نبذة عن حياة العالم “أندريه ماري أمبير”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
أندريه ماري أمبير حياة العالم امبير شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
اطرق باب أي شقة، مستأنساً بأهلها ومسلّماً، فماذا أول ما يقابلك على لوحة علقت بالحائط . إنك تجد عداد الكهرباء وقد نقش عليه اسم عالمنا ، اسم أمبير (شكل رقم 162).
نهاية .. قبل البداية!
ألا ما أشد قسوة الإنسان على أخيه الإنسان! . وكانت هذه القسوة في مراحل كثيرة عبر التاريخ أمراً يصعب تصديقه ، وما حكم الإرهاب الذي أعقب الثورة الفرنسية سوى مرحلةً من تلكم المراحل.
حتى سخرت لجنة الأمن العام من تلكم العبارة الثورية الشهيرة "الحرية. الإخاء. المساواة" ، وقطعت المقصلة رؤوس آلاف الناس لأدنى شبهة ولأتفه الأسباب.
وكان أندريه صغيراً رقيقاً لا يرغب مثل كثيرين في مشاهدة مثل تلكم المناظر البشعة، ولكن ما قدِّر يكون . فقد أُجبر وهو في الثامنة عشرة على مشاهدة إعدام أحب الناس إليه .. إعدام أبيه!.
كان الوقع عليه أليما وردالفعل أشد إيلاما. مرض أندريه نفسياً وعقليا، وطوال عامٍ ظل هائماً محزوناً، وكاد العالم أن يفقد عالماً فذاً قبل أن تكون بدايته.
الصدمة الثانية
ولد أندريه في 22 يناير عام 1775 لأحد تجار القنَّب بضواحي ليون في فرنسا ، وكان والده مثقفاً أديبا، فقد بدأ يُطلعه منذ حداثته على المآثر اللاتينية واليونانية .
ولكنه كان واضحاً أن الغلام سيصبح عالماً رياضياً . حيث كان الصغير، وهو لم يتعلم قراءةً بعد أو كتابة، يستطيع أن يحل مسائل حسابية مستعيناً بالحصى. وقد أتقن اللاتينية وهو في الحادية عشرة، كما كان على علمٍ بحساب التفاضل والتكامل.
وبعد أن ارتدَّ إليه رشده من الصدمة التي لقيها بمصرع والده، وجد أنه ينبغي عليه كسب قوته. ما العمل وقد بدَّدت الثورة ثروة الأسرة عن كاملها؟ لا بد من إعطاء دروس خصوصية في الرياضيات وفي اللغة إلى جانب مواصلته دراسته.
وكثرت عليه المشاغل، غير أنها لم تكن لدرجة تلهيه عن الوقوع في غرام فاتنة، "جولي كارون"فتزوجها. ومرَّ على الزواج عام، من أحلى الأعوام، ولما كان العام التالي، عام 1800 رزق الزوجان السعيدان "جون جاك أمبير".
وقد قُدِّر لهذا الابن، الذي لاحت عليه إمارات الذكاء مذ باكورته، أن يصبح كاتباً ومؤرخاً من طرازٍ رفيع، فضلاً عن عضويته بالأكاديمية الفرنسية.
ولكن سعادة أندريه الأب أبت أن تدوم، حيث كانت الصدمة الثانية : ماتت زوجه بعد سنين خمس من الزواج.
ما العمل ثانية ؟ لم يكن الطريق إلى هروبه من هذه الصدمة الجديدة سوى الانغماس كلية في العمل العلمي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]