نبذة عن حياة الشاعر الكويتي “عَبْدُ اللهِ سِنَان”
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الشاعر عبدالله سنان شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
عَبْدُ اللهِ سِنَانُ هُوَ أَحَدُ شُعَراءِ الكُوَيْتِ المَعْروفِينَ، وهُوَ شَاعِرٌ مطبوعٌ موهوبٌ.
ولد في مِنْطَقَةِ «فريج» سَعود في مِنْطَقَةِ القِبْلَة بالكُوَيْتِ عام 1335هـ: 1917م. بَدَأَ تَعليمَه في الكُتَّابِ والمدارِسِ الأَهْلِيَّةِ الّتي كانَتْ مُنْتَشِرَةً بالكويْتِ حينَذَاك، حيثُ تَعَلَّمَ في مَدْرَسَةِ حَمَادة ومَدْرَسَةِ العَنْجَرِيّ، ثم الْتَحَقَ بَعْدَ ذَلِكَ بالمَدْرَسَةِ الأَحْمَدِيَّةِ.
وعَمِلَ المُرَبِّي الأستاذُ عَبْدُ اللهِ سِنَانُ في التَّدريسِ بَعْدَ تخَرُّجِهِ من المَدْرَسَةِ الأَحْمدِيَّةِ، حيثُ عَمِلَ مُدَرِّسًا بِمَدْرَسَةِ أستاذِهِ الشَّيْخِ عبد العزيزِ حَمَادَة، كما عَمِلَ مُدَرِّسًا عندَ المُلاَّ مُحَمَّدٍ العَلِيِّ بديوانِ حَمودِ دُعْيجٍ السَّلْمانِ.
ثمَّ عَمِلَ الأستاذُ عَبْدُ اللهِ مُدَرِّسًا بإحدَى مدارِسِ مِنْطَقَةِ حَوَلِّي، وكانَتْ تَشْغَلُ بيتًا أَجَّرَتْه الحكومةُ لهذَا الغَرَضِ، ولم يَكُنْ بالمَدْرَسَةِ غَيْرُهُ، فكانَ النَّاظِرَ والوَكيلَ والمُدَرِّسَ!
كذلِكَ عَمِلَ عَبْدُ اللهِ سِنَانُ في عِدَّةِ مجالاتٍ أُخْرَى غيرِ مِهْنَةِ التَّدريسِ، فقد عَمِلَ كاتِبَ حساباتٍ عِنْدَ يُوسُف الصَّقْرِ في إدارَة التَّموينِ لمُكافَحَةِ الغَلاءِ والإشرافِ علَى توزيعِ الموادِّ الغذائِيَّةِ علَى المُواطنينَ.
كما سافَرَ إلَى جنوبِ الهِنْد لِيَعْمَلَ مُحاسِبًا لَدَى التُّجَّارِ الكُوَيتيِّينَ، لكنَّه لَمْ يَتَحَمَّلْ غُرْبَةَ الوَطَنِ، ورَجَع بَعْدَ أَرْبَعِ سنواتٍ إلَى الكُوَيْتِ، لِيَعْمَلَ بوزارَةِ الصِّحَّةِ في وظيفةٍ إدارِيَّةٍ، ثم نُقِلَ إلَى إدارَةِ الأَوْقافِ مُتَدرِّجًا في عِدَّةِ مناصِبَ حتَّى عُيّنَ مديرًا لإدارَةِ الشُّؤونِ الإدارِيَّةِ، حتَّى سنةِ 1969، وعندها طَلَبَ إِحالَتَه للتَّقاعُدِ، وافْتَتَح مَكْتَبَةً خاصَّةً بهِ لِبَيْع الكُتُبِ والقِرْطاسِيَّةِ.
وكانَ الشّاعِرُ عَبْدُ اللهِ سِنَانِ – رَحِمَهُ اللهُ – أَحَدَ مُؤَسِّسِـي رابِطَةِ الأُدَباءِ بالكُوَيْتِ، وأَحَدَ أَعْضائِها البارزينَ؛ وقَدْ مَثَّلَها في عِدَّةِ مُؤْتَمَرَاتٍ أَدَبِيَّةٍ علَى المستويَيْنِ العَرَبِيِّ والعالَمِيِّ.
وكانَ إلَى جانِبِ ذلك كله شاعرًا غزيرَ الإنتاجِ، وقَدْ صَدَرَتْ له عدَّةٌ دواوين، مِنْها: «نَفَحات الخليجِ» (1964م)، و«البَواكير» (1983م)، ثُمَّ دواوينُ «الله والوطن»، و«الإنسان»، و«الشعر الضاحك»، ومسرحية «عُمَر وسَمَر».
لَقَدْ اَخَذَ الشَّاعِرُ والمربِّي عَبْدُ اللهِ سِنَان يجوسُ في بيئَتِهِ الاجْتِماعِيَّةِ، يقودُه إحساسٌ يقينيٌّ بِحَتْمِيَّةِ التَّغييرِ، وضرورَتِهِ المُلِحَّةِ؛ إِحساسٌ يَجْعَلُ الشاعِرَ يَقِفُ علَى مظاهِرِ السَّلْبِيَّةِ والتَّخَلُّفِ، ثمَّ دَواعي تَفَشِّي هَذِه المظاهِرِ في المُجْتَمَع. كلُّ ذَلِكَ لِيَتَمَكَّنَ مِنْ طَرْحِها في شِعْرِه طَرْحًا مُؤَثِّرًا لافتًا للأنظار.
ولَمْ يَقِفْ الشَّاعِرُ عِنْدَ حدودِ ما تُفْرِزُه مظاهرُ السَّلْبِيَّةِ من أَضْرارَ، بلْ تجاوَزَ ذَلِكَ كُلَّه في التركيزِ علَى الدَّعْوَةِ الإصْلاحِيَّةِ، وبِخاصَّةٍ الدُّسْتُورُ، عُنْوانُ الانتقالِ الاجْتماعِيِّ من مَرْحَلَةٍ حضارِيَّةٍ إلَى مَرْحَلَةٍ أُخْرَى تَتَقَدَّم عَلَيْها. يقولُ الشاعِرُ مُخاطِبًا الدُّسْتورَ:
تَفَرَّعَتْ مِنْك أَحْكامٌ وأَنْظِمَةٌ
وَفْقَ الحَنيفِيَّةِ السَّمحاءِ تُعْتَبَرُ
تَجرِي الأَمورُ علَى النَّهْجِ الصَّحيحِ فَمَا
جَارَتْ عَنْ الحَقِّ أَمْ حَلَّتْ بِها الغِيَرُ
قِوامُكَ العَدْلُ لا زَيْغٌ ولا خَطَلٌ
ولا انْحرافٌ ولا مَيْلٌ ولا ضَرَرُ
تَعَهَّدَتْك رِجالاتٌ مُكَلِّفَةٌ
فَأَخْرَجَتْك وفي مَضْمونِكَ الدُّرَرُ
عَلَيْكَ للوطَنِ العالِي مُعَوَّلُنا
وينضوِي في حِماكَ البَدْوُ والحَضَرُ
وعِنْدَما جاءَتْ الأمورُ وَفْقَ هَوَى الشَّاعِرِ ورَغْبَتِه، وعادَ الدُّسْتورُ إلَى أُفُقِ الحَياة السِّياسِيَّةِ والاجْتماعِيَّةِ في البِلادِ، بَعْدَ فَتْرَةِ انتظارٍ وتَرَقُّبِ، قالَ:
عامٌ تَقَضَّى، ولَمْ يعلق لنا أملٌ
وكُلُّنا بَعْدَ هذا العامِ نَنْتَظِرُ
حَتَّى طَلَعَتَ طلوعَ البَدْرِ في غَسَقٍ
في دِفَّتَيْكَ لَنا الآمالُ والوَطَرُ
وقَدْ انْتَقَلَ عَبْدُ اللهِ سِنَان إلَى جِوار رَبِّه عام 1405هـ (1984م)، رَحِمَ الله ذلِكَ المُرَبِّيَ الفَاضِلَ، الّذي عاشَ حياتَه مُرَبِّيًا وإدارِيًّا وشاعِرًا ومُصْلِحًا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]