نبذة عن حياة الشاعر “حافظ إبراهيم”
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الشاعر حافظ إبراهيم شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
حافظُ إبراهيم فهمي، الذي لقب بشاعر النيل، وُلِد بصَعيد مصر، كان أبوه مهندساً وأمه تركية. مات والدُه وهو في سن الرابعةِ، فَقضَى حياة مُضْطرِبة في كفالة خاله الذي أدخله المدرسة، ولكنه لم يكن راغباً في العلم
واكتفى منه بقراءة دواوين الشعر، ودخل بعده المدرسة الحربية في القاهرة، وعُيِّن ضابطا في السودان.
واشترك مع بعض زملائه في حركة تَمرُّد على القوات الإنجليزية، وأحيل إلى الاستيداع، وعاد إلى القاهرة وبقي فيها دون عمل حتى عُيِّن موظفا بدار الكتب المصرية.
وقد اتصل حافظ إبراهيم بكثير من الزعماء في ميادين السياسة والفِكْر والاجتماع وبخاصة الشيخ محمد عبده وقاسم أمين وسعد زغلول، ومحمود سامي البارودي.
ويعد حافظ إبراهيم أحد شعراء النهضة الأدبية التي تَأَسَّست في مدرسة محمود سامي البارودي. اهتم بالصياغة الشعرية، وجَزالة اللغة، وأضاف لهما الحِسَّ الشعبي وآلام الطبقات الفقيرة.
كذلك شارك حافظ إبراهيم مشاركة قوية في الأحداث السياسية، الشعبية، معبرا عن مشاعر الطبقات الفقيرة، كما غَلَب على شعره الجانب السياسي والاجتماعي.
انظر إلى حماسته ودعوته للجهاد:
إنا جَمَعْنا للجهاد صُفوفَنا سنموت أو نحيا ونحن كِرام
وامتلأت قصائد حافظ إبراهيم بالنقد الاجتماعي والدعوة إلى الإصلاح الدين ومهاجمة الانجليز، وتأكيد قيمة العلم والحرية والنهضة، وَرَبْط الناس بالمجْد العربي الإسلامي.
وقال في حفل يدعو فيه إلى تأييد ودَعْمِ إنشاء الجامعة المصرية (عام 1908):
حياكم الله أحْيو العلم والأدبا لا حياة لكم إلا بجامعة
إن تنشروا العلم يَنْشُر فيكمُ العُرْبا تكون إمَّا لطلاب العلا وأبا
وهو يعني بقوله: ينشر فيك العربا، أي يبعث فيكم مجد العرب القديم.
وكان حافظ إبراهيم وطنيا معتزا بِبَلَده:
وقف الخَلْق ينظرون جميعا كيف أَبْني قواعد المجد وَحْدي
وبناةُ الأهرام في سالف الدَّهْر كَفَوْني الكلام عند التَّحَدِّي
أنا تاج العَلاء في مَفْرَق الشرق ودُرَّاته فرائد عقدي
أي شيء في الغرب قد بهر الناس جمالاً ولم يكن منه عندي
وطبع ديوان حافظ إبراهيم في ثلاثة أجزاء صغيرة (1901 – 1922) وهو يَضُم أكثر من خمسة آلاف بيت شعر.
وكان شعره مرتبطا بالمناسبات سواءًأ كان مدحاً أم رثاء أم وصفاً.
وكان شعر حافظ إبراهيم مرآة لعصره وتسجيلاً لتاريخ مصر الوطني، وكان طَيِّب القلب، لم يُحَوِّلْه البؤس عن رغبته في عمل الخير والعدل.
وكانت قضايا المرأة العربية لها جانب كبير في شعره، ومن أهم ما قال فيها:
الأم مدرسةٌ إذا أعْدَدْتها أعددت شعبا طيب الأعْراق
كما كتب أيضا للطفل الفقير اليتيم الذي لم يجد من يرعاه ويعطف عليه ويمنحه فرص التعليم لكي يُصبِح فرداً يساهم في العطاء للوطن وللآخرين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]