نبذة عن حياة الشاعر “أبو القاسم الشّابي”
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الشاعر أبو القاسم الشابي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
عَبَرَ الشاعرُ الحياةَ سريعاً فقد وُلِدَ في تونس عام 1909م، ومات في عام 1934م، وعلى الرّغم من ذلك فقد كان على رأس المجدِّدين، وفي مقدمة الذين قالوا شعراً خالداً، سيبقى دائماً غذاءً للرُّح العربية.
لقد حفظ القرآن الكريمَ في التاسعة، وتعلم على يد والده الذي كان قاضياً شرعياً.
وعندما بلغ الثانيةَ عَشْرَةَ التحق "بالكلية الزيتونية" في العاصمة تونس، وغادرها عام 1928م وفي يده أعلى شهادة تُعطيها، وتُسمَّى "شهادة التَّطوْيع"، ثم التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج فيها عام 1930م.
وفي فترة التلعيم هذه عَرَف كيف يصلُ إلى ينابيعِ التراث العربي، فكانت له قراءاتٌ في كتب: الأغاني، ونَفْح الطّيب، وصُبْح الأعْشـى، و الكاملوالعمدة، والْثل السائر، وكانت قراءاته المتعددة في دواوين الشعر.
وقد أُعْجِب منها على وجه خاص بدواوين ابن الروميّ، و أبي العلاء المْعرِّي، و ابن الفارض.
وفي الوقت نفسه وجد طريقاً إلى معرفة "المهْجِريِّن" في أمريكا، وأنصار جماعة "أبولو" في مصـر، وإلى بعض الجماعات ذات الفعالية في وطنه "كجمعية الشبان المسلمين". و"النادي الأدبي" و"نادي الطلاب".
وقد حَزِنَ كثيراً لموت والده الذي كان يحملُ عنه همومَه، وهمومَ أسرته، ثم اشتد حزنه حين أصيب بمرض القلْب. وحين نصحه أطباؤه بالحياة فيا لمناطق الجبلية، والقرب من الطَّبيعة، عرف كيف يحوِّلُ أحزانَه والحياةَ من حوله إلى شعر.
وبالإضافة إلى هذين الحُزنَيْن عرف حزناً ثالثاً على الوطن، ذلك لأن بلادَه كانت تحتلُّها فرنسا، ومِنْ كلِّ هذا نُحِسُّ في شعره الكثيرَ من الحزن والألم.
وعلى الرَّغم من ذلك عرف كيف يُعبرّ في لُغة نقيّة، وفي تدفقٍ مُشْرقٍ عن عدد من القضايا التي أحبَّها، ويجيءُ في مقدمتها حبهُ لعالَم الطفولة فقد عَبَّر عنه في العديد من قصائده، على نحو ما نعرفُ مثلاً من قصيدة "الجنَّة الضائعة" التي يُصوَّر فيها مرحَ الأطفال، وحيويّتَهُم، وحبَّهم للحياة.
وفي الوقتِ نفسِه أحبّ الطبيعةَ مِنْ حولِه، وعبَّر عنها بلوحات شعرية جميلة. وأحب الحبّ في العديد من صورة وبخاصةِ في المرأة. وقد كتب ما يقال إنه أجملُ قصيدة قِيلَت في الشعر العربي في الحب، وهي القصيدة التي عنوانها "صلواتٌ في هَيْكل الحب" والتي تبدأ بقوله:
عذبْة أَنْتِ كالطُّفُولة كالأحلامِ
كاللحن، كالصباح الجديدِ
كالسّماءِ الضّحوك، كالليلةِ القَمْراءِ
كالوَرْدِ، كابتسامِ الوليدِ
وعلى الرّغمِ من أن نَبرةَ الحزن كانتْ تشيعُ في شعره، ومن أن الحياةَ قد قَسَتْ عليه في عُمْرِه القْصير، إلّا أنه عَرَف كيف يقاوم هذا الحْزنَ، وكيف يدعو النّاسَ إلى مقاومتِه، فيقول عن نفسه:
سأعيشُ رغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ
كالنَّسـْرِ فوق القمَّة الشَمَّاءِ
ويقول لكل النسا في العالم:
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياةَ
فلا بدَّ أن يستجيبَ الْقدَرْ
ولا بدَ لليلِ أن يَنْجلي
ولا بُدَّ للقيْدِ أن يَنْكَسِرْ !
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]