نبذة عن حياة الزعيم المصري “أحمدُ عُرابي”
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المصري أحمد عرابي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
هو الزعيمُ المِصـْريُّ الذي تَصَدَّى للاستبدادِ وللتدخِل الأجنبي في بلادِهِ وتَزَعَّمَ الثورةَ المِصرية المعروفةَ باسمِه والتي نَشِبَتْ عام 1881م.
وقد نشأ عُرابي في الريفِ المصري في قرية "هرية رزنة" تَلَقَّى فيها بعض التعليم الدِّينيِّ ثم التحق بالجامع الأزهر ثم انخرط في سِلْكِ الجُّندية وتَرَقَّى إلى رُتبة ضابط.
بمعنى أنه لم يلتحق بالدِّراسات العسكرية. وقد تَنَبَّهَ خلالَ خِدْمَته العسكرية إلى التفرقةِ في صفوفِ الجيش بين المصـريين وبين الأتراك والشـراكسة الذين كانوا يشغلون الوظائفَ العُلْيا في الجَيْشِ ويحتقرون المصـريين أبناءَ البلاد ويعاملونهم معاملةً سيئةً.
وقد استاء عُرابي من هذه المعاملة وانخرط في سِلْك الحَرَكَةِ الوطنية المصـرية التي هدفت إلى تحرير البلاد من الاستبداد والتفرقة ومن التداخل الأجنبي في شؤونها بحجَّةِ الديون التي كان قد اقترضها حاكم البلاد محمدُ سعيد باشا (1854-1863م) واسماعيل باشا (1863- 1879م).
وقد بدأ اسمُ عرابي يُبْرُز في مصـر في أوائل عام 1881م حين تقدَّم هو وزميلاه عبدُ العال حلمي وعلي فهمي بعريضة إلى الخديوي محمد توفيق طالبوا فيها بإقالةِ وزير الحربية الشـركسـيِّ عُثمان رفقي الذي كان يعامِلُ الضبَّاطَ المصـريين معاملةً سيئة.
وبدلاً من فحص الشكوى تقرَّرَ تقديمُ عرابي وزميليْه إلى محكمةٍ عسكرية، إلاَّ أن وحداتِ الجيش المواليةَ لعرابي أطلَقتْ سراحَهُ وسارتْ في مظاهرةٍ طالبتْ بإقالة رفقي وتعيين محمود سامي البارودي وهو من رجالِ الحركةِ الوطنية- بدلاً منه.
وقد أُرغم الخديوي توفيق على تلبية مطالب الجيش ولو أنه قرَّر الانتقامَ من زعماء زعماءِ الحركة. لهذا أَعَدَّ عُرابي العُدَّةَ لمظاهرةٍ وطنية يشتركُ فيها أعيانُ البلاد وقادتُها ويؤازرها الجيشُ.
وكانت أهمُّ مطالب رجالِ هذه الحركة الشاملة هي إقالةَ الوزارةِ القائمةِ وإقامةَ حياةٍ نيابية في البلاد.
وأمام مَقرِّ الخديوي "قصـر عابدين" خاطب عُرابي الخديوي قائلا: "لقد خَلَقَنَا اللَّهُ أحراراً ولم يَخْلُقْنا تُراثاً أو عقارا- فوالله الذي لا إله إلا هو لَنْ نُوَرث ولن نُسْتَعبدَ بعدَ اليوم". وأُرغم الخديوي مرةً أخرى على الرضوخ لمطالب الحركة الوطنية.
ولكن التدخَّل الأجنبيَّ عرقل مسيرةَ الثورة فاشتدَّ الموقفُ في البلاد، واستَغَلَّتْ بريطانيا الفرصةَ فاحتلَّتْ مصـر في سبتمبر 1882م.
وحُكِمَ على عُرابي ورفاقه بالنفْيِ إلى جزيرةِ سيلان وهناك أمضـى ما يقربُ من عشرينَ عاماً إلى أن سُمح له بالعودة إلى مصـر بعد أن ضاع بصرُه وتَهَدَّمَتْ صحتُّه، فلم يلبثْ أن تُوفي عام 1911م.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]