نبذة عن حياة الشاعر والمسرحي”وليم شكسبير”
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
وليم شكسبير شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
وِلْيَمْ شِكْسِبِير شاعِرٌ ومَسْرَحِيٌّ إنْجلِيزِيٌّ، وهو مِنْ أَشْهَر المسْرَحِيِّينَ الّذينَ عَرَفَهُم العَالَم. وُلِدَ لأَبَوَيْنِ من الطَّبَقَةِ الوُسْطَى في بَلْدَةٍ صَغيرَةٍ تُسَمَّى ستْراتْفُورْد – أَبُونْ – آفون. وكانَ وِلْيَمْ الثَّالِثَ بَيْنَ ثمانِيَةِ أَطْفالٍ في عائِلَتِهِ.
وكانَتْ عائِلَةُ شِكْسِبِيرِ ذاتَ مكانَةٍ مَرْموقَةٍ في المَدينَةِ، فَقَدْ اختيرَ والِدُهُ عُضْوًا في المَجلِسِ التَّشْرِيعِيِّ للبَلْدَةِ، وانْتُخِبَ بعد ثلاثِ سَنَواتٍ رئيسًا للمَجْلِس البَلَدِيِّ، وتَقَلَّدَ بَعْدَ ذَلِكَ عِدَّةَ مناصِبَ في ستْراتْفورْد.
تَزَوَّج وِلْيَم شِكْسِبِيرِ مِنْ هاثاواي عامَ 1582 وأنْجَبَ مِنْها بنتين ووَلَدًا. عَمِلَ شِكْسِبِيرِ في فِرْقَةٍ مَسْرَحِيَّةٍ تُدْعَى «رِجالَ اللُّورْدْ تْشامْبرلِين» عام 1594.
وكَتَبَ قَصائِدَهُ الأُولَى عامَ 1593، وأَحْرَزَتْ نجاحًا كبيرًا، ولَكِنَّ هذا النَّجَاحَ لَمْ يُغْرِ الكاتِبَ بالتَّخَلِّي عَنْ الكِتابَةِ المَسْرَحِيَّةِ. وكانَ شِكْسِبِير من الكُتَّابِ القَلائِلِ في العَصْرِ الإليزَابِيثِيَّ الذين امْتَهَنُوا الكِتَابَةَ المَسْرَحِيَّةَ.
كَتَبَ شِكْسِبِير 37 مَسْرَحِيةً، واتَّفَقَ النُّقَّادُ علَى تَصْنيفِ أعْمالِهِ إلى ثَلاثَةِ صُنوفٍ مَسْرَحِيَّةٍ، هيَ: المَلْهَاةُ (الكومِيدْيا)، والمَأْسَاةُ (التِراجِيدْيا)، والمَسْرَحِيَّةُ التَّاريخِيَّةُ.
ومَعَ نِهايَةِ القَرْنِ السَّادِسَ عَشَرَ الميلادِيِّ أَصْبَحَ شِكْسِبِيرُ مشهورًا جدًّا، وصارَ رَجَلَ أَعْمَالٍ ثَرِيًّا، إضَافَةً إلى كَوْنِهِ كاتِبًا مَرْموقًا. وفي عامِ 1597 اشْترَى شِكْسِبِيرُ أَحَدَ أَكْبَرِ بَيْتَيْنِ في سْتراتْفُورْد.
تَمَلَّكَ شِكْسِبِيرُ وسِتَّةٌ مِنْ رِفاقِهِ عامَ 1599 مَسْرَح جُلوبْ. وهو من أَكْبَرِ مَسارِحِ مِنْطَقَةِ لَنْدَنَ، إِذْ يَتَّسِعُ لثَلاثَةِ آلافِ مُتَفَرِّجٍ. وفي عام 1603 أَصْدَرَ المَلِكُ جِيمْس الأَوَّلُ مَرسومًا مَلَكيًّا يَسْمَحُ لشِكْسِبِير ورِفاقِهِ بِتَسْمِيَةِ فِرْقَتِهِمْ «فِرْقَةَ رِجالِ المَلِكَ».
ومُقَابِلَ هذه المِنْحَةِ قَدَّمَتْ الفِرْقَةُ العُروضَ بِشَكلٍ مُنْتَظِمٍ في البِلادِ للتَرْويحِ عَنْ المَلِكِ. وحَقَّقَتْ فِرْقَةُ رِجالِ المَلِكِ نَجاحًا مُنْقَطِعَ النَّظيرِ، وصَارَتْ الفِرْقَةَ المَسْرَحِيَّةَ الأُولَى في لَنْدَنَ.
كانَتْ الفَتْرَةُ ما بَيْنَ عَامَيْ 1599 و1608 فَتْرَةَ نَشاطٍ أَدَبِيٍّ اسْتِثْنائِيٍّ بالنِّسْبَةِ لِشِكْسِبِيرَ فَكَتَبَ العَديدَ مِنَ المَسْرَحِيَّاتِ الكُومِيدِيَّةِ والتِرَاجِيدِيَّةِ.
وتَتَضَمَّنُ قَائِمَةُ الرَّوائِع الّتي كَتَبَها في تِلْكَ الفَتْرَةِ مَسْرَحِيَّاتِ: «ضَجَّة حَوْلَ لاَ شَيْء»، و«اللَّيْلَةُ الثانيةُ عَشْرَةَ»، و«هِنْري الخَامِس»، و«مَأْسَاةُ أنْطونِي وكِيلوبَاتْرَا»، و«هَامْلِتْ»، و«يولْيوسْ قَيْصَر»، و«المَلِك لِير»، و«ماكْبِثْ» و«عُطَيْل».
وفي عَامِ 1609 قَامَ نَاشِرٌ مِنْ لَنْدَنَ يُدْعَى تُومَاسْ ثُورْبْ بِنَشْرِ كتابٍ بعُنْوانِ «سونِيتَات شِكْسِبِير».
ويَحْتوي الكتابُ علَى مِئةٍ وخَمْسِينَ قَصيدَةً كَتَبَها شِكْسِبِيرُ خِلالَ حَياتِه، وكانَتْ مَقْطُوعَاتٍ مِنْ أَرْوَعِ ما كُتِبَ في الأَدَبِ الإنْجلِيزِيِّ.
أمَّا عَن السَّنَواتِ الأَخيرَةِ من حَياةِ شِكْسِبِير، فَقَدْ كَتَبَ خِلالَ السَّنواتِ الثَّمَانِي الأَخيرَةِ أَرْبَعَ مَسْرَحِيَّاتٍ فَقَطْ، هي: «سِيمِبْلين»، و«هِنْري الثَّامِنُ»، و«العاصِفَةُ»، و«حِكَايَةُ الشِّتَاءِ».
ماتَ شِكْسِبِيرُ عامَ 1616، ودُفِنَ دَاخِلَ كَنيسَةِ أبْرَشِيَّةِ ستْراتْفُورْد. وتُوُفِّيَ ابنُهُ هَامْنِتْ عامَ 1596 وهُوَ في الحَادِيَةِ عَشْرَةَ.
أمّا ابْنَتُه سُوزَانَا فكانَتْ لهَا طِفْلَةٌ واحِدَةٌ اسمُها إِليزَبيثْ، وهذهِ لم تُنْجِبْ أطْفالاً، في حِينِ أَنْجَبَتْ جُودِيث ابْنَةُ شِكْسِبِيرَ الثَّانِيَةُ ثَلاثَةَ أَطفالٍ، وتُوُفُّوا قَبلَ مَوتِهَا هِي. أمَّا حَفيدَةُ شِكْسِبِيرَ الوَحيدَةُ الّتي عاشَتْ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فَقَدْ تُوُفِّيَتْ عَام 1670.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]