نبذة عن حياة العالم “لويس باستير”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم لويس باستير شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
إذا سأل سائلٌ: من مِنَ العلماء كان أثره أظهر في صحة الإنسان وحياته على هذه الأرض؟ فأجبه وأنت واثق: باستير (شكل رقم 116) – أعظم شخصية في تاريخ الطب.
وإذا ما أردف متسائلاً: ولِمَ؟ دعه يستخلص ممَّا يلي ما عنه تساءل.
خائبٌ في الكيمياء… يعد رسالتين للدكتوراه فيها!!
كتب مدرس الطفل لويس يقول عنه: إنه أصغر تلاميذ فصلي وأودعهم وأقل من يرجى منهم خيراً.
ولكن هذا الصغير كان لديه حب استطلاع لا يرتوي، لدرجة أن قال له مدرسه ذات يوم: دعني أذكِّركَ بأن مهمة التلميذ ليست هي إلقاء الأسئلة بل الإجابة عنها.
وكان يتميز ذلك الطفل بميزة نادرة، وهي الصلابة والصبر والجلد. وقد كتب وهو ما يزال في أوائل سِنِيِّ الحلم يقول: إن أهم ثلاث كلمات في القاموس هي : العزيمة والعمل والصبر. إن هذه هي أحجار الأساس الثلاثة التي سوف أبني فوقها هرم نجاحي.
وقد كان أبوه دابغ جلود، ومن ثم كانت رائحة الجلد تجري في دمائه. وبينما كان مريضاً ذات مرة، ويؤرِّقه الشوق إلى موطنه عندما كان يدرس في مدرسة النورمال بباريس، كتب إلى والده يقول: لو أنني استطعت فقط أن أستنشق نسمةً من رائحة المدبغة فمن المؤكد أنني سأشفى لتوِّي!.
وعلى أية حال لم تكن هناك غير خطوة صغيرة بين رائحة المدبغة ورائحة المعمل! وقد عزم لويس على أن يكون كيميائياً، ولكن القرويين في قرية أربوا كانوا يقولون لوالده: إنه لأمر مؤسف حقاً أن يضيع الولد وقته في ذلك العلم عديم الجدوى! ولكن الوالد كانت لديه ثقة في ولده، لذا قال: إنني أعرف أن لويس سيتصرف تصرفاً سليماً.
بيد أن والده نفسه بدأت تساوره الشكوك عندما حصل ابنه على درجة بكالوريوس العلوم وكان تقديره في الكيمياء مقبولاً.
ولكن الأبن سرعان ما طمأنه بقوله: أرجوك يا والدي أن تتمسَّك بالصبر وأن تثق بي، فإنني سأكون أكثر نجاحاً كلما سرت في طريقي.
وشرع في الدراسة لنيل درجة الدكتوراه في الكيمياء. وأخذ يعطي دروساً خاصة لعدد من التلاميذ حتى يستطيع أن يغطي نفقاته.
وأخذ يقنِّن كلاً من لهوه وغذائه نازلاً إلى حد الكفاف حتى يستفيد من دخله بقدر الإمكان.
وكان كثيراً ما يقاسي من عض أنياب الجوع ولكنه كان يتغلب عليه بطريقته الخاصة، وفي ذلك يقول: ولكنني كنت لحسن الحظ عرضة لنوباتٍ كثيرةٍ من الصداع، وهكذا كان يعمل كل من الألمين (الجوع والصداع ) على كسر حدة الآخر!.
ووجد في تلك الفترة وقوداً جديداً يزيد طموحاته اشتعالاً.وكان هذا الوقود يتمثل في محاضرات الكيميائي الشهير دوما، وقد كتب لوالده في هذا الخصوص قائلا: لا يمكنك أن تتصور يا أبي مدى حب الجماهير لهذه المحاضرات. إن مسيو دوماس ليس عالماً فحسب ولكنه شاعر أيضا. إنه يثير حب الاستطلاع لدى مستمعيه كما يلهب حماسهم.
وكتب لويس تحت إشراف دوما رسالتين للدكتوراه بدلاً من واحدة! وعندما وصلت أخبار الرسالتين إلى قريته، احتفل أهلها بهذا النبأ احتفالاً عظيماً.
كما لفتت بحوث لويس انتباه مسيو بووييه أستاذ الطبيعة في جامعة السوربون فزوَّده هذا العالم الشهير بخطاب توصية كان له فعل السحر في فتح أبواب جامعة ستراسبورج أمامه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]