نبذة عن حياة الفنان “ليوناردو دافنشي”
2016 علوم العصور الوسطى المتأخرة وعصر النهضة
جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير
KFAS
شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
ليوناردو دافنشي. فنان ومعماري ونحات ومهندس إيطالي يعتبر من أكثر العقول تعدد مواهب على مر العصور.
دون الكثير من التعليم الرسمي استمد دافنشي معارفه من القراءة ليصبح أحد أكثر فناني عصر التنوير (النهضة) شهرة. كما أن له إسهامات علمية عديدة، وبخاصة في علم التشريح، كما صمم آلات مختلفة ترنو إلى التطورات المستقبلية في التكنولوجيا.
فيشي قرية صغيرة تقع شمالي مدينة فلورنسا بإيطاليا. ولد ليوناردو هناك في ربيع عام ١٤٥٢ ابناً غير شرعي لمحام فلورنسي يعرف باسم سير بييرو دافنشي، وعمل صبياً عندما بلغ السادسة عشرة من العمر عند الرسام والنحات أندريه دل فيروتشيو (١٤٣٣ – ٨٨).
رسم ليوناردو مجموعة من المخططات التفصيلية لتشريح الجسم البشري وذلك للإعداد لرسم لوحاته، كما أن بعض هذه المخططات تظهر تشريح الأعضاء الداخلية للجسم، وإن بشكل غير صحيح أحيانا.
والجدير بالذكر أن معظم معلوماتنا عن ليوناردو وأعماله مستقاة من مدونات ملاحظاته والتي مازال بعضها موجوداً في عددٍ من المكتبات العامة في أوروبا.
انتقل ليوناردو عام ١٤٨٢ إلى مدينة ميلانو ليعمل لحساب لودوفيكو سفورزا (١٤٥٢ – ١٥٠٨)، الذي أصبح فيما بعد دوق ميلانو. وخلال تواجده هناك رسم ليوناردو لوحة عذراء الصخور كجزء من لوحات مذبح كنيسة في ميلانو.
في عام ١٤٩٧ أنتج جداريته الخالدة العشاء الأخير برسمها على جدار دير سانتا ماريا ديلي غرازيا. أبعد ليوناردو عن ميلانو بعد احتلال الجيش الفرنسي لها عام ١٤٩٩ ليعود إلى فلورنسا.
وبعد ثلاث سنوات التحق بخدمة الجندي والمهندس والمعماري سيزار بورجيا (حوالي ١٤٧٦ – ١٥٠٧). خلال الفترة من ١٥٠٥ – ١٥٠٦ رسم لوحته الأكثر شهرة الجيوكندا والمعروفة بشكل أكثر بلوحة الموناليزا.
لم يستقر المقام بليوناردو في فلورنسا، إذ عاد إلى ميلانو عام ١٥٠٦ خلال حكم الملك الفرنسي لويس الثاني عشر (حكم خلال الفترة ١٤٩٨ – ١٥١٥) والتحق بالعمل عنده. ثم انتقل إلى روما عام ١٥١٣ ليستقر فيها ثلاثة أعوام ومن ثم إلى مدينة أمبيوز في فرنسا تحت رعاية فرنسيس الأول (حكم خلال الفترة ١٥١٥ – ١٥٤٧) ليتقلد في بلاطه منصب «الرسام الأول للملك ومهندسه المعماري ومهندسه». وبقى هناك في منصبة لبقية أيام حياته.
خلال حياته الحافلة بالانجازات وضع ليوناردو مخططاتٍ لأعمالٍ غطت مدى واسعاً من الاهتمامات من مثل تصميم الحصون والدفاعات وأساليب الهندسة المدنية والآلات الميكانيكية المختلفة. وصف ليوناردو في مدوناته البكرات ونقل الطاقة باستخدام الأحزمة الناقلة ومخرطة تدار بالدوس على ركاب وقارباً يسير بدولاب الدوس وآله لشحذ وصقل العدسات الزجاجية.
ابتكر ليوناردو آله لقياس سرعة السفن وأخرى لقياس شدة الريح. كما أنه وضع مخططا لجهاز الأوديوميتر، مقياس المسافة التي تقطعها عربة، وذلك اعتماداً على تصميم سابق للمعماري الروماني ماركوس فيتروفيوس بوليو (ولد عام ٧٠ ق.م.).
صمم ليوناردو أيضاً المضخات والعربات الآلية، بل وحتى آلة حفر لشق القنوات. ومن متابعته لآلية طيران الطيور صمم ليوناردو آلة الأورنيثوبتر، وهي آله بشرية أعلى كثافة من الهواء تطير برفرفة أجنحة مثبتة على أطراف جسم الإنسان. (وبالطبع لا يمكن لهذه الآلة البشرية أن تنجح نظراً لاستحالة توفير الأجنحة القدرة اللازمة لمقاومة الجاذبية الأرضية).
كما تضم مدونات ليوناردو تصاميم غير عملية لدبابة على هيئة سلحفاة وغواصه وهيلوكوبتر. أما الرسومات التي أنجزها عام ١٤٨٥ لتصميم بارشوت هرمي الشكل فهو تصميم أكثر قابلية للتطبيق، بل يعتقد أنه صنع نموذجاً صغيراً وجربه أيضا.
رغم أن ليوناردو كان مهندساً عملياً استثنائياً بيد أنه لم يكن يعرف المبادىء النظرية في الميكانيكا (ولعل ذلك يرجع إلى عدم دراسته أو تعلمه للرياضيات).
ولم تختلف أفكاره في العلوم كثيرا عن تعاليم العالم والفيلسوف الإغريقي أرسطو (382 – 322 ق. م.) الذي عاش قبل 18 قرنا من زمن ليوناردو.
وبغض النظر عن ذلك فقد جعلت مواهبه العديدة التي غطت مجالات الفن والعلوم منه رجل عصر التنوير الحقيقي.
وبعد وفاة ليوناردو عام 1519 قام صديق حياته الرسام فرانسيسكو ميلزي (1493 – 1570) بالاعتناء الكامل لجمع لوحاته وأوراقه والنماذج الخشبية والمعدنية التي صنعها.
لكن الكثير مما جمعه ميلزي فقد أو دمر بعد موته. ولم يتبق لنا اليوم إلا حوالي 7,000 صفحة من 13,000 صفحة من مدوناته، لكن هذا العدد أكثر من كافٍ للشهادة على عبقرية ليوناردو.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]