نبذة عن حياة الرحالة والأديب “ابنُ جُبَيْر”
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الأديب ابن جبير شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
ابنُ جُبَيْر رحالةٌ وأديبٌ أندلسـي، وُلد في مدينة بَلَنْسِية بشـرق الأندلس سنة 540هـ، وتلقَّى العلمَ في مدينة شاطبة المجاورة لبلنسية حيث كان يعمل أبوه، ثم واصل دراستَه في مدينة غرناطة، وعمِلَ كاتباً لدى أميرها.
قام ابنُ جبير برحلات ثلاث، وكتب مشاهداتِه في كتابٍ سمّاه "تَذْكِرَةٌ بالأخبار عن اتفاقات الأسفار" المعروف برحلة ابن جبير.
وقام ابنُ جبير برحلته الأولى قاصداً تأديةَ فريضة الحج، وغادر غرناطة في 19 شوال سنة 578 هـ متجهاً إلى مدينة "طريف" جنوب الأندلس، ومنها إلى مدينة "سَبْتَة" في المغرب.
وبعد عدة وَقَفَات في جزر البليار وسَرْدينيا وصَقَلّية وكريت، استغرقَتْ شهراً استقر به المَقَامُ في مدينة الإسكندرية في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي امتدحه ابنُ جبير.
زار ابنُ جبير الإسكندريةَ، ووصف آثارَها ومساجدَها ومدارسَها ومنارَتها، ثم انتقل إلى القاهرة وزار معالمَها.
ثم واصل طريقَه إلى الحج عن طريق مدينة "قوص" في الوجه القبلي جنوب مصر، ومنها اتجه شرقاً إلى ثغر "عيذاب" المطلِ على البحر الأحمر، حيث يتجمعُ الحجاج والتجارُ بدلاً من مدينة السُّوَيْس التي كانت مهددةً بالخطر الصليبي.
وواصل ابنُ جبير رحلتَه إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة وزيارة المسجد الحرام، وتأدية مناسك الحج، كما زار المدينةَ المنورة. وقد وصف كلَّ ذلك وصفاً تفصيلياً دقيقاً.
وفي عودة ابن جبير قصد مدينةَ الكوفة، ووصل إلى بغداد ووصف معالمها، كما انتقل إلى الموصل.
وعبر بلادَ الشام حيث زار حلب ودمشق، ووصف مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية في مختلف مدن الشام وأشار إلى التعايش بين المسلمين والصليبيين في المنطقة على الرغم من حالة الحرب القائمة بينهما.
وبعد زيارته للشام، رَكِبَ ابنُ جبير سفينةً إيطالية من ثغر عكا عائداً إلى وطنه، "الأندلس" في 10 رجب 580هـ، ومرَ بجزيرة صقلية متجهاً إلى قرطاجنة في جنوب شرق أسبانيا، ودخل غرناطة في 22 محرم سنة 581هـ بعد غيابٍ دام سنتين وثلاثةَ أشهر.
أما الرحلةُ الثانية التي قام بها ابنُ جبير إلى المشرق الإسلامي فقد استغرقَتْ سنتين وعِدَّةَ. أشهر (585 – 587هـ) وكانت بعد فتح بيتِ المقدس على يد صلاح الدين الأيوبي (583هـ) ولم يَذْكُرْ عن هذه الرحلَةِ شيئاً في كتابه.
ولم يستقر ابنُ جبير في غرناطة بعد عودته من رحلته الثانية، بل غادرها وانتقل إلى مدينة سَبْتَة في المغرب، وأقام فيها عشرين سنة.
أما رحلتُه الثالثة للمشرق الإسلامي فكانت بعد وفاة زوجته في سبتة فأقام في الإسكندرية زاهداً ومعلماً إلى أن وافتْه المَنِيَّةُ سنة 614هـ.
ويُقالُ إن المقام المعروف اليوم بسيدي جابر في الإسكندرية هو نفس الموضع الذي دُفن فيه، وإن عامّة الناس حرّفت اسمَه من جُبَيْر إلى جابر.
وتَعتبر رحلةُ ابن جبير من أهم ما كُتب في هذا النوع من كتب الرحلات، فهي مذكراتٌ يومية امتازت بالدقة في وصف الأوضاع السياسية والاجتماعية للبلاد التي زارها في طريق الحج.
ولقد نُشِرَتْ رحلةُ ابن جبير بالعربية عدة مرات، كما تُرْجمت إلى لغات أوروبية مختلفة لأهميتها وما تحتويه من معلومات في تاريخ العصر الوسيط.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]