نبذة عن حياة العالم “موفق الدين البغدادي”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم موفق الدين البغدادي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
هو العالم الموسوعي الذي كان له في كل فروع المعرفة الإنسانية باعٌ طويلٌ وباع، وخاصة علم النبات إذ كان فيه بارزاً، والطب فهو أحد رُوَّاده. إنه موفَّق الدِّين البغدادي (شكل رقم 86)…
ابن اللبَّاد
هو الشيخ الإمام الفاضل موفَّق الدِّين أبو محمد عبداللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي أسعد البغدادي المعروف بـ (ابن اللَّباد).
مُوصلي الأصل، بغدادي المولد. نشأ في دار علم، فأبوه من علماء الحديث والقراءات، وعمه من كبار الفقهاء. ظهرت عليه الفطنة والنجابة مذ حداثته.
تتلمذ على ابن الأنباري، وحفظ (أدب الكاتب) لابن قتيبة، و (الإيضاح) للفارسي و (الكامل) للمبرد، و (الأصول) لابن السَّراج، و (العروض) للتبريزي، كما درس الرياضيات على ابن نائلي وابن يونس، (شكل رقم 87)، ودرس النحو وعلم الكلام حتى صار حجة في العربية.
مليح العبارة كثير التصنيف، كان مشهوراً بالعلوم عارفاً بعلم الكلام معتنياً بصناعة الطب. وقد تتلمذ كذلك على كتب أرسطو وكرَّس نفسه للطب والنبات، أشرف الدراسات عند العرب.
بين موفَّق الدِّين.. وصلاح الدِّين
كان موفَّق الدِّين من علماء العرب المعجبين بالسلطان صلاح الدِّين الأيوبي، فحاول أن يقابله عدة مرات، وقد تمكن من ذلك في عام 588هـ (1192م).
وهذا انطباعه أو وصفه للمقابلة: (رأيت ملكاً عظيماً يملأ العين روعة والقلب محبة، قريباً بعيداً، سهلاً محبباً، أصحابه يتشبَّهون به، وكان مهتماً ببناء سور القدس وحفر خندقه، يتولَّى ذلك بنفسه وينقل الحجارة على عاتقه، يتأسَّى به الناس جميعهم، فقراؤهم وأغنياؤهم أقوياؤهم وضعفاؤهم، حتى العماد الكاتب والقاضي الفاضل).
ويضيف: إن صلاح الدين كان يصطفي العلماء ويُحسن الاستماع إليهم ويشاركهم في البحث والحديث.
ولعل من أسباب نجاح صلاح الدين استشارته للعلماء وكثرة جلوسه إليهم، فلم يستبد برأي وإنما شاركهم في عقولهم باستماعه إلى مشورتهم وآرائهم. وقد قابل أهل دمشق بطلهم مقابلة الفاتحين المنقذين.
قد كرَّمه صلاح الدين وعظَّمه وأجرى عليه راتباً، ثلاثين ديناراً، وأمره بالتدريس في الجامع الأموي بدمشق.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]