شخصيّات

نبذة عن حياة العالم “جوزيف طومسون”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العالم جوزيف طومسون شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

بينما كان الأستاذ كوري زوجه ماضيين في تنقيبهما عن عنصر الراديوم، حل أحد أسياد البحث الفيزيقي الحديث مشكلة معقدة تتعلق بجوهر المادة وبنيتها الأساسية، أو شق على الأقل طريقاً جديداً ألقى الضوء الكاشف على ذلك الجوهر وتلك البنية. وكان هذا السيد هو جوزيف جون طومسون. شكل رقم (61).

على أطلال..دالتون!

ولد جوزيف في 18 ديسمبر عام 1856 بجوار مانشستر بإنجلترا.

كان والده يتاجر في الكتب النادرة والقديمة، وهي مهنة الأسرة التقليدية، وكانت الأسرة تتمتع بشيء من الماضي العلمي، لأن أحد أعمام جوزيف كان مشغوفاً بدراسة الجو والنبات.

وكان الصغير قارئاً نهماً، وطالب علم مجد، وشعرت الأسرة أن الهندسة مهنة تلائمه. فأُرسل إلى كلية أوينز جامعة فكتوريا، بمانشستر الآن، وهو في ربيعه الرابع عشر.

ولما توفي والده بعد ذلك بعامين هيأ المحبون السبيل لجوزيف ليتابع دراسته في تلك الكلية عن طريق إعطائه منحة دراسية، كانت توهب تخليداً لذكرى العالم الإنجليزي دالتون صاحب النظرية الذرية القديمة.

 

الرياضيات..في خدمة الطبيعيات

أتم جوزيف دراسته الهندسية وهو في التاسعة عشرة، والتحق مباشرةً بكلية ترينيتي بجامعة كيمبردج، حيث حصل منها على منحة دراسية أخرى.

وكان الأمر المهم بالنسبة لطلاب الرياضيات والعلوم بكيمبردج هو اجتياز امتحان رفيع المستوى يعرف باسم (امتحان التفوق الرياضي).

واستطاع جوزيف اجتيازه بجدارة وبترتيب الثاني وكذلك كان ماكسويل قبل ذلك ببضع سنين، هل تذكر؟.

وكما فعل ماكسويل فعل طومسون بالضبط، إذ صرف مقدرته الرياضية في التعمق في دراسة العلوم الطبيعية النظرية. ولم يكن مجربا خبيرا إذ كان عيياً بأصابعه، ولكنه كان يقدر تماما أن العلوم الطبيعية النظرية لا معنى لها إن لم يكن لها سند تجريبي.

وقد كتب طومسون في عام 1881 مبحثاً علمياً كان رائداً لنظرية آينشتاين، أفصح فيه عن أن الكتلة والطاقة متساويتان.

وكان حينئذ في الرابعة والعشرين من عمره. وعند تخرجه في الجامعة مُنح زمالة كلية الثالوث المقدس، واتجه إلي البحث في معامل كافندش.

 

أنت لها.. يا طومسون

في عام 1884 وفي كيمبردج كان لورد راليه مديراً لمعهد كافندش العلمي ورئيساً لمعامله، كما كان خلفا لماكسويل العظيم في منصب أستاذ الفيزيقا التجريبية.

ولما عزم راليه على الاستقالة طلب إليه أن يقترح له خلفاً في ذلك المنصب العلمي الخطير. ودون تردد أشار إلى ذلك الشاب الألمعي، جوزيف جون طومسون.

ولكن النبأ أحدث لَغَطاً في دوائر العلم، إذ كيف يخلف من كان في الثامنة والعشرين ماكسويل وراليه العظيمين؟!! لم يكن أحد يشك في كفاءة ذلك الفتى، ولكن صغر سنه كان هو محل القيل والقال.

أما اختيار اللورد راليه فقد كان حكيماً حقاً، إذ أن طومسون قد رأس معامل كافندش طوال أربعة وثلاثين عاماً، وقادها لتكون أول معهد علمي في العالم.

ولم يجد عالمنا في معامل كافندش عمل حياته فحسب، وإنما وجد كذلك قلبه! نعم وجد شريكة حياته.. ماال الهوى ورقَّ الفؤاد، وهو وإن لم يكن يؤمن بأن النساء أكفأ ليتعاملن مع العلم إلا أنه تزوج على أية حال في عام 1890، روز باجيت، حسناء ممن كن يحضرن محاضراته، وفي عام 1892 ولدت له ابنهما جورج.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى