نبذة عن حياة السيدة “وليمين”
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
السيدة وليمين شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
هذه قصة مصنع ظل يعمل مدة سبعين عاما تحت إدارة ثلاثة أجيال من النساء الهولنديات هن: "جوهانا Johanna" من 1922 إلى 1956، و "وليمين Willemine" من 1949 إلى 1989، واليوم "جوهانا الثانية".
وهو ليس مكانا تستخدم فيه إبر التطريز لتكشكش الأثواب وتصنع لها أهدابا، لكنه مكان تعمل فيه الماكينات الثقيلة لصناعة المواد المعدنية والبلاستيكية، فهذا المصنع ينتج قطع الغيار اللازمة لصانعي الدراجات.
والسيدة "وليمين"، إحدى النساء الثلاث، يمكن أن نطلق عليها لقب مخترعة. وهذه السيدة مليئة بالحيوية، وحب الرياضة، كما تتميز بوجهها النحيل وعينيها الخضراوين اللتين تشع منهما الحياة.
ولقد قمت بزيارتها في مصنع De Woerd، الذي يعمل فيه نحو 45 شخصا، ويقع في مدينة Braneveld، حيث توجد الحقول، المحاطة بالأشجار، فيما يشبه سجادة خضراء تبلغ مساحتها 4000 مترا مربعا.
وتقول السيدة "وليمين" : "إنني لم أستسلم أبدا، فعلى الرغم من مرور سنين طويلة، ظللت مرتبطة باختراعي وهو "غطاء جنزير chaincase" للدراجة!!
وكنا أول من يستخدم البلاستيك، حتى إنه في بداية الإنتاج، لم يصدقنا أي من المتعاملين معنا. "وقد سألت "وليمين": "هل لك أن تخبريني عن أمك وابنتك، "جوهانا الثانية". وأن تحكي لي شيئا عن عائلتك؟".
"ليس لى أب، وأعني بذلك أن والدي قد توفي قبل أسبوعين من ولادتي في عام 1922. وهو في السادسة والعشرين من عمره.
وقد ترك أمي بمفردها مسؤولة عن طفلة رضيعة هي أنا، وأخي الأكبر، والمنزل، بالإضافة إلى المصنع. وكان عليها أن تكون أربعة أشخاص في واحد، أي سيدة أعمال، وربة بيت، وأما، وأبا معا.
ولقد كانت أمي امرأة قوية، وعلى درجة عالية من الحساسية. وكانت تحب السلام والحرية، ولا تطيق الظلم. وعندما اندلعت الحرب وقفت تساعد المقاومة الهولندية".
وأرتني "وليمين" صورة التقطت في عام 1951: يرى فيها الأمير "برنارد"، أمير هولندا، وهو يسلم وساما عسكريا- هو وسام الأسد البرونزى- إلى "جوهانا فإن دير ويورد".
"قد يستغرق الأمر ساعات كي أخبرك عما حدث في أثناء الحرب. فقد لعب مصنعنا دورا في المقاومة، حيث كنا نخفي أجهزة اللاسلكي، ورجال المقاومة خلف الآلات والصناديق.
وكنا ننتج حقائب خاصة بالدراجات، ذات جيوب سرية لاخفاء الأسلحة وكوبونات الطعام. وكانت المقاومة تطلق على مصنعنا اسما حركيا هو "جنزير"|.
منتجنا من أغطية جنازير الدراجات كان يحمل اسما حركيا، وكانت المقاومة تطلق على هذا المنتج جنزير "De Ketting".
ولم يكن سهلا على السيدة "فان دير ويورد" أن تبدأ العمل التجاري مرة ثانية في وقت السلم.
فكانت المواد الخام نادرة، والناس يعانون من فقر مدقع، ومع أن الدراجة تعد "ضرورة" في هولندا، إلا أنه بدا من الإسراف، في ذلك الوقت، إضافة غطاء جنزير للدراجة.
((وحين هاجر أخي إلى كندا، أصبحت أنا وأمي وحدنا المسؤولتين عن المصنع. وكم كنت محظوظة أن رزقني الله بزوج عاونني كثيرا!! مع أنه كان يملك مصنعا لغذاء الماشية.))
"وفي أثناء العام الأول، قمت بأعمال مكتبية، ولكن هذا لم يكن العمل الذي أتوق اليه حقا. فالعمل الفني هو دائما ما كان يثير اهتمامي".
ولم يخف سر في ميكانيكا الدراجات عن السيدة "وليمين". لأنها ظلت تعمل لسنوات في صناعة أغطية الجنازير، وتحسن من نوعيتها وتجرب طرق ووسائل وتصميمات وخامات جديدة.
"وحتى السبعينيات، كانت أغطية الجنازير تصنع من "Oilcloth" (مشمع)، وهو اختراع انجليزي يعود إلى عام 1880. واستطعنا أن نسبق وقتنا بعشر سنوات. كنا أول من استبدل بالمشمع علبة مصنوعة من البلاستيك في العالم.
وبينما كانت أغطية الجنازير القديمة المصنوعة من المشمع تحتاج إلى عمل يدوي مكثف، بسبب ما تحتاجه من خياطة ونظام تركيب مضن إلى حد ما، كانت علبنا المصنوعة من البلاستيك يتم صناعتها دفعة واحدة بواسطة ماكينة".
وتركز مخترعتنا على أن علبة الجنزير البلاستيكية لم تكن اختراعا صرفا لها بمفردها؛ فقد قامت بصنعها وتطويرها بالتعاون مع الفني Willem Gerritse" وليم جيرتس".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]