نبذة عن حياة الزعيم البريطاني”ونستون تشرشل”
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ونستون تشرشل شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
ونسْتون تشـرْشل واحد من أبرز زعماء بريطانيا، وكذَلَك من أشَهَر السياسيين في العالم، امتد نشاطه منذ أوائل القرن العشرين وحتى بعد منتصفه.
ولد ونستون في أكفسورد شايَرْ بإنجلترا، لعائلة أرستقراطية غنية، ترجع بعض جذورها إلى القرن السابع عشر.
كان والده، لورد رانْدولف، سياسياً من أعضاء حزب المحافظين، وأمه، جانيت جيروم، أمريكية من نيويورك. وقد تلقَّى تعليمه في مدرسة هارو، ثم تخرّج في كلية سانديرست العسكرية عام 1894.
وقد اكتسب تشـرشل مهارات عاليةً من المهن التي تقلب فيها. فقد بدأ حياته ضابطَ فرسان اشترك في معركة أم درمان بالسودان عام 1898، عندما كانت خاضعة للاستعمار البريطاني.
وكانت هذه أواخر المعارك التي تُستخدم فيها الجياد في الحرب. واشتغل بعد ذلك مراسلاً صحفياً، يرسل تقاريره العسكرية والمدنية إلى الصحف البريطانية.
بدأ تشرشل حياته السياسية وهو لا يزال شاباً يافعاً. ففي عام 1900، وكان يبلغ حنيذاك السادسة والعشرين.
فاز في الانتخابات في حزب المحافظين، وأصبح نائباً في «مجلس العموم»، أي في البرلمان البريطاني، عن دائرة أولدام، في مقاطعة لانكشايَرْ، ثم صار وزيراً للمرة الأولى عام 1905.
حين عيّن وزيراً للدولة لشؤون المستعمرات، ثم قائداً للبحر ية عام 1911، حيث قام بتطوير قدرات السلاح البحري استعداداً للحرب العالمية الأولى التي بدأت تلوح في الأفق.
وقد استقال تشرشل عام 1915، بسبب فشل الحملة التي كان مسؤولاً عنها في مضيق الدردنيل ضد تركيا. وبعد أن شارك في الحرب في فرنسا لأكثر من عام، عُيّن وزيراً.
وبعد الحرب، فقد منصبه في البرلمان بعد هزيمته في الانتخابات العامة عام 1922، لكنه انتخب مرة أخرى للبرلمان عام 1924.
وعين كذلك وزيراً للخزانة من عام 1924 حتى 1929. ولم يُعيَّن تشرشل بعد ذلك في أية مناصب أخرى، لاختلافه مع زعماء حزبه حول بعض السياسات الداخلية والخارجية.
وبعد أن تولَّى هتلر السلطة في ألمانيا، أدرك تشرشل خطورة الموقف، وحذر الحكومةَ والشعبَ البريطاني، ونادى بالاستعداد للحرب.
وفعلاً أعلن هتلر الحرب العالمية الثانية عام 1939، فعُيّن تشرشل مرة أخرى قائداً للبحرية. واستقالت الحكومة البريطانية بعد انتصار هتلر في المعارك الأولى.
وعُيّن تشرشل رئيسا للوزراء، حيث قال قولته المشهورة في البرلمان مخاطباً ممثلي الشعب: «ليس لدّي ما أقدمه لكم سوى الدم والدموع والعرق من أجل إحراز النصر مهما كان الطريق طويلاً وشاقاً».
وقد اشتركت الأحزاب الرئيسية في الدولة ضمن حكومة ائتلافية تحت رئاسته، تعبيراً عن تأييد البرلمان والشعب له في قيادته للحرب.
وكان يقوم بزيارات كثيرة للقوات المحاربة، لتشجيعها، وكذلك زار المصانع والمناطق التي دمرها سلاح الطيران الألماني رافعاً إصبعيه بعلامة النصر، التي كانت حافزاً كبيراً للبريطانيين ولحركات المقاومة الشعبية في أوروبا ضد الاحتلال النازي.
لعل من انجازات تشرشل الكبيرة التي حسمت نتيجة الحرب العالمية الثانية وإحراز النصـر، هو استفادته من أخطاء هتلر، وتكوين اتحاد قوي من الدول ضده، إذْ نادى بتكوين ما أسماه «التحالف الكبير» بين بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي (سابقاً).
وشهدت المرحلة التالية عقد اجتماعات دولية كثيرة مع زعماء العالم آنذاك، وخاصة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، والرئيس السوفيتي جوزيف ستالين.
بعد انتهاء الحرب، تغير مجال نشاطاته. فقد أراد الشعب البريطاني تغيير الوزارة، ففاز حزب العمل البريطاني في الانتخابات العامة، وخسـر حزب المحافظين، وترك تشرشل رئاسة الحكومة.
واستغل تشرشل هذه الفترة في تأليف كتاب عن تاريخ هذه الحرب، وإلقاء المحاضرات في دول مختلفة، وممارسة هوياته القديمة في رسم اللوحات بالزيت، متنقلاً بين جنوب فرنسا وبين مزرعته الخاصة في مقاطعة كنْت بانجلترا.
وفي 1951 فاز حزب المحافظين بالانتخابات العامة مرة أخرى، وعاد تشـرشل إلى رئاسة الوزراء من عام 1951 حتى 1955، حين استقال بسبب شيخوخته.
كما استقال من عضوية البرلمان عام 1964، أي قبل وفاته بعام واحد. وحينذاك نال تكريماً كبيراً من الدولة، بعمل جنازة رسمية له برئاسة الملكة نفسها. ودفن في أكفسورد شاير.
لقد نجح تشـرشل نجاحاً كبيراً في عمله كصحفي، وقائد عسكري، ورجل دولة، وحتى ككاتب أيضاً.
فقد ألَّف عدة كتب، أهمها «الحرب العالمية الثانية»، و«تاريخ الشعوب الناطقة بالإنجليزية». لكنه كعضو في حزب المحافظين، كانت آراؤه استعمارية غير متعاطفة مع مصالح الشعوب الضعيفة.
وعلى الرغم من ذلك، يتفق أصدقاؤه وأعداؤه على السواء على الثناء عليه، لشجاعته وتصميمه. وقد حصل تشرشل على أرفع الأوسمة والنياشين في بريطانيا والدول الأخرى، كما حصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1953.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]