّةِ قد دَفَعَا به إلى الاستدانةِ، وحين عَجَزَ عن تسديدِ ديونِه تعرَّضَ للتَدَخُّلِ الأجنبيِّ الذّي ما لَبِثَ أن فرضَ رقابةً على مالِيَّتِه وإدارتهِ مِمَّا أدى إلى اشتعالِ الحركةِ الوطنيّةِ التي تحالَفَ معها لاسترجاعِ سُلْطَتِه.

ولكنَّ إِنْجِلْتِرَا وفَرَنْسَا اللَّتيْن كانتْ لهُمَا أطماعٌ في مصـرَ لم ترضَيَا بتحدِّى إِسماعيلَ وطلبَتَا من السلطانِ العثمانِّي – صاحب السِّيادةِ على مصـرَ- أن يَخْلَعَهُ، وتحقَّق طلبُهُما هذا في يونيو 1879. ثم طلبَتَا منه أن يبارحَ مصـرَ، فتوجَّه إلى إيطاليا حيثُ عاشَ فترةً في المَنْفَى، ثمَّ رحلَ إلى إسطنبول عاصمةِ الدَّولةِ العُثْمَانِيَّةِ حيثُ أمـضَى ما تَبَقَّى من حياتهِ.