نبذة عن حياة العالم الجغرافي “البكري”

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العالم الجغرافي البكري شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

البكري هو عبدالله بن عبدالعزيز، كنيته أبو عبيد البكري، عالم عربي أندلسي نبغ في الجغرافيا، في عهد النهضة الأندلسية.

ولد البكري حوالي سنة 1021م، في قصر والده في مدينة ولبه في غرب الأندلس، وكان والده عبدالعزيز يلقب بمعز الدولة، إذ كان من أمراء الطوائف.

وعندما بلغ البكري سن الشباب، وقعت أسرته في محنة الصراعات بين الأمراء، وانتهى الأمر بأن سلم والده مدينته إلى بني عباد ملوك أشبيلية.

وذات يوم غائم من أيام سنة 1051م، ودع معز الدولة مدينة العزيزة ولبه، وخرج في صحبة أهله وولده أبي عبيد، وهم يحملون ما خف من المال، وغلا من المتاع، وانطلق الجميع لاجئين إلى مدينة قرطبة، ليعيشوا في رعاية ملكها محمد بن جهور.

ولم تؤثر محنة الهجرة عن الديار في نفسية البكري، فسرعان ما ظهر نبوغه في قرطبة، فألف الكتب العديدة، ومارس العمل في دواوين ملوك الطوائف.

وفي سنة 1094م توفي البكري في قرطبة، وقد ناهز الخامسة والسبعين من عمره، وقد ارتفع شأنه حتى لقبه بعض الكتاب بذي الوزارتين، يعني صاحب السيف والقلم.

والحقيقة ان البكري جغرافي أصيل، وعالم في الفقه والنبات، كما كان شاعرا، وله مؤلفات مشهورة في كل تلك المعارف.

وفي الجغرافيا اشتهر البكري بكتابين، هما: «معجم ما استعجم» و«المسالك والممالك». والأول قائمة بأسماء موضاع في جزيرة العرب، والثاني في الجغرافية العامة، وهو الأهم.

ولقد تم نشر اجزاء مختلفة من «المسالك والممالك»، منها قطعة في وصف بلاد المغرب (نشرت في الجزائر عام 1857)، وقطعة عن الروس والصقالبة (نشرت في لننجراد عام 1878م).

وكان للكويت نصيبها في نشر قطعتين عن وصف جزيرة العرب، ووصف مصر. والقطعة الخاصة بالمغرب هي أهم القطع، وفيها يتميز البكري باهتمامه بالموضوعات السياسية والتاريخية والاجتماعية والأنثروبولوجية (علم الإنسان)، مما جعل للكتاب أهمية عظيمة عند علماء الغرب الأوروبي.